21-مارس-2023
getty

الزيارة الأولى من نوعها تستمر لمدة يوم واحد (Getty)

يصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة التركية التركية أنقرة، في زيارة يعول عليها العراق لحلحلة عدد من القضايا تخص ملفّيْ الأمن والمياه، وذلك بالاستفادة من حالة التطورات الإيجابية في العلاقات الإقليمية بين الدول الفاعلة في المنطقة وعلى رأسها تركيا وإيران والسعودية بعد تطبيع العلاقات بين الأخيرتين.

ومن هذا المنطلق اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن زيارته لتركيا "تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت مع التطورات الإيجابية التي تشهدها المنطقة"، مبديًا رغبته في أن تحقق الزيارة "تفاهمات مختلفة بين العراق وتركيا"، بحسب تصريحات أدلى بها أمس الإثنين قبل مغادرته بغداد.

يصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة التركية التركية أنقرة

ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء العراقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعددًا من المسؤولين الأتراك في حكومة حزب العدالة والتنمية، حيث يرافق السوداني كلًا من وزراء الخارجية، والموارد المائية، والدفاع، ومستشار الأمن القومي العراقي، إلى جانب مستشارين آخرين.

وبحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية ستركز زيارة السوداني مع الجانب التركي على "تعزيز العلاقات في كافة المجالات، وخاصة المجال الاقتصادي، لا سيما أن العراق يتطلع إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية طموحة في قطاعي الطاقة والنقل وتحويل العراق إلى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير، وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي".

كما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن رئيس الوزراء العراقي قوله إن المشاريع، المشار إليها آنفًا، "ستفتح الطريق أمام تحقيق نقلة اقتصادية للعراق، كما ستسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وجيرانه، وعلى رأسهم تركيا من ناحية، وبلدان أوروبا وآسيا من ناحية أخرى".

مردفًا القول في ذات التصريحات: "سنناقش تفاصيل هذه المشروعات مع المسؤولين الأتراك في إطار مساعينا لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا التي وصل ميزان العراق التجاري معها إلى نحو 20 مليار دولار، تتمثل في واردات تركية من المنتجات الكيماوية، والبذور والحبوب والبقوليات، والمفروشات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصادرات عراقية إلى تركيا تتركز في النفط".

ملف ضبط الحدود والحصص المائية

وبشأن أبرز ملفين على أجندة الزيارة وهما ملف المياه والحدود أكّد رئيس الوزراء العراقي أن، ما وصفه، بملف ضبط الحدود "سيحتل جانبًا من المحادثات، وكذلك التعاون المشترك بين العراق وتركيا، خاصةً في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات".

ذات الأمر أكّد عليه السوداني بشأن الحصص المائية، قائلًا: "مشكلة المياه ستحتل حيزًا من المناقشات في أنقرة كذلك"، مثمنًا "مساعي الجانب التركي في زيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق". وتابع: "سنبحث معهم كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعد شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعي".

التعاون الاقتصادي العراقي مع تركيا

بالإضافة إلى ما سبق، تكتسي الزيارة أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للعراق الطامح إلى لعب أدوار أكبر في التجارة العالمية خاصة مع آسيا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبيرـ

حيث اعتبر السوداني أن "مشاريع التعاون الاقتصادي التي ننشدها مع أنقرة ستسهم بشكلٍ كبير في خلق فرص العمل في عديد من المحافظات العراقية، وستسرع من وتيرة تحول العراق إلى مركز تجاري يربط القارتين الأوروبية والآسيوية، وسيضع العراق بقوة على خريطة التجارة العالمية".

متابعًا القول: "نضع بالتوازي خططًا للتعاون مع تركيا لتعزيز قدراتنا الاقتصادية المشتركة وطبقًا لجداول زمنية للمشاريع ذات الأولوية، مع حرصنا على تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة لخدمة الطموحات التنموية". موضّحًا أن "المستقبل القريب سيشهد انخراطًا اقتصاديًا أكبر مع تركيا ومع كل جيراننا ومنطقتنا، لأن هذا الانخراط والتعاون المشترك هو السبيل الوحيد لتجاوز تبعات الأزمات العالمية والتحديات التي تفرضها علينا في هذا التوقيت الحساس".

تستمر الزيارة لمدة يوم واحد بحسب المتوقع، وإلى جانب ملف المياه المهم للعراق نتيجة المعاناة من أزمة جفاف كبيرة، ستكون الملفات الأمنية عاملًا حاسمًا فيها

وتستمر الزيارة لمدة يوم واحد بحسب المتوقع، وإلى جانب ملف المياه المهم للعراق نتيجة المعاناة من أزمة جفاف كبيرة، ستكون الملفات الأمنية عاملًا حاسمًا فيها، خاصةً أنها تأتي بعد تنفيذ تركيا لعملية عسكرية شمال العراق، تستهدف تواجد حزب العمال الكردستاني فيه.

ويعد ملف حزب العمال من أصعب الملفات في الزيارة، نظرًا لصعوبة عمل القوات العراقية في المناطق المستهدفة، والعملية العسكرية التركية.