الكتاب الإلكتروني أصبح في الوقت الحاضر من الخيارات السهلة التي يلجأ إليها محبو القراءة عند رغبتهم بقراءة كتاب ما دون التكلف بعناء الذهاب إلى المكتبة وشراء الكتاب، إذ أصبح بإمكانهم اقتناء الكتب التي يحبون بنقرة زر واحدة عبر الإنترنت، كل ما عليهم فعله هو اختيار المتجر الإلكتروني الذي يودون شراء الكتاب الإلكتروني منه، واختيار وسيلة الدفع للحصول عليه، ومن ثم تحميله على أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية والاستمتاع بقراءته في أي وقت وأي مكان دون الحاجة إلى حمله معهم أينما ذهبوا، ولأهمية الكتب الإلكترونية مؤخرًا، سنناقش في هذا المقال المقصود بها وأهميتها وكيف تعمل.
ما هو الكتاب الإلكتروني؟
الكتاب الإلكتروني (e-book) هو ملف رقمي يحتوي على مجموعة من النصوص والصور المحملة إلكترونيًا والتي يمكن عرضها على الشاشة بطريقة مشابهة للكتاب المطبوع، ويمكن إنشاء الكتاب الإلكتروني من خلال تحويل الملفات القابلة للطباعة إلى تنسيقات رقمية يسهل تحميلها على الأجهزة وقراءتها على الشاشة، أو يمكن الحصول عليها من قاعدة بيانات أو مجموعة من الملفات النصية التي لم تنشأ للطباعة فقط.
وتجدر الإشارة إلى أن شراء وبيع الكتب الإلكترونية ظهر لأول مرة في أواخر التسعينات من القرن الماضي، إلا أنها بعد ذلك لم تلقَ قبولًا واسعًا في العالم، فتراجعت صناعتها وتراجع الاستثمار في أجهزة القراءة الإلكترونية وتقنيات الكتاب الإلكتروني، لينتعش بعد ذلك في عام 2006م عندما أطلقت شركة سوني جهازًا للقراءة الإلكترونية، وأصدرت أمازون جهاز كيندل في عام 2007م، لتصبح مبيعات الكتب الإلكترونية بعد ذلك في ارتفاع مستمر.
استبدال الكتب الإلكترونية بالكتب الروقية يعني تقليل عدد الأشجار المقطوعة والتلوث الناتج عن دخان مصانع الورق
ما أهمية الكتاب الإلكتروني؟
تظهر أهمية الكتاب الإلكتروني فيما يأتي:
-
توفير الوقت والجهد من خلال سرعة إنتاجه
يمكن إنتاج الكتاب الإلكتروني بسرعة أكبر بكثير من إنتاج الكتيبات أو النشرات أو الكتب المطبوعة تقليديًا، وذلك لأن عملية إنتاجها تعتمد على استخدام الأجهزة الإلكترونية دون الحاجة إلى الكتابة والطباعة وغيرها من العمليات التي تحتاج إلى وقت طويل.
-
توفير المال
تعد تكلفة الكتاب الإلكتروني أقل نسبيًا من تكلفة الكتب الورقية نتيجة عدم وجود تكاليف صناعة وشحن، كما أن تكلفة إنتاجها والحصول عليها أقل.
-
إمكانية الوصول إليه بسهولة
يمكن الوصول إلى الكتاب الإلكتروني بسرعة وسهولة من أي جهاز متصل بشبكة الإنترنت، وذلك من خلال الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة القراءة الإلكترونية وأجهزة الحاسوب المحمولة أو المكتبية.
-
القابلية لإعادة الاستخدام
يمكن الاستفادة من محتوى الكتاب الإلكتروني ونشر اقتباسات منه على وسائل التواصل الاجتماعي أو مواقع الويب الأخرى دون الحاجة إلى إعادة كتابتها، كما يمكن إرساله بعد تحميله إلى الأصدقاء لمشاركتهم متعة قراءته.
-
القابلية للطباعة
يمكن الحصول على نسخة مطبوعة من الكتاب الإلكتروني بسهولة كبيرة، وذلك من خلال الاستعانة بإحدى دور النشر أو المكتبات وطلب طباعته، أو من خلال طباعته في المنزل إذا توفرت الإمكانيات لذلك.
صممت جميع تطبيقات القراءة بطريقة تمنع إمكانية التعديل على الكتب الإلكترونية مع ترك إمكانية إضافة ملاحظة
-
إمكانية التفاعل مع الكتاب الإلكتروني
يمكن للقراء التفاعل مع الكتاب الإلكتروني عبر ترك تعليقاتهم وملاحظاتهم عليه، ويمكن الاستعانة بتلك الميزة من قبل متاجر الكتب الإلكترونية لمعرفة آراء القراء بالكتب والكتب الإلكترونية التي يرغبون بتوفيرها في المتجر وبناء قاعدة عملاء كبيرة نتيجة ذلك.
-
إمكانية إضافة عناصر إلكترونية إلى الكتاب
يمكن تضمين روابط لمقاطع فيديو أو عروض تقديمية أو ملفات صوتية كجزء من الكتاب الإلكتروني، مما يوفر تجربة أكثر متعة للقارئ، وهو ما لا يمكن فعله مع الكتب الورقية.
-
سهولة حمله ونقله
تمتاز الكتب الإلكترونية بسهولة حملها ونقلها من مكان إلى آخر، إذ بدلًا من حمل الكتب الضخمة، يمكن لمحبي القراءة حمل آلاف من الكتب الإلكترونية في جهاز واحد، مما يعني توفير مساحة أكبر كذلك، إذ لا حاجة إلى تخصيص مكان لتخزين الكتب بعد الآن.
-
حماية البيئة من التلوث
تساهم الكتب الإلكترونية في حماية البيئة من التلوث؛ وذلك لأنها ليست بحاجة إلى استخدام الأوراق الناتجة عن قطع الأشجار، إذ يُنشر ما يقارب 2.2 مليون كتاب ورقي كل عام باستخدام حوالي 3 ملايين شجرة، الأمر الذي يؤثر على البيئة، وبالتالي فإن استبدال الكتب الإلكترونية بتلك الكتب يعني تقليل عدد الأشجار المقطوعة والتلوث الناتج عن دخان مصانع الورق.
-
إمكانية تغيير حجم الخط وفق حاجة القارئ
يمكن للقارئ في بعض الكتب الإلكترونية تغيير حجم الخط فيها، وهو أمر رائع لمن لديهم صعوبات في الرؤية، إذ لا يحتاجون إلى ارتداء نظارات لتكبير الخط، وبالرغم من عدم إمكانية تغيير حجم الخط في الكتب الإلكترونية بتنسيق pdf، إلا أنه يمكن تكبير الشاشة على الجهاز، وهو خيار آخر لمن يعانون من مشاكل في الرؤية.
-
سهولة البحث في الكتاب الإلكتروني
تتميز الكتب الإلكترونية بقابلية البحث فيها على عكس الكتب الورقية، إذ يمكن البحث عن أي موضوع أو معلومة فيها بسهولة دون الحاجة إلى تقليب الصفحات وإضاعة الوقت في البحث، كل ما على القارئ هو البحث عما يريد باستخدام كلمة مفتاحية، ويعد هذا الأمر مفيدًا لمن يقرأ كتبًا طويلة قد تستغرق ساعات كثيرة لتصفحها بحثًا عن صفحة أو موضوع معين.
-
مشاركة الأفكار مع مجموعة أكبر من الناس
يعد نشر الكتب الإلكترونية لأغراض شخصية وسيلة لمشاركة الأفكار مع فئة أكبر من الناس، وذلك لسهولة وصول القراء إليه، بالإضافة إلى قابلية مشاركة تلك الكتب، إذ يمكن لمن يمتلكون مهارات في الكتابة مشاركة كتبهم الإلكترونية عبر الإنترنت مع الأصدقاء والمعارف ومحبي القراءة من مختلف الفئات.
الكتب الإلكترونية المعدة للنشر العام تأتي بتنسيق لا يمكّن من التعديل على محتواها أو تغييره دون إذن من المؤلف
كيف يعمل الكتاب الإلكتروني؟
يعمل الكتاب الإلكتروني من خلال تحميله مباشرة على الجهاز؛ سواء أكان جهاز الحاسوب أو الهاتف أو أجهزة القراءة الإلكترونية، إذ يأتي الكتاب بعدة تنسيقات، فقد يأتي على شكل ملف pdf، أو مستند Word، أو على شكل تنسيق EPUB، ويختلف كل منها من حيث قابلية القراءة والتعديل على الكتاب، وبصورة عامة فإن الكتب الإلكترونية المعدة للنشر العام تأتي بتنسيق بحيث لا يمكن التعديل على محتواها أو تغييره دون إذن من المؤلف، كما صممت جميع تطبيقات القراءة بطريقة تمنع إمكانية التعديل على الكتب الإلكترونية مع ترك إمكانية إضافة ملاحظة أو تظليل نص دون التغيير في تنسيق الملف الأصلي.
وتجدر الإشارة إلى أن آلية عمل الكتب الإلكترونية تعتمد على تعديل تنسيقها بحيث تناسب شاشة الجهاز الخاص بالقارئ، الأمر الذي يمكنه من قراءة الكتاب من خلال عدة أجهزة، كما يمكن من خلال بعض التنسيقات مثل pdf، أن يظهر الكتاب بطريقة مشابهة للكتب المطبوعة، مما يجعل المستخدم يعيش تجربة قراءة الكتاب الورقي إلكترونيًا، كما تتوفر في بعض الكتب الإلكترونية ارتباطات تشعبية تمكن المستخدم من التنقل بسهولة بين فصول الكتاب، عدا عن تلك الكتب التي تتوفر فيها مقاطع الفيديو أو الملفات الصوتية لتوفر تجربة تفاعلية للقارئ مع المحتوى.
وفي الختام، يمكن القول بأنه بالرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها الكتب الإلكترونية للقراء، إلا أن ذلك لا يمكنه أن يلغي من متعة قراءة الكتب الورقية بالنسبة للبعض، وبالرغم من أن الغاية من الكتب هي اكتساب معرفة أو تعلم شيء جديد سواء على الصعيد الشخصي أو المهني أو التعليمي، إلا أن القارئ لديه حرية الاختيار بين الكتب الورقية والكتب الإلكترونية وفقًا ما يتناسب مع حاجته وميزانيته والميزات التي يفضلها.
