08-سبتمبر-2023
مخيم عين الحلوة جنوب لبنان

تعمل جهات لبنانية وفلسطينية على تطويق الاشتباكات الجديدة في مخيم عين الحلوة (Getty)

تجدّدت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، الليلة الماضية وصباح اليوم الجمعة، بين عناصر من قوات الأمن الوطني التابعة لحركة "فتح"، ومجموعات مسلحة، وذلك في جولة جديدة من الاشتباكات التي انطلقت في مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي.

وأصيب أكثر من 20 شخصًا بينهم ثلاث حالات حرجة في مخيم عين الحلوة، كما شهد المخيم حركة من النزوح تجاه مسجد الموصلي، نتيجة تجدد الاشتباكات، بالإضافة إلى أضرار مادية نتيجة إطلاق النيران الكثيف والعشوائي.

الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، تجددت بعد هدوء استمر لمدة شهر

وقال مصدرٌ عسكريٌّ في الجيش اللبناني: إن "جميع الطرق المؤدية إلى مخيم عين الحلوة مقطوعة، وهناك تدابير أمنية مشددة في منطقة صيدا، وإجراءات سير استثنائية اتخذت منذ ليل أمس مع تجدد الاشتباكات، وستبقى مستمرّة إلى حين عودة الهدوء".

وأشار المصدر اللبناني في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الوضع منذ الصباح متوتر جدًا، وهناك اشتباكات مسلحة متقطعة على أكثر من محور، والتواصل قائم مع الفصائل والقوى الفلسطينية بهدف وقف إطلاق النار، وإعادة الهدوء إلى المنطقة".

ودعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، إلى "وقف إطلاق النار إفساحًا في المجال أمام القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم وهيئة العمل المشترك في صيدا، للقيام بواجباتهما وتنفيذ ما أوكل إليها، من هيئة العمل في لبنان".

مخيم عين الحلوة

من جانبه، قالت حركة فتح، أمس الخميس، إنها وقوات الأمن الوطني الفلسطيني "نجحت في إحباط محاولة تسلل وهجوم نفذتهما العصابات الإرهابية التي تنسب إلى قتلة اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه على مقارّ الحركة"، وفق تعبيرها. 

وأضافت: "هذه المحاولة الفاشلة جاءت بهدف عرقلة اجتماع هيئة العمل الفلسطينية المشتركة".

وفي السياق نفسه، قالت مراسلة التلفزيون العربي في لبنان، نقلًا عن مصادر فلسطينية، ترجيحها أن تكون قوة من حركة فتح شنت هجومًا على مناطق تمركز الشباب المسلم، مما أدى إلى تجدد الاشتباكات.

تجدد اشتباكات مخيم عين الحلوة

وبحسب مصادر لبنانية، اندلعت الاشتباكات نتيجة رفض، حركة فتح والجماعات الإسلامية، إخلاء مجمع مدارس الأونروا، إذ يقع على خط التماس بين حي البركسات (معقل حركة فتح)، وحي الطوارئ (معقل الجماعات الإسلامية).

وكانت الأونروا، قد أعلنت عن إيقاف خدماتها في مخيم عين الحلوة نتيجة السيطرة على مجمع المدارس.

وعلمت صحيفة "المدن" اللبنانية، أن سبب الانتكاسة الأمنية الجديدة في عين الحلوة هو "معركة إخلاء مجمع المدارس" التابع للأونروا، والواقع على خط التماس بين البركسات والطوارىء، حيث كان اجتماع لهيئة العمل الفلسطيني المشترك عصر الخميس، انتهى إلى اتفاق على البدء بخطوات عملية لإخلاء المجمع، الذي لا يزال مسيطرًا عليه من قبل فتح والمجموعات الاسلامية المسلحة منذ الاشتباكات الماضية، ويرفض كوادر من كلا الطرفين إخلاءه قبل أن يفعل الآخر، لأنه سيصبح مكشوفا أمامه.

قال مصدرٌ عسكريٌّ في الجيش اللبناني: إن "جميع الطرق المؤدية إلى مخيم عين الحلوة مقطوعة، وهناك تدابير أمنية مشددة في منطقة صيدا، وإجراءات سير استثنائية اتخذت منذ ليل أمس مع تجدد الاشتباكات، وستبقى مستمرّة إلى حين عودة الهدوء"

وانطلقت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، في 30 تموز/ يوليو الماضي، بعد اغتيال مسؤول الأمني الوطني في صيدا أبو أشرف العرموشي، مما أسفر عن مقتله و4 مرافقين له. 

وجاء ذلك، بعد يوم من إطلاق النار تجاه محمود خليل "أبو قتادة"، وهو أحد أبرز المطلوبين للسلطات اللبنانية من تنظيم "الشباب المسلم"، مما أدى إلى مقتل عبد فرهود، الذي كان برفقته، وإصابة شخص آخر، على يد عنصر من حركة فتح.