04-فبراير-2024
gettyimages

(Getty) يهدِّد اجتياح الاحتلال مدينة رفح حياة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني

لليوم الـ121، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الهمجي على قطاع غزة، الذي قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمس السبت، إنه يواجه كارثة غير مسبوقة، مؤكدةً أن سكانه يموتون أمام أعين العالم.

ومنذ ما بعد منتصف الليلة وحتى صباح اليوم الأحد، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة من قطاع غزة مخلّفًا عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، إلى جانب دمارٍ هائل يفاقم من مأساة القطاع المنكوب، طويلة الأمد، وسكانه الذين لن يجد معظمهم منازل يعودون إليها بعد انتهاء العدوان.

تهديدات إسرائيلية باجتياح مدينة رفح

وتركّز القصف الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث استُشهد عدد من الفلسطينيين، بينهم طفلتين، وأُصيب آخرون فجر اليوم الأحد، إثر قصف طال روضة تؤوي نازحين في منقطة حي السلام شرق المدينة، التي طال القصف عدة مناطق أخرى منها.

يهدِّد اجتياح جيش الاحتلال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، حياة أكثر من 1.5 مليون شخص بينهم أكثر من مليون نازح

ويأتي التصعيد الإسرائيلي ضد مدينة رفح بعد أيام من تصريحات وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، عزم جيش الاحتلال توسيع عمليته البرية باتجاهها، الأمر الذي يهدِّد حياة 1.5 مليون فلسطيني بينهم أكثر من مليون نازح تستضيفهم المدينة التي تُعتبر ملاذهم الأخير.

ويعيش سكان رفح والنازحون إليها ظروفًا صعبة نتيجة الاكتظاظ الشديد، وشح المواد الغذائية، وانتشار الأمراض والأوبئة، إضافةً إلى أن البنية التحتية للمدينة لا تتناسب مع هذا الكم الكبير من الناس.

وحذّرت عدة دول ومنظمات أممية من التداعيات الكارثية لهجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح، واعتبرت الخارجية الفلسطينية الهجوم على المدينة: "إبادة لنحو 1.5 مليون فلسطيني"، أو محاولة لتهجيرهم. 

شهداء في خانيونس ومخيم النصيرات

وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق مختلفة من محافظة خانيونس، التي تشهد معارك متواصلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال تتركز غرب المحافظة.

وأفادت وسائل إعلام محلية باشتعال حرائق في عدد من المنازل وسط مدينة خانيونس جراء القصف المدفعي المتواصل عليها.

وأدى القصف الإسرائيلي على وسط قطاع غزة إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، حيث استُشهد وأُصيب عدد من المواطنين في قصف طال منزلًا يعود لعائلة "أبو صفر" بمنطقة الحكر بمدينة دير البلح. فيما سقط عدد من الشهداء والجرحى إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة "مصران" بمخيم النصيرات.

107 شهداء خلال 24 ساعة

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 27.238 شهيدًا و66.452 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وقالت الوزارة، في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 12 مجزرة بحق المدنيين في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء و165 مصابًا، مؤكدةً وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أمس السبت، فقد وصل عدد المصابين بالأمراض المعدية إلى 700 ألف مصاب، إضافةً إلى 8 آلاف مصاب بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي، و60 ألف سيدة حامل معرّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة، و350 ألف مريض مزمن معرّضون للخطر بسبب عدم توفر الأدوية، عدا عن 10 آلاف مريض سرطان يواجهون خطر الموت.

إلى ذلك، تستمر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بالتدهور دون أي تدخل حقيقي لوقف المعاناة التي تتفاقم يومًا تلو آخر، رغم التحذيرات الأممية المستمرة من كارثة لا يمكن التعامل معها في حال وقوعها، سيما بعد إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أنها ستضطر إلى وقف عملياتها أواخر شباط/فبراير بسبب تعليق عدة دول تمويلها للوكالة.

معارك متواصلة بين الاحتلال والمقاومة

أما على الصعيد الميداني، فلا تزال المعارك متواصلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.

ونفّدت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس السبت، العديد من العمليات التي استهدفت قوات الاحتلال المتوغلة داخل القطاع، حيث أعلنت عن استهدافها دبابة "ميركافاه" بقذيفة "الياسين 105" بمدينة خانيونس.

واستهدفت كذلك تجمعًا لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة الجامعات غرب مدينة غزة بقذائف الهاون. فيما قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها استهدفوا جرافة عسكرية إسرائيلية من نوع (D9) في شارع المدرسة بحي الأمل في مدينة خانيونس.