21-نوفمبر-2016

من الصور المتناقلة على مواقع التواصل لبدء أعمال إقامة الجدار (تويتر)

في خطوة "مثيرة للجدل"، شرع الجيش اللبناني ببناء جدار إسمنتي يلفّ مخيم عين الحلوة، بحجة "ضبط عبور المطلوبين والإرهابيين"، وهو ما دفع بمئات من الفلسطينيين إلى "رفع الصوت"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع لبنانيين رأوا هذا القرار "عنصريًا"، وهدفه "تقويض حركة سكان المخيم". وهو ما يبشر بأن "العهد الرئاسي" الجديد، فتح "جبهة عنصرية" ضد اللاجئين، وهي من تبعات اللغة "العونية" المستخدمة، والتي كان نتاجها وصول ميشال عون (الأب الروحي للتيار الوطني الحر)، إلى سدّة الرئاسة الأولى.

الجيش اللبناني يشرع ببناء جدار إسمنتي حول مخيم عين الحلوة للفلسطينيين

والجدار الذي سيحوّل حياة آلاف من الفلسطينيين، إلى "سجناء" داخل كتلة إسمنتية، لن يكون إلا بمثابة تحويل هذا الكيلومتر القابض على تعاسته، إلى معتقل داخل ما أسماه مستخدمون "جدار العار". وهي تسمية لاقت رواجًا واسعًا على مواقع التواصل، حيث تجدد التنديد بالخطوة "المهينة" بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني، اللذين يتعايشان معًا منذ قدوم آلاف اللاجئين وتأسيسهم ما سمي بمخيمات اللجوء، وهي في الأساس تحولت مع الإجحاف السياسي، لبنانيًا، إلى مخيمات "الذل".

وكتبت شهرزاد بريدة على حسابها على موقع "تويتر": "للتأريخ الدولة اللبنانية التي لا تملك المال لتلمّ زبالتها! هي نفسها الدولة القادرة على بناء جدار العار حول مخيم عين الحلوة الفلسطيني"، مذيلة رأيها بهاشتاغ: #صهينة. ودوّن محمد المدهون على "تويتر": "السلطات اللبنانية تبني جدارًا أسمنتيًا حول مخيم عين الحلوة للاجئيين الفلسطينيين! فكرة صهيونية بدأت بأراضينا المحتلة والآن تنفذ في بلد عربي للأسف".

وعلقت فاطمة سمّان، وهي من أبرز الناشطات في الحراك اللبناني، على القرار، على "فيسبوك"، مدونة: "اليمين اللّبناني على نهج اليمين الإسرائيلي. عملوا وكتروا وبكرا اسألوا ليه رجعت الحرب الأهليّة"، مذيلة تعليقها بهاشتاغ: #جدار_العار

أقرأ/ي: ديك "النهار".. حين يتقيأ عنصرية ضد السوريين

ويقضي المخطط العسكري بأن يبقى عدد من الجنود في أبراج؟. موزعة على طول الجدار المحاذي للأحياء السكنية في المخيم. وهو ما دفع بخروج احتجاجات بلغت حد الاعتصام قبل أيام ضد الأبراج. واستجابت قيادة الجيش للاعتراضات وأبعدت البرج الأول المنجز حتى الآن ثلاثة أمتار، من دون حسم وجهة بناء الأبراج الأخرى المنتظرة: هل تبتعد إلى الخلف، أم تبقى في النقاط المقررة؟

ويمتد الجدار الإسمنتي بمحاذاة أوتوستراد صيدا، ويلتف، بحسب توزع البيوت، من موقع الجيش عند دوار السرايا مرورًا بمحاذاة أحياء خط السكة والجورة الحمرا وملعب أبو جهاد الوزير والزيب والغوير وحطين حتى درب السيم، ثم يلتف شرقًا مع حدود المخيم إلى جبل الحليب وسيروب والفيلات والفوار، بطول يزيد على الكيلومترين.

تتجلى تفويضات عنصرية ميشال عون ضد الفلسطينيين بأول مشاريع عهده، جدار يحاصر بؤس عين الحلوة

ولم تخل التعليقات من السخرية المضمرة من الحكومة اللبنانية، التي ستواجه إذا تشكلت تحديات كثيرة، وأولها ملف النفايات العالق. وكتبت رانيا الشلبي، أن "الدولة اللبنانية معهاش فلوس تلم الزبالة من الشوارع ، بس معها فلوس تحاصر المخيم".

 إلى ذلك، قالت المنظمة العربية لحقوق لإنسان في بريطانيا إن "الجدار العازل لن يعزز الأمن وسيعمق من الغربة والبؤس والحرمان الذي يعيشه الفلسطينيون داخل المخيم". وأضافت المنظمة في بيان لها الأحد أن فكرة إنشاء جدار لعزل مجموعة من السكان حفاظًا على الأمن فكرة بالية لم تعد مقبولة من كافة النواحي القانونية والأخلاقية في ظل تطور وسائل الحفاظ على الأمن التي تمكن من فرض الأمن وفق المعايير المنصوص عليها في القوانين المحلية والدولية.

ويقع مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، ويقع ضمن مدينة صيدا الساحلية، التي تعتبر عاصمة الجنوب اللبناني، عدد سكانه حوالي 80 ألف نسمة، لذا يعتبر أكبر مخيم في لبنان من حيث عدد السكان، ومعظمهم نزح في العام 1948 من قرى الجليل.

اقرأ/ي أيضًا:

العنصرية والطائفية كـ "نكتة مدرسية"

مخيم "البارد"... الرازح تحت سطوة الفقر والأمن