27-نوفمبر-2023
غسان أبو ستة

قال أبو ستة: "طائرات إسرائيلية مُسيّرة أطلقت صواريخها على سياج المستشفى المعمداني بعد تلقي مديره تهديدًا بإخلائه" (تويتر @NotHamudy)

كشف الجراح الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، عن مشاهدات صعبة ومؤلمة، خلال عمله في قطاع غزة، بعد مكوثه لأكثر من شهر داخل القطاع، الذي وصله في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، واستمر خلالها بالعمل على معالجة جرحى العدوان الإسرائيلي، كما كان شاهدًا على مجزرة المستشفى الأهلي العربي (المعمداني).

وتحدث الجراح أبو ستة بالتفصيل عن الإصابات التي عالجها، نتيجة الصواريخ الإسرائيلي. مشيرًا إلى أن إصابات كثيرة من الأطفال، الذين احتاجوا إلى عمليات بتر، حيث قدر أبو ستة أن ما بين 700 و900 طفل قد خضعوا لهذا الإجراء المؤلم.

عن مزاعم الاحتلال بوجود مقر للمقاومة الفلسطينية في داخل المستشفيات، قال غسان أبو ستة: "لم أر في أي وقت أي دليل، داحل مستشفى الشفاء.لم أر قط أي مؤشر على أي شيء آخر غير مستشفى العالم الثالث النموذجي الذي بالكاد يعمل"

وأضاف أبو ستة، أنه وخلال وجوده في مستشفى الشفاء تأكدت من أن 45% من المصابين بالحروق أطفال، نتيجة استخدام الاحتلال لقنابل الفسفور الأبيض، مضيفًا: "رأينا حروقًا تسببت بها قنابل الفوسفور الأبيض ووصلت إلى عظام المرضى الفلسطينيين".

وأضاف: "120 طفلًا كانوا مصابين في مستشفى الشفاء بدون ذويهم ولم نعرف هوياتهم".

أمّا عن المستشفى الأهلي العربي، قال أبو ستة: "عندما دخلت إلى المستشفى الأهلي في غزة وجدته تحول إلى مخيم للنازحين".

وحول شهادته على مجزرة المستشفى المعمداني، التي كان خلالها داخل المستشفى، قال أبو ستة: "طائرات إسرائيلية مُسيّرة أطلقت صواريخها على سياج المستشفى المعمداني بعد تلقي مديره تهديدًا بإخلائه"، وتابع قائلًا: "قصف إسرائيلي أدى لانهيار سقف غرفة العمليات بالمستشفى الأهلي أثناء إجراء عملية جراحية".

واستمر أبو ستة بالحديث عن المستشفى الأهلي، بالقول: "الساحة الأمامية للمستشفى الأهلي كانت مليئة بالجثث بسبب قصف إسرائيلي، وشعرنا بارتجاجات في المستشفى الأهلي أثناء إطلاق صواريخ إسرائيلية في محيطه". مضيفًا: "الدبابات الإسرائيلية طوقت المستشفى الأهلي وكان هناك العديد من الجثث في ساحته. لقد بقيت في المستشفى الأهلي وحاولنا تنفيذ العمليات الجراحية بمعدات طبية محدودة".

وعن الواقع الطبي في غزة، قال أبو ستة: "العديد من الأطباء لم يتمكنوا من إجراء العمليات بسبب نقص المعدات الطبية"، مقدمًا شهادة مؤلمة عن إجراء عملية جراحية دون تخدير لطفلة في التاسعة من عمرها.

كما أشار أبو ستة، إلى أن الإصابات لم تقتصر على القصف من الجو، ووصلت إصابات بنيران القناصة.

أمّا عن خروجه من المستشفى المعمداني، بعد حصاره وعدم وجود أي معدات طبية والنزوح إلى جنوب القطاع، فقد قال: "مشينا لخمس ساعات بعد مغادرتنا المستشفى وكانت الجثث تملأ شارع صلاح الدين".

قال أبو ستة: "العديد من الأطباء لم يتمكنوا من إجراء العمليات بسبب نقص المعدات الطبية"

وعن مزاعم الاحتلال بوجود مقر للمقاومة الفلسطينية في داخل المستشفيات، قال غسان أبو ستة: "لم أر في أي وقت أي دليل، داحل مستشفى الشفاء.لم أر قط أي مؤشر على أي شيء آخر غير مستشفى العالم الثالث النموذجي الذي بالكاد يعمل".

وغادر أبو ستة قطاع غزة، في يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعدما تحدث عن أن المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) تحول إلى مركز إسعاف أولي نتيجة نقص المواد اللازمة للعمل، وكتب على منصة "إكس": "لقد غادرت غزة أمس. قلبي وروحي ما زالا هناك مع مرضاي. أتذكر أسمائهم وجراحهم. سأقاتل حتى يتلقوا العلاج الذي يحتاجونه والعدالة التي يستحقونها. قلبي مكسور بطرق لم أكن أعلم أنها ممكنة من قبل".