22-ديسمبر-2023
مجمع الشفاء الطبي في غزة

قامت الصحيفة الأمريكية، بمراجعة الادعاءات الإسرائيلية، مشيرةً إلى أنه كلها "لا تثبت أن وحدة القيادة كانت تعمل هناك أثناء الحرب" (Getty)

تحدثت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، عن أن استهداف إسرائيل لمستشفى الشفاء، الذي يضم مئات الإصابات والمرضى وآلاف النازحين "لم يسبق له مثيل في العقود الأخيرة"، مشيرةً إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أي "أدلة ملموسة"، على استخدام مجمع الشفاء الطبي، الأكبر في قطاع غزة، كـ"مركز قيادة وسيطرة" لحركة حماس.

وتشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن الجيش الإسرائيلي، وقبل أسابيع من اقتحام مستشفى الشفاء قام بـ"إعداد قضية عامة"، وقدم ادعاءات محددة، بشأن أن 5 بنايات من مجمع الشفاء الطبي "كانت متورطة بشكل مباشر في أنشطة حماس؛ وأن المباني تقع فوق أنفاق تحت الأرض استخدمها المسلحون لتوجيه الهجمات الصاروخية وقيادة المقاتلين؛ وأنه يمكن الوصول إلى الأنفاق من داخل أجنحة المستشفى".

 

قال أحد كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي لـ"الواشنطن بوست": "من قبل، كنت مقتنعًا بأن [الشفاء] هو المكان الذي تجري فيه هذه العمليات. لكنه الآن أعتقد أنه يجب أن يكون لديهم المزيد من الأدلة في هذه المرحلة".

وتقول "الواشنطن بوست": "الأدلة التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية لا ترقى إلى مستوى إظهار أن حماس كانت تستخدم المستشفى كمركز للقيادة والسيطرة"، بناءً على تحليل المقاطع المصورة وصور الأقمار الصناعية وجميع المواد المنشورة من الجيش الإسرائيلي.

وجاء في خلاصة تحقيق الصحيفة الأمريكية، أنه "لم تظهر الغرف المتصلة بشبكة الأنفاق التي اكتشفها جنود الجيش الإسرائيلي أي دليل مباشر على الاستخدام العسكري من قبل حماس". مضيفةً: "لا يبدو أن أيًا من مباني المستشفيات الخمسة التي حددها هاجاري متصلة بشبكة الأنفاق"، كما استمرت بالقول: "لا يوجد دليل على أنه يمكن الوصول إلى الأنفاق من داخل أجنحة المستشفى".

وبالعودة إلى تسلسل الأحداث، ذكرت الصحيفة بـ"الضوء الأخضر الأمريكي" لاقتحام المستشفى، إذ رفعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السرية عن تقييمات المخابرات الأمريكية التي قالت إنها تدعم مزاعم إسرائيل، وفي أعقاب الاقتحام الكبير، تمسكت تل أبيب وواشنطن بالمزاعم الأولية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة لصحيفة "الواشنطن بوست"، الأسبوع الماضي: "نحن واثقون تمامًا من المعلومات الاستخبارية... التي تفيد بأن حماس كانت تستخدم الشفاء كعقدة قيادة وسيطرة. كانت حماس تحتجز الرهائن في مجمع المستشفى حتى وقت قصير قبل دخول إسرائيل".

getty

وتعقب الصحيفة الأمريكية، بالقول: "لم تنشر حكومة الولايات المتحدة أيًا من المواد التي رفعت عنها السرية، ولم يشارك المسؤول المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها هذا التقييم".

من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "لقد نشر الجيش الإسرائيلي أدلة واسعة النطاق لا يمكن دحضها تشير إلى إساءة استخدام حماس لمجمع مستشفى الشفاء لأغراض إرهابية وأنشطة إرهابية تحت الأرض". وعندما سئل عما إذا كان سيتم تقديم المزيد من الأدلة من الشفاء، قال المتحدث: "لا يمكننا تقديم معلومات إضافية". 

وتعود الصحيفة الأمريكية إلى تسلل الأحداث، موضحةً "في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه دمر النفق المقام على أرض المستشفى؛ وانسحبت قواتها بعد فترة وجيزة.

وقال أحد كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي لـ"الواشنطن بوست"، متحدثًا بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: "من قبل، كنت مقتنعًا بأن [الشفاء] هو المكان الذي تجري فيه هذه العمليات. لكنه الآن أعتقد أنه يجب أن يكون لديهم المزيد من الأدلة في هذه المرحلة".

وقالت "الواشنطن بوست": "في الأسابيع التي تلت ذلك، تعرضت مستشفيات أخرى في غزة للهجوم بطرق تعكس ما حدث في مستشفى الشفاء، مما يجعل الهجوم ليس مجرد لحظة فاصلة في الصراع، بل دراسة حالة حيوية في التزام إسرائيل بقوانين الحرب".

واقتحام المستشفى، في الساعات الأولى من يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر، وزعم الجيش الإسرائيلي أنه كان ينفذ "عملية دقيقة وموجهة" ضد حماس في منطقة محددة من المجمع، وهي عملية انتهت بإخراج المجمع الطبي عن الخدمة، ولم يعد للعمل فيه، إلّا قسم غسيل الكلى، وبعد أسابيع وبشكلٍ غير منتظم.

getty

من جانبها، نفت حركة حماس الادعاءات الإسرائيلية، وطالبت بتشكيل وفد دولي، لزيارة المستشفى وفحص كافة أقسامه.

وقامت الصحيفة الأمريكية، بمراجعة الادعاءات الإسرائيلية، مشيرةً إلى أنه كلها "لا تثبت أن وحدة القيادة كانت تعمل هناك أثناء الحرب".

وحول المواد المنشورة إسرائيليًا من داخل مستشفى الشفاء، وبالأخص عن حقيبة الأسلحة، إذ تم العثور على 12 بندقية من طراز كلاشنكوف، بحسب مزاعم الجيش الإسرائيلي. فيما قالت الصحيفة إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من ملكية الأسلحة أو كيفية وصولها إلى وحدة الأشعة.

جاء في خلاصة تحقيق الصحيفة الأمريكية، أنه "لم تظهر الغرف المتصلة بشبكة الأنفاق التي اكتشفها جنود الجيش الإسرائيلي أي دليل مباشر على الاستخدام العسكري من قبل حماس"

أمّا عن نشر جيش الاحتلال، صورًا لمدخل نفق في الزاوية الشمالية الشرقية من المجمع الطبي، فقد قالت "الواشنطن بوست": "لا يبدو أن أيًا من المباني الخمسة التي أبرزها الجيش الإسرائيلي متصلة بالأنفاق، ولم يتم تقديم أي دليل يوضح أنه يمكن الوصول إلى الأنفاق من داخل أجنحة المستشفى، كما ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هاجاري".

وقال المستشار القانوني السابق في وزارة الخارجية الأمريكي والمستشار رفيع المستوى في مجموعة الأزمات، بريان فينوكين: "أعتقد أن هناك خطرًا من أن ما قد تحاول إسرائيل القيام به هنا هو ذريعة مسبقة للعمليات المستقبلية ضد المستشفيات. لا ينبغي أن يكون هناك افتراض بأن المستشفيات قابلة للاستهداف بشكل عام بناءً على ما طرحته إسرائيل بشأن الشفاء".