وصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إلى العراق، يوم الثلاثاء، في زيارة غير معلنة، تأتي قبيل الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق، وفي سياق حركة دبلوماسية واسعة يشهدها العراق.
وصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إلى العراق، يوم الثلاثاء، في زيارة غير معلنة، تأتي قبيل الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق
ويعد أوستن أكبر مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور العراق، وكان آخر قائد عام للقوات الأمريكية في العراق بعد الغزو، وكتب أوستن على تويتر بعد وصوله، "أنا هنا لإعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، بينما نتحرك نحو عراق أكثر أمنًا واستقرارًا وسيادة".
وقال مسؤول دفاعي أمريكي رفيع للصحفيين تعليقًا على الزيارة: "ما سيسمعه الشعب العراق منه هو تعهد بالحفاظ على وجود قواتنا، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالأداة العسكرية، الولايات المتحدة مهتمة بقدر كبير بشراكة استراتيجية مع حكومة العراق".
وصرح وزير الدفاع الأمريكي للصحفيين عقب اجتماعه برئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، أن "القوات الأمريكية مستعدة للبقاء في العراق بدعوة من الحكومة العراقية"، وأضاف "الولايات المتحدة ستواصل تقوية وتوسيع شراكتها لدعم أمن العراق واستقراره وسيادته".
بدوره، قال رئيس الوزراء العراقي في وقت لاحق في بيان له، إن نهج حكومته هو "الحفاظ على علاقات متوازنة مع الحكومات الإقليمية، والدولية على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة، وأن استقرار العراق هو مفتاح أمن المنطقة واستقرارها".
مواجهة النفوذ الإيراني
تأتي زيارة أوستن في إطار جولة إقليمية تشمل ثلاث دول بدأت من الأردن، وصولًا إلى العراق بشكلٍ غير متوقع، ومن ثم إلى مصر وصولًا إلى إسرائيل، في مسعى أمريكي للتأكيد على التزام واشنطن تجاه المنطقة.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن مسؤولين سابقين وخبراء، بأن زيارة أوستن تتعلق أيضًا بدعم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضد النفوذ الإيراني في البلاد.
واستهدفت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق في مرات عديدة القوات الأمريكية بالصواريخ، وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، "أعتقد أن القادة العراقيين يشاركوننا مصلحتنا في ألا يصبح العراق ساحة للصراع بين الولايات المتحدة وإيران".
قاعدة أمريكية في العراق
يشار إلى أن لدى الولايات المتحدة حاليًا 2500 جندي في العراق، و900 جندي في سوريا، بحجة تقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية في محاربة تنظيم داعش. وكان العراق قد أعلن في أواخر 2021، عن "انتهاء المهمة القتالية للتحالف الدولي"، والإبقاء فقط على قوات أجنبية تقوم بدور استشاري وتدريبي.
وبصفة إجمالية يتواجد نحو 30 ألف جندي أمريكي في المنطقة. حيث تعد الولايات المتحدة طرفًا محوريًا للمساعدة في مواجهة النفوذ الإيراني.
ورغم كونها حليفًا قويًا لطهران، إلا أن بغداد تحتفظ بعلاقات قوية مع واشنطن لا سيما في المجال العسكري.
وبعد زيارته لبغداد توجه أوستن إلى أربيل، والتقى برئيس إقليم كردستان والقائد العام للقوات المسلحة للإقليم نيجيرفان بارزاني. وخلال الزيارة سلط أوستن الضوء على التعاون في مكافحة الإرهاب بين الولايات المتحدة وقوات البيشمركة الكردية في مواجهة داعش.
وقال أوستن في المؤتمر الصحفي: "من خلال التحالف العالمي لهزيمة داعش، حررنا أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع من داعش وحررنا أكثر من 4.5 مليون عراقي من قبضتهم القاسية". كما أدان أوستن "هجمات إيران المتكررة عبر الحدود" على العراق.
بعد زيارته لبغداد توجه أوستن إلى أربيل، والتقى برئيس إقليم كردستان والقائد العام للقوات المسلحة للإقليم نيجيرفان بارزاني
قال أوستن، القائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط في عام 2011، إن الولايات المتحدة حققت أهدافها العسكرية في العراق.
