21-يوليو-2023
gettyimages

يشمل التحالف المعلن عنه أكبر أحزاب المعارضة الوطنية في الهند (Getty)

وضع قادة أحزاب المعارضة الهندية خلافاتهم جانبًا، ولو لبعض الوقت، من أجل الإطاحة برئيس الوزراء الهندي الشعبوي المتطرف ناريندرا مودي وحزبه الحاكم باهاراتيا جاناتا في الانتخابات العامة العام المقبل.

بحسب صحيفة الغارديان البريطانية فإن خطوة المعارضة هذه تعد خطوة مهمة في التقدم في العلاقة بين أحزاب المعارضة الوطنية والإقليمية الرئيسية في البلاد، والتي واجهت في السابق صعوبات للاتحاد بسبب صراعات على السلطة

وقد اتحد قادة 26 حزبًا سياسيًا معارضًا في الهند الأسبوع الجاري 19 تموز/يوليو تحت مسمى "التحالف الهندي الشامل للتنمية الوطنية"، ووضع التحالف نصب عينيه الإطاحة بحكم مودي، بهدف "إنقاذ الديمقراطية والدستور من جهة، وهزيمة العنف والكراهية ضد الأقليات في ظل السياسة القومية الهندوسية لحكومة مودي من جهة ثانية".

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية فإن خطوة المعارضة هذه تعد خطوة مهمة "في التقدم في العلاقة بين أحزاب المعارضة الوطنية والإقليمية الرئيسية في البلاد، والتي واجهت في السابق صعوبات للاتحاد بسبب صراعات على السلطة، وصدامات شخصية واختلافات أيديولوجية".

تنا

يشار إلى أن زعماء المعارضة توصلوا في وقت سابق من هذا العام إلى إجماع، مقتضاه "أنه ما لم يُشكِّلوا جبهة موحدة، فلن يحظَ أي حزب بفرصة حقيقية ضد مودي وحكومة حزب بهاراتيا جاناتا، التي ستسعى للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات، المقرر إجراؤها في أيار/مايو 2024".

ويشمل التحالف المعلن عنه أكبر أحزاب المعارضة الوطنية في الهند، وهو حزب المؤتمر، بالإضافة إلى الأحزاب الإقليمية القوية مثل حزب "مؤتمر ترينامول"، الذي يحكم ولاية البنغال الغربية تحت قيادة رئيس وزرائها ماماتا بانيرجي الذي يحظى بشعبية كبيرة، وحزب "آم آدمي" الذي يحكم دلهي والبنجاب.

وقال ماليكارجون كارج رئيس حزب المؤتمر للصحفيين "كان هذا اجتماعًا مهمًا للغاية لإنقاذ الديمقراطية والدستور لصالح شعب البلاد"، مؤكدًا أنَّ حزب المؤتمر اتخذ نهجًا مختلفًا على عكس الماضي، إذ لن يؤكد هيمنته في تحالف المعارضة، وليس مهتمًا بمنصب رئيس الوزراء.

وفي وثيقة صيغت خلال اجتماع قادة المعارضة، قال التحالف إنه "اجتمع لهزيمة الكراهية والعنف ضد الأقليات" في ظل السياسة القومية الهندوسية لحكومة حزب بهاراتيا جاناتا.

وتقرر أن يعقد التحالف اجتماعات خلال الأشهر القليلة المقبلة، التي سيحدد خلالها استراتيجية انتخابية كاملة تحت شعار "ستفوز الهند".

إلا أن مهمة التحالف لن تكون يسيرة، فما يزال مودي وحزبه يحظيان بشعبية كبيرة، فضلًا عن الدعم المالي الكبير الذي يحظى به حزب بهاراتيا جاناتا الذي يفوق بكثير موارد أي حزب سياسي آخر.

زكي وزكية الصناعي

مع الإشارة إلى أن أحزاب المعارضة 26 تحكم إجمالًا 11 ولاية، بينما يحكم حزب بهاراتيا جاناتا 15 ولاية. ويتمتع حزب بهاراتيا جاناتا بأغلبية برلمانية ساحقة بعد انتخابات 2019، التي فاز فيها بـ303 مقاعد من أصل 543 مقعدًا.

ولم ينتظر مودي وحزبه كثيرًا للرد على تحالف المعارضة، فقد بادر حزب بهاراتيا جاناتا إلى عقد اجتماع مع 38 ممثلًا عن حلفائه السياسيين في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن تحالف المعارضة، كما خرج زعيم الحزب مودي ليشن هجومًا قويًا ضد تحالف المعارضة الذي وصفه بـ"اتفاقية شديدة الفساد"، معتبرًا أنّ "التحالفات المبنية على السلبية لم تفُز قط"، حسب وصفه.

وخلال السنوات التسع التي قضاها  في السلطة ، عزز مودي سلطته كرئيس للوزراء، في حين كانت أحزاب المعارضة هدفًا لمداهمات وتحقيقات من قبل أجهزة الدولة وسُجن العديد من قادة المعارضة، مما أدى إلى إضعاف المعارضة بشكل منهجي.