25-فبراير-2023
getty

تحاول الدول الغربية زيادة فاعلية العقوبات على روسيا (Getty)

تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده "ستفعل كل شيء لتحقيق النصر هذا العام"، وذلك خلال كلمته بمناسبة مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفًا: "نحن أقوياء، نحن مستعدون لكل شيء، سننتصر على الجميع، لأننا أوكرانيا".

الرئيس الأمريكي جو بايدن استقبل العام الثاني من الحرب على أوكرانيا، بإعلانه عن مساعدات عسكرية إضافية بمليارات الدولارات لأوكرانيا

وخلال كلمة وجهها إلى الشعب الأوكراني، وبثت على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة، بمناسبة مرور عام على غزو روسيا لبلاده، أكد زيلينسكي، أن "روسيا لا بد أن تخسر في أوكرانيا"، مشددًا على أن "النزعة الانتقامية الروسية لا بد أن تنسى للأبد أمر كييف وفيلنيوس وأمر تشيسيناو ووارسو، وأمر إخواننا في لاتفيا وإستونيا وفي جورجيا وفي كل دولة أخرى مهددة الآن".

وقال زيلينسكي في ختام كلمته التي استغرقت ربع ساعة "لن نغفر أبدًا. لن نستكين طالما لم يعاقب القتلة الروس من قبل المحكمة الدولية، أو بالعدالة الإلهية، أو بأيدي جنودنا".

عواصم الصمود

وتحدث زيلينسكي عن ما وصفها بعواصم الصمود، قائلًا: "رأى العالم ما بإمكان أوكرانيا القيام به. هؤلاء هم الأبطال الجدد. المدافعون عن كييف، المدافعون عن آزوفستال. مآثر جديدة حققتها مدن كاملة. خاركيف، تشيرنيهيف، ماريوبول، خيرسون، ميكولاييف، غوستوميل، فولنوفاخا، بوتشا، إربين، أوختيركا، مدن بطلة، عواصم الصمود".

تسليم دبابات "ليوبارد 2"

وخلال زيارة قام بها رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي إلى كييف، تزامنًا مع مرور عام على غزو روسيا لأوكرانيا، أعلن عن تقديم بولندا الدفعة الأولى من دبابات ليوبارد 2، وقال بعد اجتماعًا مع الرئيس الأوكراني، إن "بولندا أرسلت 4 دبابات ليوبارد 2 إلى كييف بالفعل، ومستعدة لإرسال المزيد بسرعة". وأعرب مورافيتسكي، عن أمله في أن تتمكن أوكرانيا من أن "تصبح عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي في المستقبل غير البعيد". وشدد رئيس الوزراء البولندي، على أن بلاده مستعدة لتدريب الجنود الأوكرانيين على استعمال مقاتلات أف-16. وسبق أن وعدت بولندا بإرسال 14 دبابة "ليوبارد2" إلى أوكرانيا، في إطار الدعم الأوروبي لتعزيز قدرات أوكرانيا القتالية.

كما أعلنت كندا على لسان رئيس وزرائها جاستن ترودو، الجمعة في ذكرى بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أن كندا ستسلم كييف 4 دبابات إضافية من طراز ليوبارد 2 ليصل إجمالي مساهمتها إلى 8 دبابات. وشدد ترودو خلال مؤتمر صحافي في تورنتو، عن أن "كندا لن تتراجع عن دعم  أوكرانيا أبدًا"، وأضاف "كندا متضامنة مع أوكرانيا منذ بداية النزاع، وسنظل كذلك".

هجوم أوكراني مضاد 

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إن بلاده تحضر هجومًا مضادًا ضد الجيش الروسي. وكتب في حسابه على فيسبوك "سنشن ضربات أقوى وأبعد، في الجو وعلى الأرض وفي البحر وفي الفضاء الافتراضي، سيكون هناك هجوم مضاد، ونعمل بجهد للتحضير له".

دعم لأوكرانيا وعقوبات على روسيا

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد استقبل العام الثاني من الحرب على أوكرانيا، يوم الجمعة، بإعلانه عن مساعدات عسكرية إضافية بمليارات الدولارات لأوكرانيا، وفرض مزيد من العقوبات على من يساعدون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوجيه تحذير بشأن قيام تحالف بين روسيا وإيران.

وكتب بايدن في بيان على تويتر: "الدكتاتور المصمم على إعادة بناء إمبراطورية، لكنه لن يمحو حب الناس للحرية، الوحشية لن تقضي على إرادة الأحرار. ولن تكون أوكرانيا انتصارًا لروسيا أبدًا، أبدًا".

وفي مقابلة مع قناة  ABC News شكك بايدن في جدية الورقة الصينية للسلام في أوكرانيا، وأشار إلى أن يستبعد إرسال طائرات مقاتلة من طراز F-16 إلى أوكرانيا.

بدوره، كتب وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن على تويتر: "في كل خطوة على الطريق، أظهرت أوكرانيا أنها لن تخضع للقهر، تقف الولايات المتحدة بفخر مع أوكرانيا وهي تدافع عن نفسها، وسنواصل القيام بذلك مهما استغرق الأمر".

وأعلن البنك الدولي، الجمعة، عن منح أوكرانيا مساعدات إضافية بقيمة 2,5 مليار دولار، من أجل "دعم استمرار الخدمات الأساسية وجهود النهوض". يأتي الدعم الجديد في إطار "مشروع السلام" الذي يهدف إلى تقديم دعم مالي لخدمات الدولة الأوكرانية ومصدره الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وترفع المنحة الجديدة إجمالي قيمة التمويل الذي منحه البنك الدولي لأوكرانيا على شكل قروض وهبات، منذ بداية الغزو الروسي إلى 20,6 مليار دولار، صرف منها حتى الآن 18,5 مليار دولار. ويهدف التمويل إلى "دعم القطاعات الرئيسية، بما في ذلك الصحة والتعليم ودفع المعاشات التقاعدية ورعاية النازحين، ودفع رواتب موظفي القطاع العام"، وفق ما جاء في بيان للبنك الدولي.

في المقابل، أقر الاتحاد الأوروبي الحزمة العاشرة من العقوبات ضد روسيا، بعد مشاورات استمرت حتى اللحظات الأخيرة، بحسب  البيان الصادر عن الرئاسة الدورية للاتحاد، وجاء فيه "معًا جميعًا، وافق الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة، تعد الأشد قسوة والأبعد مدى، لمساعدة أوكرانيا في الحرب". وأضاف البيان "الاتحاد الأوروبي يقف موحدًا في صف أوكرانيا، والشعب الأوكراني، وسنستمر في دعم أوكرانيا طالما استدعى الأمر ذلك". وتتضمن حزمة العقوبات الجديدة، قيودًا أشد قسوة على الصادرات، فيما يتعلق بالسلع ذات الاستخدامات المزدوجة، علاوة على عقوبات على المؤسسات التي تدعم الحرب، ونشر الدعاية الروسية، أو تسليم المسيرات التي تستخدمها روسيا في الحرب.

من جانبها، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الجمعة، فرض عقوبات جديدة على روسيا استهدفت بشكل خاص مصارفًا وشركات وأفرادًا في قطاعات المعادن والمناجم والمعدات العسكرية، والموصلات، مع ملاحقة أكثر من 30 شخصية، وشركة من سويسرا وألمانيا ودول أخرى لمساعدتها روسيا في تمويل حربها على أوكرانيا التي دخلت عامها الثاني. وقالت الوزارة في بيان، إن العقوبات الجديدة التي أعلنت عنها بمناسبة مرور عام على الغزو، تستهدف 22 شخصية روسية، و83 كيانًا، وهو إجراء سيسهم في زيادة عزلة روسيا عن الاقتصاد العالمي.

دول مجموعة السبع تحذر داعمي روسيا 

وجه قادة دول مجموعة السبع خلال القمة الافتراضية برئاسة اليابان في ذكرى الغزو الروسي، والتي حضرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، تحذيرًا حازمًا للدول التي تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها على خلفية غزوها لأوكرانيا. وأكد الاجتماع على دعم دول السبع "الثابت لأوكرانيا"، محذرين روسيا من اللجوء إلى استعمال أسلحة نووية.

وقال الزعماء المشاركين في القمة، في بيان مشترك، "ندعو الدول الثالثة أو الجهات الفاعلة الدولية الأخرى التي تسعى إلى الالتفاف على تدابيرنا أو تقويضها للكف عن تقديم الدعم المادي للحرب الروسية أو مواجهة تكاليف باهظة". وأضاف البيان: "من أجل ردع هذا النوع من النشاط في كل مكان في العالم، سنتخذ إجراءات ضد الجهات الفاعلة في الدول الثالثة التي تقدم الدعم المادي للحرب التي تشنّها روسيا في أوكرانيا".

ولم يسمى البيان أي دولة بعينها، رغم أن روسيا تتلقى دعم إيراني، من خلال طائرات مسيرة إيرانية الصنع، تستعملها في هجماتها على أوكرانيا. ومؤخرًا حذرت واشنطن من أن بكين تدرس دعم جهود موسكو الحربية.

تصعيد روسي

من جانبه، قال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، إن بلاده "ستنتصر في أوكرانيا"، مهددًا بأن موسكو سوف تمضي حتى "حدود بولندا"، حال كان ذلك ضروريًا لدفع التهديدات، وذلك في كلمته مع مرور عام على غزو روسيا لأوكرانيا.

وكرر ميدفيديف الاتهامات الروسية للحكومة الأوكرانية، بأنها من "النازيين الجديد وترتكب إبادة بحق الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا"، وهي نفس المبررات التي استخدمتها روسيا منذ ما قبل غزو أوكرانيا.

قال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، إن بلاده "ستنتصر في أوكرانيا"، مهددًا بأن موسكو سوف تمضي حتى "حدود بولندا"، حال كان ذلك ضروريًا لدفع التهديدات

وحول إمكانية المفاوضات، أوضح ميدفيديف أنها يمكن أن تجري بعد "انتصار روسيا" في الحرب، متابعًا القول: "القرارات من جانب أوكرانيا سوف تتخذ عبر البحار، من قبل الذين يسلمون أسلحة إلى كييف ويرسلون لها المال لتعويم الاقتصاد الأوكراني أو ما تبقى منه".