28-نوفمبر-2023
نتنياهو وخسارة الليكود

أوضح نتنياهو لأعضاء الكنيست أهمية انتخابه، بالقول: "أنا الوحيد الذي يستطيع منع قيام دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية" (Getty)

تحدثت هيئة البث الإسرائيلية، عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، بسلسلة لقاءات مع أعضاء كنيست من حزب الليكود، من أجل تثبيت "موقعه في الحزب في اليوم التالي للحرب".

وبحسب تقرير الصحافي الإسرائيلي ميخائيل شيمش، فإن "نتنياهو التقى حتى الآن مع نحو عشرة أعضاء من كتلة الليكود في الكنيست، معظمهم من الموجودين في مؤخرة القائمة".

وتفسر الصحافة الإسرائيلية هذا السلوك، في ضوء إمكانية خسارة الليكود للعديد من المقاعد، مما يعني نهاية ولايتهم هم تحديدًا في الكنيست، كما أنهم يشكلون "نقطة ضعف في محاولات تشكيل أي حكومة جديدة، بحجب الثقة عن نتنياهو".

قال مصدر في الليكود: "نتنياهو خائف من النقاش حول بديله ويريد التأكد من عدم انضمام أحد إلى الانقلاب ضده"، ويقوم بترويج حملة انتخابية تدور حول "التعهد بمواصلة الحرب على غزة، وأنه الوحيد القادر على منع قيام دولة فلسطينية"

وأوضح نتنياهو لأعضاء الكنيست أهمية انتخابه، بالقول: "أنا الوحيد الذي يستطيع منع قيام دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية". وأضاف: "أعرف الرئيس بايدن منذ أكثر من 40 عامًا، وأعرف كيف أتحدث إلى الرأي العام في الولايات المتحدة".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قد نقلت عن مصدر سياسي في الليكود، قيام نتنياهو بعقد هذه اللقاءات، بهدف تثبيت "موقعه داخل الليكود"، بعد حديث عن إمكانية استبداله ومطالبته بتحمل المسؤولية عن فشل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن نقاش سري دار داخل الليكود، حول إمكانية استبدال نتنياهو، في تصويت لحجب الثقة داخل الحكومة.

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، التقى نتنياهو، يوم الجمعة، مع العديد من أعضاء الكنيست بشكل فردي، بما في ذلك كيتي شطريت، ودان إيلوز، وحانوخ ميلبيتسكي، وبوعز بيسموث. وقال مصدر في الليكود: "نتنياهو خائف من النقاش حول بديله ويريد التأكد من عدم انضمام أحد إلى الانقلاب ضده"، ويقوم بترويج حملة انتخابية تدور حول "التعهد بمواصلة الحرب على غزة، وأنه الوحيد القادر على منع قيام دولة فلسطينية". ووفق مصدر الليكود، فإن نتنياهو ينوي عقد انتخابات مباشرة بعد الحرب، ولكنه لا يفكر في اعتزال العمل السياسي.

ومن معالم الخلافات داخل الحكومة حاليًا، هي المصادقة على إطار ميزانية 2023، رغم معارضة وزراء معسكر الدولة، وكذلك بعض أعضاء الائتلاف الأصلي، بما في ذلك وزير الاقتصاد نير بركات.

وعلق مصدر مقرب من بيني غانتس على الجدل الدائر حول تمويل الائتلاف وقال: "في الوقت الذي يوجد فيه مئات الآلاف في الاحتياط (بالزي الرسمي أو في المجتمع المدني)، تغلق صناعات بأكملها، ويذهب الكثير منهم إلى الجيش والجيش. العجز آخذ في الازدياد - نحن بحاجة إلى إظهار مثال شخصي. زيادة بقيمة 500 مليون شيكل في ميزانية المدارس الدينية، وتخصيص أكثر من 400 مليون شيكل للوزارة لمهام وطنية غير واضحة الهدف، وزيادة رواتب المعلمين في أفق جديد لا يعتمد على نظام التعليم في إسرائيل، إن مبلغ 40% بدلاً من 14% الذي اتفقنا عليه هو إصبع في أعين الجمهور".

نقاشات في الليكود

في وقت سابق، قال عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود والمقرب من نتنياهو بوعز بسموث: "لا أعتقد إن نتنياهو سيكون قادرًا على البقاء بعد الحرب"، وفقًا لما كشفه الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة معاريف الإسرائيلية.

ويُعد عضو الكنيست بسموث من المقربين من نتنياهو وشغل في السابق رئيس تحرير صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية التي تُوصف في إسرائيل بأنها البوق الدعائي لنتنياهو.

وفي منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، كشفت القناة 13 الإسرائيلية، في نشرتها الرئيسية أن وزراء وأعضاء كنيست في الليكود، يناقشون إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصويت بحجب الثقة.

وقالت القناة: "حتى الأيام القليلة الماضية، لم يكن أمر نقاش عزل نتنياهو حاضرًا في تصريحات السياسيين من الليكود، حتى لو كانوا كبارًا. لكن مؤخرًا ظهرت النقاشات داخل الحزب، بين قيادات لم يتم الكشف عن هويتهم، فيما يتعلق باليوم التالي لليكود ما بعد نتنياهو. وفي الأيام الأخيرة، يبدو الأمر أكثر خطورة بعض الشيء، سواء بسبب عدد أعضاء الكنيست والوزراء المشاركين في المشاورات، أو لأنها بدأت في إشراك قادة أحزاب المعارضة في هذه القضية".

بحسب "يديعوت أحرونوت"، التقى نتنياهو، يوم الجمعة، مع العديد من أعضاء الكنيست بشكل فردي

وبحسب القناة :" الأساس المنطقي لأعضاء الكنيست من الليكود، هو أنه إذا ظل نتنياهو على رأس الحزب وتوجهت إسرائيل إلى الانتخابات، وفي حالة هزيمة الليكود المحتملة، فإن الكثير منهم لن يعودوا يشكلون جزءًا من حزب الليكود". 

وأضافت القناة: "في هذه الخلفية، بدأت مجموعة كبيرة بفحص احتمال أنه بعد الانتهاء من الخطوة البرية، أي حتى بعد خروج الوزير بيني غانتس من حكومة الطوارئ، فإنهم سيتجهون إلى خطوة حجب الثقة عن نتنياهو".

وتابعت القناة: "في مثل هذه الخطوة، سيترأس الحكومة أحد كبار قادة الليكود، الذي يلتزم بعدم الترشح في الانتخابات التالية. وفرص مثل هذه الخطوة منخفضة للغاية، لأن مثل هذه الخطوة ستتطلب 15 عضوًا من الكنيست من حزب الليكود على الأقل، وحاليًا هناك أقل من عشرة يدعمون هذا الخيار. بالإضافة إلى ذلك، فهذه خطوة سياسية مُعقدة، سيتعين خلالها على الوزراء الاستقالة والعودة إلى الكنيست، وسيكون لدى نتنياهو الوقت الكافي لإحباط هذه الخطوة".