تدخل الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة يومها الـ97 على وقع انتظار عقد المحكمة الدولية، في لاهاي، أولى جلساتها للنظر في طلب جنوب أفريقيا محاكمة "إسرائيل" بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في القطاع، الذي يتعرّض لواحدة من أكثر الحروب تدميرًا في القرن الحادي والعشرين.
وتعرّضت مناطق متفرقة من قطاع غزة، الليلة الماضية وصباح اليوم الخميس، لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف تركّز في المحافظتين الجنوبية والوسطى، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مختلف محاور التوغل.
مجزرتان بدير البلح وخان يونس
واستُشهد 7 فلسطينيين، وأُصيب 25 آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "أبو ناموس" بمنطقة المعسكر بمدينة خان يونس، التي تعرّضت لقصف مدفعي كثيف تزامنًا مع احتدام الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال شرق المدينة.
قالت مقرّرة أممية معنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليًا إن قطاع غزة أصبح غير صالح للعيش
وطال قصف جيش الاحتلال مخيمي البريج والمغازي وسط قطاع غزة، حيث ارتكب مساء أمس الأربعاء، مجزرة جديدة بقصفه منزلًا مأهولًا ملاصقًا لمستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح راح ضحيتها أكثر من 40 شهيدًا وجريحًا.
وفي وقت سابق، أمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 23.357 شهيدًا، و59.410 مصابين، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وقالت الوزارة، في بيان مقتضب عبر منصة "تلغرام"، إن جيش الاحتلال ارتكب 14 مجزرة ضد عوائل قطاع غزة راح ضحيتها 147 شهيدًا و243 مصابًا، خلال الساعات الـ24 الماضية. علمًا أن هذا العدد الذي وصل إلى المستشفيات فقط، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
قطاع غزة غير صالح للعيش
وفي سياق متصل، قالت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليًا، باولا بيتانكور، إن غزة أصبحت "غير صالحة للعيش"، مع تأكيدها على أن إعادة التوطين المؤقت لسكانها في الخارج ليست خيارًا قابلًا للتطبيق.
وقالت بيتانكور في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إن "إسرائيل" تسعى إلى: "تغيير تركيبة قطاع غزة بشكل دائم بأوامر الإخلاء المتزايدة باستمرار والهجمات واسعة النطاق والمنهجية على المدنيين والبنية التحتية المدنية"، مشيرةً هنا إلى تدمير البنية التحتية المدنية، والمنازل، والمرافق، وعدم وصول المساعدات الإنسانية.
من جهته، أكد المدير العام لـ"منظمة الصحة العالمية" أن الوضع الإنساني في قطاع غزة "لا يوصف"، لافتًا إلى أنه من المتوقّع أن تواجه عملية توزيع المساعدات عقبات "يصعب تجاوزها تقريبًا".
جيش الاحتلال: نخوض قتالًا معقدًا
إلى ذلك، تتواصل الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفسلطينية وقوات الاحتلال في مختلف محاور التوغل وسط وجنوب قطاع غزة. كما نفّذت "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، أمس الأربعاء، العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال في القطاع، أسفرت عن تدمير عدة آليات ومقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.
ووصف رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس الأربعاء، القتال في قطاع غزة بأنه معقد، حيث قال في مقطع مصوّر بثّه حساب جيش الاحتلال عبر منصة "إكس"، خلال لقائه بعدد من الجنود والضباط الذين يقاتلون بغزة، إن جنوده يخوضون في غزة قتالًا: "في منطقة معقدة فوق وتحت الأرض مع (عدو) استعد منذ فترة طويلة بشكل منظم".
وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد أعلن أنه ليس لدى "إسرائيل" أي نية لاحتلال قطاع غزة أو تهجير سكانها، زاعمًا أنهم يُحاربون "حماس" وليس السكان الفلسطينيين مع الالتزام الكامل بالقانون حسب زعمه، وهو ما تنفيه الوقائع على الأرض، إضافةً إلى تصريحات أعضاء الكنيست والمسؤولين المقربين منه، الذين يكرّرون دعواتهم لاحتلال القطاع بعد تهجير سكانه أو إبادتهم.
كما اعتمد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، مشروع قرار أمريكي يدين هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ويُطالب بإنهاء الهجمات: "التي تعرقل التجارة الدولية، وتقوّض حقوق وحريات الملاحة وكذلك السلم والأمن في المنطقة" بشكل فوري.
