قال ماركو سوتشي، رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم، إن بضع مئات فقط من الأشخاص بقوا في عاصمة ناغورنو كاراباخ، بعد أيام من انتهاء العملية العسكرية الأذربيجانية تجاه الإقليم الذي كان يعيش في غالبية أرمنية.
وأوضح سوتشي: "أن قره باغ، مدينة مهجورة تمامًا. المستشفيات لا تعمل؛ غادر الطاقم الطبي. غادرت سلطات مجلس المياه. كما غادر مدير المشرحة"، وأضاف: "هذا السيناريو سريالي للغاية".
وصف المسؤولون الأرمن نزوح الأرمن من ناغورنو كاراباخ بأنه "عمل مباشر من أعمال التطهير العرقي"، وهو اتهام رفضته أذربيجان
وبحسب تقارير إعلامية، غادر جميع السكان الأرمن تقريبًا ناجورنو كاراباخ ، مع وصول أول بعثة للأمم المتحدة إلى المنطقة الجبلية المهجورة يوم الأحد.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: إن فريق الأمم المتحدة الموجود على الأرض، وهو أول مهمة للأمم المتحدة تصل إلى المنطقة منذ 30 عامًا، مضيفًا: "أنها سوف تحدد الاحتياجات الإنسانية لكل من الأشخاص المتبقين".
وقال العديد من الأرمن الذين فروا من ناجورنو كاراباخ إنهم شعروا بأن زيارة البعثة الدولية جاءت متأخرة للغاية، بعد أن استعادت أذربيجان المنطقة في عملية عسكرية خاطفة الشهر الماضي.
وقالت السلطات الأرمينية إنه بحلول مساء الاثنين، فر أكثر من 100 ألف شخص شخص، من أصل عدد سكان يبلغ حوالي 120 ألف نسمة، إلى أرمينيا من آرتساخ.
وقال أرتاك بيجلاريان، وهو مسؤول أرمني سابق في الإقليم، إن "المجموعات الأخيرة من سكان ناغورنو كاراباخ كانت في طريقها إلى أرمينيا". وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "تبقى بضع مئات من الأشخاص على الأكثر، معظمهم من المسؤولين وموظفي خدمات الطوارئ والمتطوعين وبعض الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وفي تقرير حول زيارتها، أكدت الأمم المتحدة يوم الإثنين النزوح الجماعي للأرمن. وأضافت: "ورد أن ما بين 50 إلى 1000 من الأرمن بقوا في منطقة كاراباخ بأذربيجان بعد النزوح الجماعي في الأيام الأخيرة الذي أدى إلى فرار أكثر من 100 ألف". مضيفةً: "لقد صدمت البعثة بالطريقة المفاجئة التي غادر بها السكان المحليون منازلهم والمعاناة التي تسببت بها هذه التجربة".
ووصف المسؤولون الأرمن نزوح الأرمن من ناغورنو كاراباخ بأنه "عمل مباشر من أعمال التطهير العرقي"، وهو اتهام رفضته أذربيجان، قائلة إن رحيل الأرمن كان "قرارهم الشخصي والفردي ولا علاقة لها به"، وفقها.
حراك دبلوماسي
من جانبها، صدقت أرمينيا على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية رغم المعارضة الروسية. وكانت روسيا قد وصفت هذه الخطوة في السابق بأنها "عدائية للغاية".
وتزور وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أرمينيا اليوم، حيث من المتوقع أن تلتقي برئيس الوزراء نيكول باشينيان، ووزير الخارجية أرارات ميرزويان، فضلًا عن اللاجئين الذين فروا من ناجورنو كاراباخ.
وقبل الرحلة قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن كولونا ستؤكد دعم فرنسا لسلامة أراضي أرمينيا.
بدورها، دعت ألمانيا إلى وجود دولي دائم في ناغورنو كاراباخ، إتريد برلين بقاء مراقبين دوليين في ناغورنو كاراباخ للمساعدة في بناء "الثقة" بين المدنيين.
بحسب تقارير إعلامية، غادر جميع السكان الأرمن تقريبًا ناجورنو كاراباخ ، مع وصول أول بعثة للأمم المتحدة إلى المنطقة الجبلية المهجورة يوم الأحد
وقالت وزارة الخارجية الألمانية اليوم: "إنها خطوة إيجابية أن تسمح أذربيجان لمراقبين من الأمم المتحدة بدخول ناغورنو كاراباخ لأول مرة".
وأضافت: "إنهم بحاجة إلى وجود دائم، لأن الشفافية وحدها هي التي يمكنها بناء الثقة في وعد أذربيجان بحماية حقوق جميع السكان والعائدين إلى المنطقة".
