07-يناير-2024
جنود اسرائيليون في قطاع غزة 2024

(رويترز) جنود اسرائيليون في قطاع غزة

منذ بداية العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة والتقارير الصحافية تتحدث عن عمليات سطو ونهب لأموال وممتلكات الأهالي في مدن القطاع. وكان بعض تلك الأخبار يأتي كإفادات من المواطنين، وبعضها الآخر يأتي على شكل اعترافات مصوّرة ينشرها جنود الاحتلال في حالات تفاخر وتباهٍ بهذه الأفعال وكأنها انتصارات.

إلى جانب ذلك، تعرّض النازحون من شمال القطاع إلى جنوبه لعمليات سلب أموال ومصاغ ذهبي من قبل جنود جيش الاحتلال، وذلك عند الحواجز العسكرية التي نصبوها في عدة نقاط.

سطو ونهب

وأفاد "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" أن الجيش الإسرائيلي يطلق العنان لجنوده للسرقة والنهب. وقد وثق المرصد عدة حالات تكشف تورط جنود إسرائيليين في سرقات تشمل الذهب والمال والأجهزة الإلكترونية المختلفة.

وركزت شهادات المرصد على عمليات تخريب متعمدة للممتلكات وسرقة المقتنيات الشخصية، ومن ثم حرق المنازل بعد نهبها في إطار نهج يقوم فيما يبدو على الانتقام الجماعي من السكان الفلسطينيين.

السرقات التي قام جيش الاحتلال تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات، علمًا أن هذا المبلغ قد يكون جزءًا صغيرًا من أعمال لم يُبلغ عنها الجنود

وقال المرصد إن تقديراته الأولية تشير إلى أن السرقات التي قام بها جيش الاحتلال تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات، علمًا أن هذا المبلغ قد يكون جزءًا صغيرًا من أعمال لم يُبلِّغ عنها الجنود، لا سيما مع انتشار فيديو لثلاثة من الجنود يبيعون حليًّا ذهبية في أحد متاجر الضفة الغربية بعد سرقتها من غزة.

ولفت المرصد إلى تعمّد جنود إسرائيليين نشر مقاطع مصورة على المنصات يوثقون فيها تخريب المنازل، أو رسم شعارات عنصرية أو دينية على الجدران، إلى جانب تفاخرهم بالاستيلاء على أموال ومقتنيات ثمينة من القطاع.

ومن الشهادات ما قدمته السيدة علياء النجار (34 عامًا) التي شاهدت بعض حليها في أحد المقاطع المصورة التي نشرها جنود إسرائيليون.

كما ظهر مقطع لجندي إسرائيلي يعرض فيه قلادة فضية مكتوب عليها "صُنع في غزة"، ويقول إنه سيهديها لصديقته. كما ظهر جندي آخر يمسك غيتارًا مسروقًا ويعزف عليه ويغني فوق الركام.

ودعا المرصد إلى فتح تحقيق دولي شامل ومحايد في الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قِبل قوات الجيش الإسرائيلي.

على طريقة قطاع الطرق

جاءت عمليات السرقة على أكثر من طريقة، الأولى: كانت على الحواجز، مثل حاجز شارع صلاح الدين، حيث جرّدت قوات الاحتلال النازحين من شمال وادي غزة نحو الجنوب من حقائبهم التي تحتوي ممتلكاتهم الثمينة كالأموال والذهب والمصاغات. والثانية: كانت بالسطو على المنازل التي طلبوا من سكانها الخروج منها، ثم دخلوها وقاموا بسرقتها، وأخذوا لهذه الجريمة صورًا تذكارية ومقاطع فيديو نشر بعضها على المنصات، كما حدث في بيت لاهيا.

الصحافة الإسرائيلية تتحدث

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" هذه الجريمة بالسرقة الممنهجة لأموال الغزيين، وذكرت أن الجيش الإسرائيلي استولى على 5 ملايين شيكل خلال هذه الحرب، تم تحويلها إلى القسم المالي بوزارة الدفاع. بحسب الصحيفة.

بينما أكدت صحيفة "واينت" أن جيش الاحتلال استولى على 5 ملايين دولار من قطاع غزة، وأوضحت أن "وحدة الغنائم" في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات بالجيش صادرت الأموال التي تم ضبطها.

سرقات داخلية

وشهدت قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الماضي سرقات كبيرة للذخائر، وقد استثمر الجيش عشرات الملايين في وسائل تكنولوجية متطورة للحد منها، لكن ذلك لم يمنع من استمرار السرقات بكميات كبيرة للذخيرة والبنادق والعتاد العسكري، الذي تصل كميات منه إلى التنظيمات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية.

كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيام جندي من جيش الاحتلال بسرقة معدات وحاسوب جندي آخر قُتل خلال عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن الحادثة وقعت بقاعدة تابعة لجيش الاحتلال. وحكمت المحكمة على الجندي بالسجن ثلاثة أشهر وتخفيض رتبته ودفع تعويض لعائلة الجندي القتيل.

تخريب ما لا يُسرق

أظهرت مقاطع فيديو عديدة نشرها جنود جيش الاحتلال، في أماكن متفرقة من القطاع، قيامهم بعمليات تخريب للممتلكات الخاصة والمتاجر، فظهر جندي يتباها بتكسير محل ألعاب أطفال، كما ظهرت جرافة عسكرية تقوم بتدمير السيارات المدنية، ولم يكن من هدف واضح لهذه الممارسات سوى إيقاع أكبر قدر ممكن من التخريب في القطاع.