27-سبتمبر-2023
أذربيجان وأرمينيا وإسرائيل

ما يحدث في ناغورنو كاراباخ ليس أول حالة تطهير عرقي تحمل بصمات إسرائيل (Getty)

طوال الأسابيع الماضية، التي سبقت الهجوم الأذربيجاني القصير على ناغورنو كاراباخ، تحدثت مصادر عدة عن رحلات جوية مكثفة بين إسرائيل وأذربيجان، الحليف الموثوق لدولة الاحتلال في منطقة القوقاز، فيما كانت الرحلات الجوية تنقل الأسلحة بشكلٍ مكثف.

وسبق الهجوم الأذربيجاني، الذي انتهى بحملة تهجير واسع للأرمن من إقليم ناغورنو كاراباخ، تجربة أذربيجانية لمنظومة دفاعية إسرائيلية. جاء كل ذلك، بعد أشهر من افتتاح تل أبيب سفارتها في البلد القريب من إيران.

تناولت افتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، دور تل أبيب في الحرب الأذربيجانية على إقليم ناغورنو كاراباخ

وبحسب أحدث الأرقام، سارع نحو 42500 شخص، أي حوالي 35%، من سكان الإقليم الذي هاجمته أذربيجان، إلى الفرار بمجرد أن رفعت باكو الحصار الذي دام 10 أشهر على الطريق الوحيد في المنطقة إلى أرمينيا.

المسكوت عنه في كل ما يجري داخل الإقليم المتنازع عليه، هو الدور الإسرائيلي والدعم غير المحدود لأذربيجان، والذي ظهر خلال "الاحتفالات" في شوارع العاصمة باكو برفع العلم الإسرائيلي إلى جانب الأذربيجاني.

وتناولت افتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، دور تل أبيب في الحرب الأذربيجانية على إقليم ناغورنو كاراباخ، قائلةً: "ابتداءً من العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ساعدت إسرائيل أذربيجان على ارتكاب جرائم حرب وهزيمة الأرمن في ناغورنو كاراباخ. تتمتع إسرائيل بعلاقة استراتيجية مع الأذربيجانيين تشمل صفقات أسلحة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، نابعة من حرب إسرائيل ضد إيران وحقيقة أنها تشتري جزءًا كبيرًا من النفط الذي تحتاجه من أذربيجان".

وعلى مدار سنوات طويلة، ظلت علاقات باكو وتل أبيب الأمنية سرية، لكن في السنوات الأخيرة ومع تقدم العلاقات الدبلوماسية، "عرضت أذربيجان بفخر أسلحة إسرائيلية متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات الانتحارية المُسيّرة، في عروضها العسكرية"، كما كشفت عن وجود مصنع للمسيّرات الإسرائيلية فيها، وأصدرت عدة مقاطع فيديو رسمية تظهر استخدام قواتها للأسلحة الإسرائيلية.

getty

في 6 آذار/ مارس الماضي، ذكرت صحيفة "هآرتس" أنه خلال السنوات السبع الماضية، هبطت 92 طائرة شحن أذربيجانية في قاعدة عوفدا الجوية، المطار الإسرائيلي الوحيد الذي يمكن تصدير المتفجرات منه. وبالإضافة إلى ذلك فقد تم توثيق طائرة انتحارية إسرائيلية مُسيّرة وهي تهاجم بطارية مضادة للدبابات في أرمينيا نفسها في 15 آذار/ مارس 2021. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، منتصف العام الجاري، أن الصحفيين ونشطاء المعارضة الأذريين قد تم استهدافهم ومراقبتهم باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس.

وتضيف افتتاحية "هآرتس": "طوال هذه الفترة، لم تكتفِ إسرائيل بتزويد أذربيجان بالأسلحة، بل ساعدتها على تشويه التاريخ. وخلال إجراءات قانونية في عام 2020، اعترفت وزارة الخارجية بأن رفض إسرائيل الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، والتي تعرفها بأنها مجرد "مأساة"، ينبع جزئيًا من علاقتها مع الحكومة الأذرية". في المقابل، تدعم إسرائيل الحملة التي تشنها أذربيجان من أجل الاعتراف الدولي بـ "الإبادة الجماعية في خوجالي"، التي ارتكبها الأرمن ضد الأذريين. 

على مدار سنوات طويلة، ظلت علاقات باكو وتل أبيب الأمنية سرية، لكن في السنوات الأخيرة ومع تقدم العلاقات الدبلوماسية، "عرضت أذربيجان بفخر أسلحة إسرائيلية متقدمة"

وتختم الصحيفة الإسرائيلية الافتتاحية، بالقول: "ما يحدث في ناغورنو كاراباخ ليس أول حالة تطهير عرقي تحمل بصمات إسرائيل عليها. إن اضطهاد الروهينجا في ميانمار والمسلمين خلال حرب البوسنة ليس سوى مثالين من بين أمثلة كثيرة. ينبغي على إسرائيل أن تفهم من تاريخ الشعب اليهودي أنه عندما تخلط كميات هائلة من الأسلحة مع تشويه للتاريخ، فإن ذلك يؤدي إلى كارثة".

يشار إلى أن إسرائيل، تنفذ تصعيدًا في فلسطين المحتلة، هو الأكثر دمويةً منذ عشرين عامًا.