01-يونيو-2023
gettyimages

القصف الإسرائيلي يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية بحسب منظمات حقوقية (Getty)

فجر يوم 9 أيار/ مايو الماضي، شنت طائرات إسرائيلية، سلسلة غارات على قطاع غزة، وذلك بهدف اغتيال قادة في حركة الجهاد الإسلامي، استشهد في الغارات 13 فلسطينيًا، نصفهم تقريبًا من الأطفال والنساء، فيما خرج جيش الاحتلال يتبجح بتمكنه من اغتيال ثلاثة من قيادات حركة الجهاد الإسلامي، ضمن ما يصفها باللغة العسكرية البادرة بـ"الاغتيال المستهدف"، وذلك في محاولة لإثبات "تركيز" الضربات.

أكّدت الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قطاع غزة أنّ نمط الهجمات الإسرائيلية، التي تصفها تل أبيب بـ"الدقة"، أظهرت عدم اكتراث دولة الاحتلال بحياة المدنيين الفلسطينيين

وأكّدت الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قطاع غزة أنّ نمط الهجمات الإسرائيلية، التي تصفها تل أبيب بـ"الدقة"، أظهرت عدم اكتراث دولة الاحتلال بحياة المدنيين الفلسطينيين، وهي ذات الهجمات التي سبق لمنظمة العفو الدولية أن قالت إنها "يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية"، ويصفها أهالي قطاع غزة بأنها ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي الذي يهدف إلى "جعلهم يخشون جيرانهم"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وتشير الصحيفة الأمريكية، إلى اغتيال الشهيد طارق عز الدين، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، حيث قصف جيش الاحتلال منزله بثلاث قنابل GBU-39، وذلك من خلال إدخاله عبر منزل لعائلة خصوان، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة من أفراد العائلة، بالإضافة إلى عز الدين، وطفلته (11 عامًا)، وطفله 9 (أعوام).

زكي وزكية الصناعي

وطالما زعمت إسرائيل أنّها تشن "ضربات دقيقة" تهدف إلى اغتيال قادة المقاومة، وأنها لا تستهدف المدنيين. لكن الضربات الجوية غالبًا ما تتم في مناطق مكتظة بالسكان، ويقول العديد من الفلسطينيين في غزة إنها ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي الذي يهدف إلى جعلهم يخشون من يكونون جيرانهم.

كما تدمر إسرائيل مباني أو أبراج سكنية بأكملها إذا اعتقدت أن فصائل المقاومة لديها مكتب أو شقة هناك.

ولم يرد جيش الاحتلال، حسب نيويورك تايمز، على أسئلة حول سبب استهدافه لقادة الجهاد الإسلامي الثلاثة في 9 أيار/مايو أثناء وجودهم في المنزل أو سبب إطلاقه القنابل الثلاث التي استهدفت قائد الجهاد الإسلامي عبر منزل خصوان.

getty

ونقل تقرير نيويورك تايمز عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ، أن جيش الاحتلال "لم يختر قتل طبيب الأسنان"، وفق تعبيره ، ممتنعًا عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

يشار إلى أنه وخلال خمسة أيام من العمليات التي أعقبت تنفيذ الاغتيالات، دمرت الضربات الإسرائيلية 103 منازل، وألحقت أضرارًا بأكثر من 2800 منزل آخر، بحسب دائرة الأشغال العامة في غزة.

وسبق لمنظمة العفو الدولية أن صرّحت في وقت سابق أن نمط الهجمات الإسرائيلية على المنازل السكنية في غزة "أظهر عدم اكتراث بحياة المدنيين الفلسطينيين ويمكن أن يرقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية".

getty

ففي حرب الـ 11 يومًا 2021 قصفت إسرائيل أربعة أبراج ، ودمرت ثلاثة منها ؛ كان أحدهما يضم بعض المؤسسات الإعلامية.

فضلًا عن ذلك دأب جيش الاحتلال، في تبرير قصف الأماكن الآهلة بالمدنيين، على اتهام المقاومة في غزة "بالاختباء بين المدنيين واستخدامها كدروع بشرية"، وفق زعمه.

لكن قادة وأعضاء المقاومة يقولون إن "الضربات الجوية الإسرائيلية تهدف إلى إلحاق الأذى بالسكان المدنيين لتقويض الدعم الشعبي لهم".

قال القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش إن قادة الفصائل "يعيشون في مجتمعاتهم المحلية في الجيب الصغير الذي يقطنه أكثر من 2.3 مليون شخص في غزة"، مردفًا القول: "أين يجب أن نذهب؟ هل نهرب من فلسطين؟ هل يمكننا إنشاء قاعدة عسكرية في كولورادو؟"

كما قال القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش إن قادة الفصائل "يعيشون في مجتمعاتهم المحلية في الجيب الصغير الذي يقطنه أكثر من 2.3 مليون شخص في غزة"، مردفًا القول: "أين يجب أن نذهب؟ هل نهرب من فلسطين؟ هل يمكننا إنشاء قاعدة عسكرية في كولورادو؟"، متابعًا "الاحتلال يستهدف المدنيين عن قصد حتى يتمكنوا من إثارة الناس ضدنا".