25-سبتمبر-2023
السويداء

تستمر المظاهرات الصباحية والوقفات المسائية في مختلف أنحاء محافظة السويداء (السويداء 24)

تستمر المظاهرات الصباحية والوقفات المسائية في مختلف أنحاء محافظة السويداء، جنوبي سوريا، منذ أكثر من شهر، مطالبة بإسقاط النظام السوري وتفعيل القرارات الدولية المتعلقة في سوريا، وأبرزها 2254.

وشهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، تواصل الاحتجاجات، للتأكيد على استمرار الاحتجاجات السلمية وللمطالبة بالتغيير السلمي والانتقال السياسي، حيث رددوا شعارات تدعو لوحدة الشعب السوري، ورحيل رئيس النظام بشار الأسد.

أكد حكمت الهجري، أن ما يحصل في المحافظة امتداد لما جرى منذ عام 2011، وذلك خلال اتصال هاتفي مع النائبة في البرلمان الأوروبي كاترين لانغزيبن

كما رفع المتظاهرون لافتات تطالب بتطبيق القرار الأممي 2254، وأخرى  بحل حزب البعث.

وفي قرية ريمة اللحف، خط المتظاهرون شعارات مناهضة على جدران مقر حزب البعث، وحملت عبارات: "يسقط البعث، يسقط حزب التقارير، إلى مزبلة التاريخ يا حزب التقارير، والحرية لسوريا المباعة".

مظاهرات السويداء.. امتداد للثورة السورية

هذا، وأكد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، أن ما يحصل في المحافظة امتداد لِمّا جرى منذ عام 2011، وذلك خلال اتصال هاتفي مع النائبة في البرلمان الأوروبي كاترين لانغزيبن.

ودعا الهجري إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، مؤكدًا أن "ما وصل إليه السوريون يرجع  للممارسات السياسية والأمنية الخاطئة"، وأضاف "السكون ليس مواطنة، والمواطن الصالح هو الذي يطالب بحقوقه، ويدافع عنها في وجه الظلم".

وأوضح الهجري، أن "عدم انخراط شباب السويداء في القوات الحكومية، يعود لقناعتهم بأن المسألة تحولت إلى اقتتال بين أبناء الوطن الواحد".

من جانبها، أكدت لانغزيبن، دعمها للحراك السلمي في السويداء، مشيرةً إلى أن هناك استراتيجية أوروبية جديدة للتعامل مع الأزمة السورية، بهدف حصول السوريين على حقوقهم المشروعة.

حراك السويداء.. لم يخرج من فراغ

وأجرى تلفزيون سوريا، لقاءً خاصًا مع شيخ العقل لطائفة الدروز الموحدين في السويداء، حمود الحناوي، بُث مساء الأحد، عن التطورات التي تشهدها المحافظة، وعن دور مشايخ العقل في الأحداث الجارية.

وأكد الحناوي، أن "الحراك الذي تشهده محافظة السويداء، كان موجودًا في نفوس السكان منذ زمن"، وأضاف: "الحراك ضد النظام  لم يكن فقط في السويداء، إنما في عموم الأراضي السورية".

وأوضح شيخ العقل، أن الحراك في سويداء لم يظهر من فراغ، بل جاء بعد أن فُقدت كل الحلول "لواقعٍ كُتب على السوريين".

وتطرق الشيخ الحناوي، إلى حادثة إطلاق النار أمام مقر فرع حزب البعث في السويداء، من قبل عناصر أمنية، تجاه المتظاهرين، وأدت إلى إصابة عدد منهم، قائلًا: "ما حدث دعاني لأعلن موقفي بشكل واضح، بأننا لن نسمح بذلك، وسأطلق الحرم الديني على كل من يوجه رصاصًا في وجه أخيه".

وعن العلاقة مع النظام، أوضح شيخ العقل أنهم تواصلوا مع مسؤولين "رفيعي المستوى" قبل عام 2015، لكن بعد ذلك تحول الأمر إلى "لقاءات أمنيّة"، واصفًا ذلك بـ"الأمر المحزن".

وأكد على أنه منذ بداية الحراك، لم يحدث أي تواصل مع النظام، مؤكدًا عدم علمه بأي تواصل حدث  بين النظام وقيادات دينية أخرى.

كما تحدث الحناوي، عن موضوع انتشار المخدرات في السويداء، مشدّدًا على عدم سكوتهم على الأمر، قائلًا: "صبرنا على القتل، والسجون، والتعذيب، والإتاوات، والتلاعب بالأسعار، لكن لا يمكننا أن نصمت على المخدرات التي وصلت إلى حدٍّ لا يطاق".

محاولات من النظام لحرف مسار الحراك

وفي محاولة من النظام السوري للضغط على السويداء، لجأ نظام الأسد إلى محاولة لاستفزاز الأهالي من أجل حرف مسار المظاهرات، عبر اتباع طرق مختلفة لمواجهة الحراك الاحتجاجي، إذ أعلنت وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، عن انقطاع التيار الكهربائي عن كامل محافظة السويداء، بسبب ما قالت إنه: "عطل في الخط البديل المغذي للمحافظة بين منطقتي خربة غزالة والشيخ مسكين"، وأضافت الوكالة، أن "الخط الرئيسي المغذي للمحافظة خرج عن الخدمة نهاية آذار/مارس الماضي، إثر انهيار 8 أبراج في ريف السويداء الشمالي". 

كما تحدثت مصادر في السويداء، عن وقوع إطلاق للنار في محيط مبنى قيادة فرع حزب البعث في مدينة السويداء، استمر لمدة خمس دقائق تقريبّا، قبل أن يتوقف بعدها إطلاق النار.

وبحسب المصادر، كان واضحًا أن  تبادل إطلاق نار يأتي من محيط مبنى الحزب، الذي ينتشر فيه منذ إغلاقه الشهر الماضي، مسلحون من كتائب البعث والمخابرات العسكرية للنظام.

أوضح الناشط نديم العيسمي لصحيفة "العربي الجديد"، بأن النظام "قد يحاول افتعال بعض الحوادث الأمنية هنا وهناك، لكن هناك وعيًا كبيرًا من جانب الناشطين، والقيادات الروحية، والأهالي عمومًا بهذه الأساليب"

وأوضح الناشط نديم العيسمي لصحيفة "العربي الجديد"، بأن النظام "قد يحاول افتعال بعض الحوادث الأمنية هنا وهناك، لكن هناك وعيًا كبيرًا من جانب الناشطين، والقيادات الروحية، والأهالي عمومًا بهذه الأساليب، التي قد يلجأ إليها النظام للتشويش على الحراك السلمي وحرفه عن مساره". 

وأضاف: "هناك تصميم كبير على سلمية الاحتجاجات، وعدم الانجرار لأية استفزازات في هذا الإطار من جانب النظام وبعض أنصاره في المحافظة".