02-فبراير-2024
مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار، لندن في 6 كانون الثاني/يناير الماضي

(Getty) مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار، لندن في 6 كانون الثاني/يناير الماضي

صرّح وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أمس الخميس، أنّ بلاده تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة، دون انتظار نتائج المحادثات المستمرة منذ سنوات بين "إسرائيل" والفلسطينيين بشأن حل الدولتين.

جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به كاميرون لوكالة "أسوشيتد برس"، خلال زيارة أجراها إلى لبنان، بهدف تهدئة التوتر الإقليمي الراهن.

وأضاف كاميرون أنه لا يمكن أن يكون هناك اعتراف ما دامت "حماس" موجودة في غزة، لكن يمكن أن يكون هناك اعتراف ما دامت المفاوضات الإسرائيلية مع القادة الفلسطينيين مستمرة.

كما أوضح كاميرون أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية: "لا يمكن أن يأتي في بداية العملية، لكن لا يجب أن يكون في نهايتها".

وعلقت صحيفة "هآرتس" العبرية، في افتتاحيتها التي حملت عنوان "على إسرائيل أن تقول نعم للدولة الفلسطينية"، بأن ما جاء على لسان وزير الخارجية البريطاني هو "تصريح دبلوماسي مهم، ونأمل أن يُدعَم بتحرك دبلوماسي".

ورأت الصحيفة أن هذا الكلام مشابهة لتصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن، كانت قد ظهرت بعد أسبوعين من العدوان على غزة إذ قال: "لم يعد في إمكان إسرائيل والفلسطينيين العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل 7 أكتوبر". وأضاف أنه في نهاية الأزمة هناك حاجة إلى السعي لحل الدولتين، "ومعنى ذلك أن الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، وزعماء آخرين من المنطقة، سيكونون مضطرين إلى التركيز على التحرك نحو السلام".

قد يؤدي تحرك بعض حلفاء إسرائيل الرئيسيين للاعتراف بدولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل إلى عزلها والضغط عليها للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بحسب الغارديان

وبحسب الصحيفة، فإن إدارة بايدن تروّج، منذ ذلك الحين، لخطة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ضمن إطار تطبيع مع السعودية، وخطة لإعادة إعمار قطاع غزة بقيادة السعودية و4 دول عربية.

وأكّدت افتتاحية "هآرتس": "لقد تحدّث بايدن مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وضغط عليه من أجل الموافقة على قيام دولة فلسطينية بعد الحرب. لكن بايدن يعلم بأن هذا الأمر لن يجري في ظل زعيم فاشل من دون رؤيا ربط مصيره السياسي بالكهانيين ومؤيدي الترانسفير".

ورأت أنه: "بعكس الضجيج الصادر عن حزب المحافظين البريطاني، الذي اعتبر كلام كاميرون بمثابة منح جائزة لحركة حماس، فإن اعترافًا أحادي الطرف بدولة فلسطينية يدفع قدمًا بحل الدولتين، هو النقيض المطلق لِما تريده حماس. حركة حماس لا تريد تسوية إقليمية، ولا حل الدولتين، لأنها غير مستعدة للاعتراف بدولة إسرائيل. وكل خطوة يقوم بها العالم في اتجاه حل الدولتين هي جائزة للمعتدلين وعقاب للمتطرفين".

وقبل أسبوعين، أعلن بنيامين نتنياهو وعدد من أعضاء حكومته رفضهم قيام دولة فلسطينية، في تحرك مضاد لموقف واشنطن الداعي للمضي في هذا الخيار بعد انتهاء الحرب على غزة.

وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تتخلى عن سيطرتها الأمنية الكاملة على الأراضي الواقعة غرب الأردن، أي الضفة الغربية.

وقال نتنياهو إنه يعارض قيام أي دولة فلسطينية لا تضمن أمن إسرائيل، حسب تعبيره. لكنه في الحقيقة كان يكرّر رفضه المستمر لقيام دولة فلسطينية، بل وصل به الأمر إلى حد التفاخر بذلك.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية في رصدها لتصريحات كاميرون: "قد يؤدي تحرك بعض حلفاء إسرائيل الرئيسيين للاعتراف بدولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل إلى عزلها والضغط عليها للجلوس إلى طاولة المفاوضات".