02-أغسطس-2023
gettyimages

شهدت ساعات الليل اشتباكات داخل مخيم عين الحلوة (Getty)

شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان تجددًا للاشتباكات المسلحة بعد هدوء حدة تلك الاشتباكات والحديث عن التوصل إلى اتفاق لإسكات أصوات البنادق.

وسجل ظهر أمس الثلاثاء اندلاع اشتباكات بين مجموعات إسلامية توصف بالمتشددة وحركة فتح، وسط أنباء تتحدث عن سقوط إصابات.

كانت ساحة عين الحلوة، قد شهدت أمس الثلاثاء "اجتماعات مكثفة بين قوى فلسطينية، وشخصيات سياسية ودينية وفعاليات صيدا، في محاولةٍ للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمكن وصفه بالهش"

وتعليقًا على تجدد الاشتباكات قال القيادي في "فتح" العقيد أبو إياد شعلان إنهم تفاجؤوا "بهجوم لمجموعات إسلامية من حي الطوارئ باتجاه البركسات، تعاملنا معها، وهناك إصابات لم نحصها بعد".

ويعد التصعيد الجديد انتهاكًا للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ ليل أمس الإثنين، وقد وجدت العائلات الهدنة فرصة للنزوح، حيث سجل نزوح العديد من العائلات، نحو بعض المدارس والجوامع والبيوت، التي فتحت أبوابها لاستقبال الفارّين، وتقدر إحصائيات عدد النازحين بما يزيد على 2000.

بودكاست مسموعة

وبدأ التصعيد الجديد صباح الثلاثاء بطلقات نارية متقطعة قبل أن يتفاقم ظهر أمس. معلنًا عن وقف اتفاق إطلاق النار.

وكانت ساحة عين الحلوة، قد شهدت أمس الثلاثاء "اجتماعات مكثفة بين قوى فلسطينية، وشخصيات سياسية ودينية وفعاليات صيدا، في محاولةٍ للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمكن وصفه بالهش".

وحملت حركة فتح الطرف الثاني مسؤولية خرق الهدنة، مؤكدةً في المقابل التزامها بوقف إطلاق النار.

وأجمعت كافة الفصائل الفلسطينية على رفض الاشتباكات، المنعدلة بين الأمن الوطني وفتح ومجموعة جند الشام السلفية.

وما يزال الحذر سيد الموقف، فعلى الرغم من فتح بعض المحال أبوابها، ما يزال العمل متوقفًا في الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة بقرار من محافظ الجنوب منصور ضو، وذلك في انتظار "ما ستؤول إليه حركة الاتصالات والمساعي الفلسطينية والصيداوية".

ويعود السبب المباشر باشتباكات عين الحلوة التي اندلعت السبت الماضي إلى استهداف الناشط الإسلامي محمود خليل (أبو قتادة)، بعملية إطلاق نار تعرض فيها لجروح، وقتل فيها شخص مرافق له، من مجموعة "جند الشام".

مما أدى إلى إطلاق النار تجاه مسؤول الأمني الوطني في صيدا أبو أشرف العرموشي، مما أسفر عن مقتله و4 مرافقين له. 

getty

اندلع على إثر ذلك "جولات اقتتال بين جماعات إسلامية وقوات الأمن الوطني التابعة لحركة فتح".

وفي الأثناء أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بعد يوم واحد من الاشتباكات، عن تعليق جميع خدماتها في المخيم.

وخلفت الاشتباكات حتى الآن 14 قتيلا و60 جريحًا. وهو رقم مؤهل للارتفاع.

 وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي دافع عن تدخل الجيش لفرض الأمن في المخيم.

وأعلن الإثنين عن اتفاق على تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية لتحديد من اغتالوا قائد الأمن الوطني في صيدا أبو أشرف العرموشي الذي شُيع جثمانه مساء الإثنين.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان إن الجيش يقوم بواجبه لمعالجة الوضع في عين الحلوة، "وما يحدث مرفوض لأنه يكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة".

وقال ميقاتي إن هناك وقفا جديا لإطلاق النار في عين الحلوة، ولكن جهات خارج الاتفاق تخرقه، حسب تعبيره.

وشدد على أن حكومته ترفض استخدام الساحة اللبنانية "لتصفية الحسابات الخارجية على حسابنا".

وطلبت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء، الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، احترام حماية المدنيين وحرمتهم والممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك المدارس والمنشآت الصحية.

زكي وزكية الصناعي

وربطت تحليلات لبنانية، زيارة رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج إلى لبنان، في الاشتباكات دائرة في مخيم عين الحلوة للاجئين.

يشار إلى أن مخيم عين الحلوة الواقع على بعد 3 كيلومترات جنوب شرق مدينة صيدا الساحلية، هو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث يؤوي أكثر من 54 ألف نسمة.

خلفت الاشتباكات حتى الآن 14 قتيلا و60 جريحًا. وهو رقم مؤهل للارتفاع

وتأسس المخيم عام 1948 على يد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف إيواء اللاجئين من مدن شمالي فلسطين، على إثر النكبة واحتلال فلسطين.

ويتولى الجيش اللبناني الأمن خارج المخيم، فيما تترك مهمة حفظ الأمن داخله للفلسطينيين.