12-مايو-2023
Getty

بعض التقديرات في روسيا تحاول الإشارة إلى أن تصريحات مالك فاغنر تستهدف بوتين (GETTY)

أفادت مصادر روسية مستقلة أن الكريملين غاضب من قائد مليشيا فاغنر يفغيني بريغوجين، ويستعد للتخلص منه "سرًا"، والسبب في ذلك هو انتقاداته الحادة والمستمرة للقادة العسكريين في وزارة الدفاع الروسية وعلى رأسهم وزير الدفاع سيرغي شويغو.

بعد موجة انتقادات أولى صدرت عن مالك فاغنر على مدار الأشهر الماضية، عاد من جديد إلى تكرارها مستهدفًا وزارة الدفاع الروسية

ونقل موقع ديلي بيست الأمريكي عن موقع ميدوزا الروسي المستقل أن شخصيات بارزة في الكرملين ضمن محيط بوتين غاضبين من زعيم مجموعة فاغنر بريغوجين الذي يعتبره قطاع كبير من الروس "قائد جيش الظل الروسي". 

وأضاف الموقع أن المسؤولين في الكرملين المنزعجين من بريغوجين "يستعدون لإزاحته والإطاحة به"، ونقل الموقع الروسي عن مصادر مقربة من الكرملين قولها إن "القيادة العليا للبلاد بدأت تنزعج بشدة من تصريحات بريغوجين المسيئة لكبار ضباط الجيش وإدارتهم للحرب في أوكرانيا".

Getty

وكان زعيم فاغنر بريغوجين قد عاد مجددًا إلى تصعيد خطابه ضد قيادات وزارة الدفاع الروسية، حيث اتهم بريغوجين وحدة عسكرية روسية تابعة لوزارة الدفاع "بالفرار من مواقعها قرب باخموت تاركة الجبهة مكشوفة"، مردفًا بأن الدولة "لم تعد قادرة على الدفاع عن البلد"، كما كشف بريغوجين أنّ "حجم الشحنة من الذخيرة التي تعهدت بها وزارة الدفاع تقلص، حيث أعطونا 10% فقط مما طلبناه.. لقد تم خداعنا"، حسب وصفه.

وتابع بريغوجين، قائلًا: "لدينا وزارة دسيسة بدلًا من وزارة دفاع، لذا فإن جيشنا يغادر حيث فقد اللواء 72 مساحة قدرها 3 كيلومترات مربعة من الأراضي". وقال بريغوجين: "الجندي يغادر الخندق، لأنه لا فائدة من الموت بلا داعٍ، ينبغي ألا يموت الجندي بسبب غباء قادته". 

كما سخر بريغوجين من احتفالات يوم النصر وانتقد شخصًا لقَّبه بـ"الجد السعيد" ولم يذكر اسمه، لكنه زعَم أنه المسؤول عن إدارة العمل الحربي. 

Getty

وفي هذا الصدد أكد مصدر لموقع ميدوزا أن تلميحات بريغوجين بشأن من لقبه بـ"الجد السعيد، أغضبت بعض حاشية الكرملين"، لأن التصريحات، حسب المصدر، "كانت موجهة بوضوح إلى الرئيس الروسي"، وتابع المصدر "يمكن لبريغوجين بالطبع أن يزعم بعد ذلك أن تصريحاته تتعلق بوزير الدفاع سيرغي شويغو أو أي شخص آخر، لكن الناس لن يغيروا ما فهموه من تصريحاته".

لكن بريغوجين نفى ذلك الزعم الأربعاء الماضي عندما قال إن اللقب "قد يعود على نائب وزير الدفاع السابق، أو رئيس الأركان العامة الحالي، أو ربما مشارك سابق في برامج تلفزيون الواقع".

وبحسب موقع ميدوزا فإن انتقادات بريغوجين بات ينظر إليها من طرف مسؤولين في الكريملين بأنها "تهديد خطير".

ونقل موقع ميدوزا الروسي عن مصدر لم يصرح باسمه قولَه "إنه صار من الواضح الآن أن بريغوجين لا يتصرف بوصفه عضوًا في فريق، ولا سعيًا للمصالح المشتركة"، وإنما لأن لديه مشروعه الخاص، أي الانتصار في باخموت، وهو على استعداد لفعل أي شيء لبلوغ ذلك. وهذا مشروعه الشخصي لكسب النفوذ على وزارة الدفاع، ولكي تصبح فاغنر أبرز القوى المنتصرة في هذه العملية"، حسب قول المصدر الذي تحدث لميدوزا.

Getty

إلا أن مصادر أخرى، عزت تصريحات بريغوجين القوية، إلى "فقدانه الهدوء، لأنه قدّم وعدًا شخصيًا لبوتين بأن قواته ستسيطر على باخموت بحلول موعد محدد، لكنه عجز عن الوفاء بوعده، ولذلك فإنه يحاول تجنُّب الحرج، ويستبق الهزيمة المذلة في ساحة المعركة بلومِ قادة الجيش".

ومهما كانت الأسباب التي دفعت بريغوجين للتفوه بتصريحاته، فإن مسؤولين في الكرملين يرون أنه تجاوز كل "الخطوط الحمراء"، وبحسب مصادر موقع ميدوزا يخطط مسؤولون في الكرملين لشن حملة تشهير ضد قائد مليشيا فاغنر إذا "تواصل خروجه عن السيطرة"، وتوقع مصدر آخر أن "تتدخل الأجهزة الأمنية إذا استمر في سلوكه المارق وتجاوزه للقواعد".

كان زعيم فاغنر بريغوجين قد عاد مجددًا إلى تصعيد خطابه ضد قيادات وزارة الدفاع الروسية، حيث اتهم بريغوجين وحدة عسكرية روسية تابعة لوزارة الدفاع "بالفرار من مواقعها قرب باخموت تاركة الجبهة مكشوفة"

إلا أن مصدرًا آخر قلل من أهمية تحركات مسؤولي الكرملين ضد بريغوجين، قائلًا: إنه "ما دامت قوات فاغنر هناك على خط المواجهة، فإن الخطر قليل على بريغوجين، ولا تزال لديه فرصة للحوار مباشرة مع الرئيس. لكن إذا استمر الأمر على هذا النحو، فإن أجهزة الأمن الرسمية ستوقفه عند حدٍّ معين بالتأكيد"دون تحديد آلية معينة لذلك التوقيف الذي قد يعني تصفية الرجل.