28-نوفمبر-2017

ناشطات في حملة "ما تحرش بيا.. وسائل النقل ليك وليا" (فيسبوك)

تشهد شوارع الدار البيضاء، أكبر المدن المغربية، منذ السبت الماضي، تزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، حملات توعوية تقودها شابات، من مختلف الأعمار، يرتدين أقمصة برتقالية، تحمل شعارات ضد التحرش الجنسي، قصد التواصل مع المغاربة بهدف توعيتهم بظاهرة التحرش الجنسي في الشارع وخاصة داخل مختلف وسائل النقل العمومي، والذي تعاني منه المغربيات بشكل لافت.

حسب دراسة حديثة، 54 % من المغربيات المتراوحة أعمارهن بين 19 و39 سنة، يتعرضن للتحرش في جميع وسائل النقل العمومي

وذلك في إطار حملات أطلقتها هيئات المجتمع المدني، واختارت شعارًا لها: "ما تحرش بيا.. وسائل النقل ليك وليا"، والذي يعني بالدارجة المغربية "لا تتحرش بي.. وسائل النقل لك ولي".

ناشطات في حملة "ما تحرش بيا.. وسائل النقل ليك وليا" (فيسبوك)

وحسب دراسة أعدتها كل من "جمعية التحدي" ومركز التحدي للمواطنة"، أكدت أن 54 % من النساء المتراوحة أعمارهن بين 19 و39 سنة، يتعرضن للتحرش في جميع وسائل النقل العمومي وأثبتت الدراسة، التي  شملت عينة مكونة من 200 امرأة، أن ظاهرة التحرش الجنسي لا تقتصر فقط على هذه الفئة من النساء، على مستوى السن، بل إن 5 % من الفتيات المتراوحة أعمارهن بين 12 و18 يتعرضن أيضًا للتحرش في وسائل النقل العمومي. وأن 71 من مئة من المستجوبات أعربن عن عدم ارتياحهن في وسائل النقل العمومي لعدة أسباب أبرزها التحرش بمختلف أشكاله.

اقرأ/ي أيضًا:  في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة: 5 حقائق صادمة من واقع المصريات

وفي هذا السياق، قالت بشرى عبدو، مديرة مركز التحدي للمواطنة، ضمن حديثها لـ"ألترا صوت": إن أسباب اختيار شعار هذه الحملة يأتي بناء على حادثة التحرش الجسدي التي كانت ضحيتها فتاة داخل حافلة عمومية والتي نتج عنها غضب وتضامن واسع من قبل المجتمع".

وأكدت عبدو: أن "المغربيات يعانين بشكل يومي من عدة تصرفات مشينة داخل وسائل النقل العمومية مثل اللمس أو الاحتكاك، وغيرها من التصرفات، من طرف المتحرشين، الأمر الذي يفرض إصدار قانون صارم يقضي على هذه الظاهرة"، لافتة إلى أن بعض المغاربة رفضوا التواصل مع الفاعلين في الحملة التوعوية لأن في اعتقادهم "النساء هن المسؤولات عن التحرش الجنسي بهن، بسبب طريقة لباسهن"، وهذا ما تعتبره عبدو "أمرًا خطيرًا ويحتاج جهدًا توعويًا خاصًا"، في ذات السياق لا تنفي عبدو تجاوب البعض الآخر ومساندتهن للحملة.

 

ومن المنتظر أن تمتد هذه الحملة لـ16 يومًا، تتواصل خلالها نسوة، مرتديات شعارات الحملة، مع الناس داخل وسائل النقل العمومية أو في الشوارع ويوزعون شارات ومطويات للتوعية. وكان لهذه الحملة أصداء حتى على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ/ي أيضًا:  من التحرش بالنساء إلى اغتصاب الحيوانات.. كيف استفحل الكبت الجنسي بشباب المغرب؟

يعاقب القانون المغربي كل متحرش بالحبس من سنة إلى سنتين وبغرامة من 500 ـ 5000 دولار لكن يؤكد مراقبون أنه غير كاف وأن الظاهرة في استفحال مستمر

في هذا السياق، تقول جميلة زكي، طالبة بجامعة بن مسيك بالدار البيضاء، ضمن حديثها لـ"ألترا صوت": "أستعمل الحافلات العمومية بشكل يومي، قصد الذهاب إلى الجامعة، وأعاني من التحرش الجنسي سواء لفظيًا أو عبر الاحتكاك من طرف المتحرشين أو حتى من سائق الحافلة"، وتضيف: "وسائل النقل العمومي بالمغرب تعد جحيمًا للمغربيات".

ويذكر أنه، قبل أشهر قليلة، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق لعملية تحرش واعتداء جنسي تعرضت لها فتاة من طرف مراهقين في حافلة. الفيديو هز المغاربة، وعلى إثره  ارتفعت دعوات نشطاء تطالب بعقاب صارم إزاء هذه التصرفات.

ويعاقب القانون المغربي الحالي، وفقً لمقتضيات الفصل 305-1 من القانون الجنائي، كل متحرش بالحبس من سنة إلى سنتين وبغرامة مالية تتراوح من 500 ـ 5000 دولار. لكن حسب مراقبين وناشطين اجتماعيين، فهذا القانون غير كاف، وتبقى الظاهرة في استفحال مستمر.

 

اقرأ/ي أيضًا:  

"الكلام حاشاكم".. حديث مفتوح عن الجنس في المغرب

الابتزاز الجنسي الرقمي..عندما تتحول لحظة حب إلى كابوس حقيقي