29-ديسمبر-2016

عبدالإله بنكيران(جافير سوريانود- أ.ف.ب)

بلغ العاهل المغربي، الملك محمد السادس عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة السابقة، بضرورة تشكيل الحكومة "في أقرب الآجال"، بعد مضي شهرين ونصف على تكليفه، فإلى حد الساعة لم تفلح مفاوضات بنكيران مع أحزاب سياسية مغربية أخرى لإقناعها بتشكيل تحالف حكومي بقيادته، ولم يستطع ضمان الأغلبية النيابية التي تمكنه من المصادقة على الحكومة في البرلمان.

بلغ العاهل المغربي، محمد السادس، عبدالإله بنكيران، بضرورة تشكيل الحكومة "في أقرب الآجال" بعد مضي شهرين ونصف على تكليفه

لهذا، عقد مستشارا الملك، عبد اللطيف المنوني وعمر القباج، نهاية الأسبوع الماضي لقاءً مع بنكيران، بتعليمات من الملك محمد السادس، وفقًا لبلاغ الديوان الملكي. وأضاف المصدر ذاته، أن مستشاري الملك أبلغا بنكيران "حرص الملك على أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب الآجال".

اقرأ/ي أيضًا: تصريحات شباط تغضب الموريتانيين والمغرب يتبرأ

وبعد يوم، من اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المكلف بمستشاري الملك، عقد بنكيران لقاء مع عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، "يمين"، بغية التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين وينهي هذه الأزمة، والتي باتت تؤرق المشهد السياسي بالمغرب. لكن عزيز أخنوش لا يزال متشبثًا بشرطه المتمثل في عدم انضمام حزب الاستقلال إلى الحكومة، وهذا الشرط أيضًا تطرحه أحزاب أخرى هي الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، وهو ما يرفضه بنكيران.

وصرح عزيز أخنوش لوسائل إعلام محلية أن دخول حزب "الاستقلال" "محافظ" للحكومة هو "شيء مزعج" بالنسبة للبلاد، خصوصًا بعد تصريحات حميد شباط، الأمين العام للحزب الأخيرة بخصوص موريتانيا.

وهاجم أخنوش حزب الاستقلال بقوله إن "تصريحات شباط الأخيرة ضد دول الجوار، التي يجب علينا احترامها، وبالتالي إذا كنا مع هؤلاء الناس داخل الحكومة فهذا شيء مزعج لنا، لأن زعماء الأحزاب السياسية هم موجودون لحل الأزمات، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لا لتعقيدها". وأشار أخنوش إلى أنه لا يزال هناك لقاء آخر سيجمع بينه وبين بنكيران خلال الأيام القليلة القادمة. ويبدو أن رئيس الحكومة المكلف في موقف محرج، خصوصًا بعد الرسالة الملكية، التي تفيد بضرورة تشكيل الحكومة في أقرب وقت.

ووفقًا لعبد الخالق مخلوفي، باحث سياسي، خلال حديثه لـ"ألترا صوت"، لـ"بنكيران خياران إما أن يتشبث بحزب الاستقلال، أو أن يتخلى عنه ويتم تشكيل الحكومة مع أخنوش والأحزاب الأخرى التي يتحالف معها الأمين العام لحزب الأحرار". وحسب المتحدث ذاته، فإنه إذا ما تشبث بنكيران بحزب الاستقلال، فإن تعثر تشكيل الحكومة متواصل.

أما فيما يخص مطالبة الملك بالتعجيل في تشكيل الحكومة، حسب المخلوفي، فقد ينتج عنها، في حال تأخر التشكيل أكثر من ذلك، "إمكانية حل البرلمان، أو إمكانية تنظيم انتخابات تشريعية أخرى".

لبنكيران خياران إما أن يتشبث بحزب الاستقلال ضمن حكومته القادمة، أو أن يتخلى عنه ويتم التشكيل مع حزب التجمع وأحزاب يتحالف معها

اقرأ/ي أيضًا: المغرب بعد شهرين من الانتخابات..موات سياسي

وأكد الباحث السياسي أن لقاء المنوني والقباج مستشاري الملك مع بنكيران سيحدث بلا شك رجة داخل حزب بنكيران والتقدم والاشتراكية والاستقلال ومجموعة أخنوش المشكلة من التجمع والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري.

وفي نفس السياق، يرى ميلود بلقاضي، أستاذ في العلوم السياسية، أنه في حالة رفض بنكيران وأخنوش تقديم تنازلات لتشكيل الحكومة فيما يتعلق بحزب الاستقلال يمكن أن يتم تعيين شخصية أخرى من العدالة والتنمية أو حزب آخر لتشكيل الحكومة. وحسب ميلود بلقاضي أنه "من بين الرسائل التي يحملها اللقاء بين مستشاري الملك وبنكيران، تجديد الثقة في هذا الأخير بهدف وضع حد لكل الشائعات والتأويلات حول إمكانية لجوء الملك إلى تعيين شخص آخر لتشكيل الحكومة". بالإضافة إلى "تحميل الملك بنكيران مسؤولية إما تشكيل الحكومة أو فشلها".

وأكد ميلود بلقاضي أن هذا اللقاء قد يدفع "زعماء الأحزاب السياسية إلى عقد اجتماعات طارئة لإيجاد مخرج لتشكيل الحكومة في أقرب الآجال، وهو ما قد يدفع بنكيران إلى تغيير منهجية مشاوراته وقبول بعض التنازلات المؤلمة والمحرجة".

اقرأ/ي أيضًا: 

المغرب..هل يعيد تأخر تشكيل الحكومة الانتخابات؟

الانتخابات التشريعية في المغرب..غموض الرؤية