28-أبريل-2023
Getty

القرار يأتي بعد زيادة التعاون بين روسيا والصين في مجال الطاقة النووية (Getty)

بالتزامن مع "التعاون النووي" ضمن استراتيجية "الردع الموسع" الذي أعلن عنه في واشنطن بين الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية، تحدثت تقديرات عن أن الصين تعمل على زيادة ترسانتها النووية إلى مستويات غير مسبوقة وتحديثها، بهدف "تعزيز قوة الردع" الخاصة بها استعدادا لحدوث أي نزاع مع الولايات المتحدة.

بحسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية فإن بكين تسعى إلى زيادة ترسانتها النووية لتصل إلى 1500 رأس نووي بحلول عام 2035

وبحسب معلومات المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم فإن مخزون ترسانة الصين من الأسلحة النووية يضم 350 رأسًا نوويًا، وهو رقم "صغير" بالمقارنة مع ما تمتلكه روسيا على سبيل المثال التي تضم ترسانتها النووية 4477 رأسًا والولايات المتحدة 3708. وبحسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية فإن بكين تسعى إلى زيادة ترسانتها النووية لتصل إلى 1500 رأس نووي بحلول عام 2035.

وتأكيدًا لذلك نقلت وكالة فرانس برس عن مات كوردا من منظمة اتحاد العلماء الأمريكيين غير الحكومية التي تدرس الانتشار النووي  قوله: "يبدو أن الصين لم تعد تريد الاكتفاء بمئات الأسلحة النووية لضمان أمنها".

Getty

يذكر أن أول تجربة نووية أجرتها الصين كانت في 1964، ومن بعدها اتبعت بكين استراتيجية عسكرية في مجال السلاح النووي، قامت على الإبقاء على ترسانة متواضعة من الرؤوس النووية والالتزام بعدم المبادرة إلى استخدام السلاح النووي وعدم اللجوء إليه إلا إذا تعرضت لهجوم نووي. حيث أكدن بكين مرارًا على أنها تبقي قوتها النووية "عند المستوى الأدنى الضروري للأمن القومي".

إلا أن الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ اتبع منذ عقد من الزمن تقريبًا استراتيجية جديدة، قامت على تحديث الجيش الصيني وتحسين المخزون النووي والقدرات النووية للبلاد.

وفي هذا الصدد، أكّد ديفيد لوغان الأستاذ في معهد الكلية الحربية البحرية للأبحاث والتعليم حول البحرية الأميركية لوكالة فرانس برس أن الصين "تجري حاليًا توسيعًا وتحديثًا لقواتها النووية هما الأهم في تاريخها".

مردفًا أن النظام الحالي في بكين "لا يسعى فقط إلى زيادة إنتاج الرؤوس النووية، وإنما تحسين القدرة على إطلاقها من الأرض ومن طائرة أو غواصة".

علمًا بأن لدى بكين حاليًا أكثر من 300 منشأة لإطلاق الصواريخ، وتعمل حاليًا وبوتيرة سريعة على بناء منشآت لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، وفقًا لمعلومات البنتاغون.

وتشير المعلومات القادمة من واشنطن إلى وجود تعاون صيني روسي في ملف تطوير الترسانة الصينية من الأسلحة النووية، فمن المتوقع أن توفر موسكو لبكين بعض الوسائل التي تنقصها لإنتاج مواد انشطارية ضرورية لصناعة الرؤوس النووية، خاصة أن قدرة الصين على إنتاج تلك المواد تعتبر محدودة حسب الخبراء.

أصوات من تحت الركام

وكان الجانبان الروسي والصيني قد تعهدا بالفعل خلال قمة رئيسيهما في آذار/مارس الماضي  على "تعزيز تعاونهما في المجال النووي". 

ونقل أكثر من مصدر أن "مسؤولين روس كبار في مجال الطاقة الذرية يعملون على مساعدة الصين لامتلاك مفاعلات سريعة من شأنها إنتاج المواد الانشطارية بسرعة أكبر بكثير مما تستهلك".

وعلى الرغم من تأكيد بكين "بأن الاتفاق يشمل فقط البرنامج النووي المدني"، إلا أن خبراء يرجحون أنه قد يساعد "في تشكيل مخزونات من المواد الانشطارية الموجهة لأسلحة نووية".

الجانبان الروسي والصيني قد تعهدا بالفعل خلال قمة رئيسيهما في آذار/مارس الماضي  على "تعزيز تعاونهما في المجال النووي"

يشار إلى أنه خلال القمة التي جمعت بوتين بنظيره الصيني شي جي بينغ أكّد الأخير على "وجوب عدم شن أي حرب نووية". لكن المخاوف تتزايد بإمكانية اندلاع حرب نووية، خاصة مع تلويح روسيا أكثر من مرة باستخدام السلاح النووي للدفاع عن أراضيها.