28-فبراير-2023
getty

تعاني القوات الأوكرانية في محيط باخموت بشكلٍ كبير في هذه الأيام (Getty)

تتسارع التطورات الميدانية حول مدينة باخموت شرق أوكرانيا، فقد أعلنت السلطات الانفصالية في مقاطعة دونيستك عن السيطرة على كافة الطرق المؤدية للمدنية، فيما تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أن الوضع في باخموت "أصبح صعبًا، بشكلٍ كبير".

تتسارع التطورات الميدانية حول مدينة باخموت شرق أوكرانيا، فقد أعلنت السلطات الانفصالية في مقاطعة دونيستك عن السيطرة على كافة الطرق المؤدية للمدنية

وتحاول القوات الروسية قطع خطوط إمداد الجيش الأوكراني الواصلة إلى المدينة، من أجل إجبار الجنود فيها على الاستسلام أو الانسحاب منها.

واعترف الجيش الأوكراني، بأن القوات الروسية عززت مواقعها في منطقة باخموت، وقصفت بلدات حول المدينة. وقال الجيش الأوكراني في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، إنه خلال اليوم الماضي قام جنوده بالتصدي لأكثر من 60 هجومًا روسيًا، على باخموت والمناطق الشرقية المجاورة. وأوضح الجيش الأوكراني أن قواته صدت "الهجمات الروسية على قريتي يادنه وبيرخيفكا على المداخل الشمالية لباخموت".

getty

وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه جدانوف، لوكالة "رويترز" للأنباء، إن "القوات الروسية دقت إسفينًا بين تلك القرى أثناء محاولتها قطع الطريق غربًا إلى تشاسيف يار"، وأضاف "الجزء الجنوبي من باخموت هو المنطقة الوحيدة التي يمكن وصفها بأنها خاضعة للسيطرة الأوكرانية، في جميع المناطق الأخرى، الوضع لا يمكن التنبؤ به"، وتابع "من المستحيل تحديد موقع خط الجبهة حاليًا".

وتقول "رويترز"، بأن الجنود الأوكرانيون تحصنوا في منطقة دونيتسك في خنادق موحلة، بعد أن أدى الطقس الدافئ إلى ذوبان الثلوج عن الأرض. وتحدث للوكالة، ضابط أوكراني يدعى ميكولا، وهو قائد بطارية قاذفة للصواريخ في الخطوط الأمامية الأوكرانية، وهو يراقب شاشة الكمبيوتر اللوحي بحثًا عن إحداثيات لإطلاقها، "يظل الجانبان في مواقعهما، لأن الربيع يعني كما ترون الطين. وبالتالي، من المستحيل المضي قدمًا".

من جانبها، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، إن روسيا "تزيد من حدة هجماتها باستخدام تكتيكات الاستنزاف والتدمير الشامل". ونقل بيان للقوات المسلحة الأوكرانية، عن الجنرال سيرسكي قوله إن "الوضع في منطقة باخموت متوتر للغاية".

getty

وتتحدث أوكرانيا، عن تدعيم القوات الروسية بمئات الآلاف من المجندين، حيث كثفت هجماتها على طول الجبهة الشرقية لكن هجماتها كانت مكلفة للغاية. وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية للجبهة الشرقية سيرهي شيريفاتي،  للتلفزيون الأوكراني، إن "معارك ضارية مستمرة هناك. القيادة تفعل كل ما في وسعها لمنع العدو من التقدم عبر أراضينا".

وكان قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي قد زار مدينة باخموت، لرفع الروح المعنوية، والتباحث مع الوحدات التي تدافع عن المدينة والبلدات المحيطة بها، لبحث مقومات الصمود هناك.

يذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أكد أمس الاثنين، إن الوضع يزداد صعوبة حول مدينة باخموت، وأضاف زيلينسكي، في خطابه الليلي المصور، "في قطاع باخموت، يزداد الوضع صعوبة باستمرار. العدو يدمر بشكل متواصل كل ما يمكن استخدامه لحماية جنودنا... هؤلاء الذين يدافعون عن المنطقة المحيطة بباخموت هم أبطال حقيقيون". وأضاف "طيارونا ووحداتنا المضادة للطائرات وغيرهم من خبراء قواتنا الجوية يقومون بعمل رائع، لكننا سنكون قادرين على حماية أجوائنا بالكامل عندما يتم رفع تحريم الطيران بالكامل في العلاقات مع شركائنا".

ومن شأن السيطرة على باخموت، أن يمنح روسيا أول انتصار كبير لها منذ أكثر من نصف عام، ويفتح الطريق أمامها للعبور إلى آخر مراكز المدن الحضرية المتبقية تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك.

ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على تليغرام اليوم الثلاثاء، تصريحًا يذكر بطلب أوكرانيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، قائلًا: "قبل عام، في اليوم الخامس من الحرب الشاملة، تقدمنا ​​بطلب لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، حصلنا على الترشيح، هذا العام هو الوقت المناسب لاتخاذ قرار بشأن إطلاق مفاوضات العضوية". مضيفًا: "مع أوكرانيا سيكتمل المشروع المهيب لأوروبا المسالمة والحرة والموحدة. نحن معًا في النضال، وبالتالي سنكون معًا في النصر. تحيا أوروبا. عاشت الحرية".

سياسيًا، وصلت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، في زيارة مفاجئة إلى كييف، أمس الاثنين، وذلك بعد أسبوع من الزيارة المفاجئة للرئيس الأمريكي جو بايدن، والتقت الوزيرة الأمريكية بالرئيس الأوكراني ومسؤولين حكوميين كبار. 

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية إن زيارتها إلى كييف تأكيد "لالتزام واشنطن الثابت تجاه أوكرانيا". وأعلنت عن تحويل الدفعة الأولى من الدعم المخصص لأوكرانيا لعام 2023 بقيمة 1,25 مليار دولار، التي تمثل أول دفعة من المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة لدعم اقتصاد أوكرانيا وميزانيتها، بإجمالي 9,9 مليار دولار. مؤكدةً أن الولايات المتحدة ستساعد أوكرانيا "ما دام الأمر يقتضي ذلك".

getty

على الجانب الروسي، اعتبر الكرملين، مبادرة السلام التي اقترحتها الصين لحل الأزمة الأوكرانية "عملية طويلة ومرهقة"، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "تفاصيلها يجب أن تخضع لتحليل دقيق وحسابات". وخلال حديثه للصحفيين أكد المتحدث باسم الكرملين، أن "الكرملين يولي اهتمامًا كبيرًا لخطة السلام التي طرحها الأصدقاء في الصين"، وأضاف "أي محاولات لوضع خطط من شأنها أن تساعد في نقل الصراع إلى مسار سلمي تستحق الاهتمام، ونتعامل مع خطة أصدقائنا الصينيين باهتمام كبير".

وكانت الصين قد قدمت، يوم الجمعة، في ذكرى مرور عام على الحرب، مقترحًا من 12 بندًا لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومن أبرزها إيقاف الأعمال العدائية، واحترام سيادة الدول، واستئناف محادثات السلام، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، والحفاظ على سلامة المنشآت النووية، وإيجاد حل للأزمة الإنسانية. 

إنسانيا، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أمس الاثنين، على هامش اجتماعات لمجلس حقوق الإنسان، روسيا بالنقل القسري لآلاف الأطفال الأوكرانيين، معتبرًا ذلك بأنه "أكبر ترحيل قسري في التاريخ الحديث"، وأضاف في رسالة مصورة في افتتاح اجتماعات المجلس في جنيف، حيث تتم مناقشة جرائم الحرب الروسية  في أوكرانيا، أن "الجريمة التي تقشعر لها الأبدان بشدة، هي أن روسيا تسرق الأطفال الأوكرانيين"، وتابع "إنها جريمة إبادة جماعية".

وكان مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني دميترو لوبينتس، قد وجه مطلع  الشهر، اتهامات لروسيا بخطف أطفال أوكرانيين، لبيعهم لغاية الاستغلال الجنسي، مشيرًا إلى أن عمليات الخطف شملت أطفالًا يعيشون في دور الأيتام. 

وفي 8 شباط/فبراير، أعلن لوبينتس، انسحابه من معهد أمين المظالم الأوروبي، بعد اتهام عضو في المعهد، بنقل طفليين أوكرانيين لاجئين في النمسا بسبب الحرب إلى روسيا، ونشر مقطعًا مصورًا يقوم فيه بتمزيق بطاقة عضويته في المعهد.

نشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على تليغرام اليوم الثلاثاء، تصريحًا يذكر بطلب أوكرانيا الانضمام للاتحاد الأوروبي

وتتهم أوكرانيا، القوات الروسية باختطاف آلاف الأطفال، ومن بينهم أيتام ، في المناطق التي تسيطر عليها، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب واسعة النطاق في أوكرانيا، بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي".