28-فبراير-2024
فاز جو بايدن بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغان، لكن الأصوات المناهضة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والدعم الأمريكي له، كانت مرتفعة في الولاية المتأرجحة.

(نيويورك تايمز) المقصود من حملة "استمع إلى ميشيغان" أن تكون بمثابة تحذير لبايدن لمراجعة دعمه الثابت حتى الآن للعدوان الإسرائيلي على غزة

فاز جو بايدن بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغان، لكن الأصوات المناهضة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والدعم الأمريكي له، كانت مرتفعة في الولاية المتأرجحة.

ولم يواجه الرئيس الأمريكي منافسًا أساسيًا حقيقيًا في المنافسة. لكن الحملة التي تشكلت قبل أسابيع فقط من الانتخابات التمهيدية للتصويت بـ"غير الملتزم" احتجاجًا على دعمه المستمر لحرب إسرائيل على غزة، أشارت إلى "الغضب والخيانة" التي يشعر بها الناخبين العرب الأمريكيين والشباب في الولاية تجاه بايدن.

وصف عضو الكونغرس السابق آندي ليفين، وهو من أوائل المؤيدين المحليين البارزين لحملة التصويت "غير ملتزم"، الحركة بأنها "طفل الضرورة"، قائلًا: إن نسبة المشاركة حتى الآن كانت "انتصارًا كبيرًا"

وحددت مجموعة "استمع إلى ميشيغان" التي تطلب اختيار "غير ملتزم"، هدف الحصول على 10000 صوت غير ملتزم في الانتخابات التمهيدية. ومع فرز حوالي 85% من الأصوات، حصل صوت "غير ملتزم" على 95 ألف صوت من إجمالي أكثر من 580 ألف صوت، أي حوالي 14% من الأصوات.

ومن أجل فهم أوسع للتصويت الاحتجاجي في الانتخابات التمهيدية، يمكن المقارنة مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي خاض الانتخابات في الحزب الديمقراطي، دون منافسة في عام 2012، وصوت حينها بـ"غير ملتزم"، 21 ألف في ميشيغان، في انتخابات شهدت مشاركة نحو 194 ألف في المجموع، أي ما يزيد قليلًا عن 9% من الناخبين.

أمّا أهمية ولاية ميشيغان فتأتي من كونها ولاية متأرجحة أو من الولايات الأرجوانية، وهي ولايات غير محسومة بشكلٍ تقليدي لأي حزب أمريكي تاريخيًا. وعلى سبيل المثال فاز ترامب بالولاية بفارق ضئيل، إذ تفوق من خلال 11 ألف صوت فقط في عام 2016، وأراد منظمو حملة "غير ملتزم" إظهار أن لديهم على الأقل عدد الأصوات التي كانت هامش فوز ترامب في عام 2016، لإثبات مدى تأثيرهم. وتغلب بايدن على ترامب بنحو 150 ألف صوت في ميشيغان في عام 2020.

ومع ظهور النتائج بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة مساءً، تجمع أعضاء حملة "استمع إلى ميشيغان" في قاعة احتفالات في ديربورن وأعلنوا أن النتائج انتصار لحملتهم. 

وقبل بداية الخطابات الخاصة بالحملة، وقف عباس علوية، المتحدث باسم "استمع إلى ميشيغان"، دقيقة صمت على "كل حياة بشرية أُزهقت منا، باستخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين والقنابل".

getty

وقالت ليلى العبد، التي أطلقت الحملة في أوائل شباط/فبراير الماضي: "شكرًا لمنظماتنا التقدمية المحلية والوطنية وناخبينا أصحاب الضمائر الحية، الذين استخدموا عمليتنا الديمقراطية للتصويت ضد الحرب والإبادة الجماعية وتدمير شعب وأرض".

وأضافت العبد في تعقيبها على النتيجة: "هذا يعني أن ميشيغان سترسل مندوبًا واحدًا على الأقل إلى شيكاغو ليعلن أنهم غير ملتزمين تجاه المرشح الديمقراطي، طالما أنه يمول حرب إسرائيل في غزة".

ووصف عضو الكونغرس السابق آندي ليفين، وهو من أوائل المؤيدين المحليين البارزين لحملة التصويت "غير ملتزم"، الحركة بأنها "طفل الضرورة"، قائلًا: إن نسبة المشاركة حتى الآن كانت "انتصارًا كبيرًا".

وأضاف ليفين، وهو يهودي خسر انتخابات الكونغرس نتيجة تحالفات اللوبيات الإسرائيلية في واشنطن ضده: "لا يوجد أمل في الأمن والسلام للشعب اليهودي بدون الأمن والسلام والحرية والعدالة للشعب الفلسطيني".

وكان المقصود من حملة "استمع إلى ميشيغان" أن تكون بمثابة تحذير لبايدن لمراجعة دعمه الثابت حتى الآن للعدوان الإسرائيلي على غزة. وتحظى الحملة بأهمية خاصة في ميشيغان بالنظر إلى العدد الكبير من السكان العرب الأمريكيين في الولاية، وهي المجموعة التي دعمت بايدن بقوة في عام 2020.

وقالت النائبة الديمقراطية ديبي دينجل من ميشيغان لشبكة "سي إن إن" ليلة الثلاثاء: "الأمر لا يقتصر على الجالية الأمريكية العربية والمسلمة فقط. إنهم الشباب الذين يريدون أن يُسمع صوتهم ولديهم نفس المخاوف". وأضافت أن قوة حملة "غير ملتزم، ليست مفاجأة بالنسبة لي".

وفي بيانه في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، شكر بايدن "كل سكان ميشيغان الذين جعلوا صوتهم مسموعًا اليوم"، مشيرًا إلى أن "ممارسة حق التصويت والمشاركة في ديمقراطيتنا هو ما يجعل أمريكا عظيمة"، بحسب تعبيره.

getty

وناقش بايدن الإجهاض، والوظائف النقابية، والأدوية، والحاجة إلى حماية علاجات الخصوبة. ولم يكن هناك أي ذكر لغزة أو إسرائيل أو مطالب وقف إطلاق النار التي أشعلت حملة التصويت الاحتجاجية "غير ملتزم"، كما لم يتطرق بايدن إلى حملة "استمع إلى ميشيغان"، وحذر من أن ترامب "يهدد بجرنا أكثر إلى المزيد من الفوضى. والعودة للماضي وللانتقام".

وحذر النائب رو خانا من كاليفورنيا، أحد كبار ممثلي بايدن والذي أصبح وسيطًا غير رسمي بين النشطاء التقدميين وإدارة بايدن، من أن "الرئيس سيخسر ميشيغان في نوفمبر إذا حافظ على سياسة الوضع الراهن".

وفي وقت سابق، أرسل بايدن كبار مسؤولي الإدارة والحلفاء في الكونغرس إلى ميشيغان للتحدث مع قادة المجتمع حول الحرب الإسرائيلية على غزة. وشجعت حاكمة الولاية، غريتشن ويتمر، الديمقراطيين على التصويت لصالح الرئيس الأمريكي، في حين دفع أعضاء في الحزب الديمقراطي، بما في ذلك النائبة رشيدة طليب، التي تمثل أجزاء من ديترويت وديربورن، والمرشح الرئاسي السابق بيتو أورورك، الناخبين نحو التصويت بـ"غير ملتزم".