16-يناير-2024
فلسطيني بين الركام في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة

كثّف الاحتلال من قصفه لمدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع (AP/ Adel Hana)

في اليوم الـ102 من العدوان الهمجي على قطاع غزة، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المدفعي والجوي والبحري على القطاع، وسط اشتداد حدّة الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدة محاور شمال ووسط وجنوب القطاع، الذي يعيش سكانه أزمة إنسانية كارثية تتفاقم بشكل متسارع، وعلى مرأى العالم، في ظل عدم وجود من يرغب بإنهائها.

وشنّت طائرات الاحتلال ومدفعيته، الليلة الماضية وصباح اليوم الثلاثاء، قصفًا عنيفًا مكثّفًا طال مناطق متفرقة في القطاع، وأسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أكثر من 10 شهداء ارتقوا إثر قصف جوي استهدف منزلًا مأهولًا بمنطقة ميراج جنوب خان يونس.

كثّف جيش الاحتلال قصفه لمدينة غزة ومناطق شمال القطاع بعد ساعات من إعلان وزير أمن الاحتلال انتهاء العملية البرية المكثفة هناك

وقصف جيش الاحتلال محيط المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس، إضافةً إلى منطقتي قيزان النجار والبطن السمين. فيما كثّف من قصفه على مدينة غزة، واستهدف المناطق الغربية منها بعدة غارات، إلى جانب منطقة جباليا، شمال قطاع غزة، الذي استمر قصفه لها عدة ساعات.

وشمل القصف أيضًا بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون. وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن استهداف مناطق شمال قطاع غزة لم يكن متعادًا خلال الأيام الماضية، سيما أنه يأتي عقب إعلان وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، انتهاء "العملية البرية المكثّفة" في تلك المناطق.

وتحدّثت وسائل إعلام محلية عن توغل آليات الاحتلال في منطقة جبل الريس، شمال شرق مدينة غزة، من جديد. فيما قامت آليات وجرافات تابعة لها بعمليات تجريف في حي السلام بالمدينة.

وأدى القصف إلى استشهاد وإصابة العشرات. واستُشهد 3 فلسطينيين، وأصيب آخرون، في قصف استهدف مدرسة الدرج التي تؤوي نازحين، وتتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" شرق مدينة غزة. كما استُشهد 4 أشخاص من عائلة واحدة إثر قصف طال منزلًا في منطقة النفق شرق المدينة. وارتقى 8، منهم 4 أطفال، جراء قصف استهدف خان يونس.

وأفادت وسائل إعلام محلية بوصول ما لا يقل عن 20 شهيدًا إلى مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس خلال الساعات الـ24 الماضية. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 24.100 شهيد، و60.834 مصابًا أكثر من 70%منهم نساء وأطفال.

جاء ذلك في بيان مقتضب، عبر "تلغرام"، قالت فيه إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الماضية، 12 مجزرة بحق عوائل قطاع غزة راح ضحيتها 132 شهيدًا و252 مصابًا، لافتةً إلى أن هذا هو العدد الذي وصل إلى المستشفيات فقط، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي الأثناء، تتواصل الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مدينة خان يونس، وعدة مناطق في شمال القطاع، إضافةً إلى أحياء مدينة غزة، حيث تدور اشتباكات ضارية في محيط أبراج الكرامة والمخابرات.

وأطلقت المقاومة دفعة صاروخية كبيرة باتجاه مدينة نتيفوت في النقب الغربي، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن القصف استهدف 19 بلدة بغلاف غزة.

تزايد خطر المجاعة وانتشار الأوبئة

إنسانيًا، يواجه سكان قطاع غزة أزمة إنسانية وصحية تتفاقم يومًا بعد آخر، وتُنذر بكارثة غير مسبوقة في ظل تزايد خطر المجاعة وانتشار الأمراض المعدية والفتاكة، سيما في المخيمات ومراكز الإيواء.

ودعا 3 من مديري وكالات الأمم المتحدة، الإثنين، إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفتح طرق دخول جديدة، والسماح لعدد أكبر من الشاحنات بالمرور عبر نقاط التفتيش الحدودية يومًا، إضافةً إلى تقليل القيود على حركة العاملين في المجال الإنساني وتوفير ضمانات السلامة للأشخاص الذين يقومون بتوزيع المساعدات، بهدف إيصال الإمدادات الكافية للسكان.

وقال مديرو برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسف"، ومنظمة الصحة العالمية، إنه مع تزايد خطر المجاعة في قطاع غزة، وتعرّض مزيد من الناس لتفشي الأمراض الفتاكة: "هناك حاجة ماسة إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع".

وأكد المسؤولون الثلاثة أن الأمم المتحدة ووكالات المساعدات الدولية والمنظمات غير الحكومية تمكّنت حتى الآن من تقديم مساعدات إنسانية محدودة بغزة، وأقل بكثير مما هو مطلوب لمنع: "المزيج المميت من الجوع وسوء التغذية والفقر والمرض". وشدّدوا على أن النقص في الغذاء والمياه النظيفة والمساعدة الطبية يتفاقم بشكل خاص بالمناطق الشمالية.