17-يناير-2022

حراك أممي وإقليمي لحل الأزمة في السودان (رويترز)

الترا صوت – فريق التحرير

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم الإثنين 17 كانون الثاني/يناير خروج مظاهرات جديدة مندّدة بالحكم العسكري ومُطالبة بالحكم المدني. وتأتي المظاهرات المستمرة في ظل زيارة مرتقبة لوفد أمريكي للسودان من أجل دفع عملية الحل السياسي للأزمة بعد المبادرة التي طرحتها بعثة الأمم المتحدة ومساعي بعثة الاتحاد الإفريقي.

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم الإثنين 17 كانون الثاني/يناير خروج مظاهرات جديدة مندّدة بالحكم العسكري ومُطالبة بالحكم المدني

وفي التفاصيل انطلقت احتجاجات من محطة "باشدار" الواقعة جنوبي العاصمة الخرطوم، ومن 9 أماكن أخرى تجمَّع فيها المتظاهرون بطلبٍ من لجان المقاومة التي أطلقت على مظاهرات الإثنين "مليونية 17 يناير". وكان بيان صادر عن لجان المقاومة قال إن مظاهرات الخرطوم ستتوجه نحو القصر الرئاسي لمناهضة الانقلاب. ودعا البيان المتظاهرين إلى إغلاق الشوارع بالحجارة تحسّبًا للجوء قوات الأمن إلى استعمال العنف المفرط الذي دأبت عليه في مواجهة الموجة الحالية من المظاهرات التي بدأت منذ الـ 25 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد قيام الجيش بالإعلان عن الإجراءات الاستثنائية التي فرضت حالة الطوارئ وقضت بحل مجلسيْ السيادة وإقالة الوزراء، الأمر الذي اعتبرته القوى المدنية انقلابًا كامل الأركان نفّذه قائد الجيش عبد الفتّاح البرهان.

اقرأ/ي أيضًا: السودان على مفترق طرق جديد.. مفاوضات وتباينات واحتجاجات

يشار إلى أن استخدام قوات الأمن للعنف منعًا للمتظاهرين من الوصول للقصر الرئاسي أوقع قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين المدنيين. وكانت السفارة الأمريكية بالخرطوم قد دعت الأمريكيين المقيمين في العاصمة وبقية الولايات إلى توخي الحذر تحسبًا لأي عمليات عنف قد تواجه بها قوات الأمن المحتجّين.

زيارة الوفد الأمريكي للخرطوم

من المنتظر أن يصل العاصمة السودانية خلال الأيام القليلة القادمة وفدٌ أمريكي رفيع. وبحسب المعلومات المتداولة يتضمن برنامج الوفد لقاء مسؤولين عسكريين ومعارضين وناشطين للدفع بعملية الحل السياسي ضمن المبادرة الأممية للحل التي أعلنت عنها بعثة الأمم المتحدة في السودان مطلع شهر كانون الثاني/يناير الجاري. ومن المقرّر أن يشارك الوفد الأمريكي قبل وصوله إلى الخرطوم في مؤتمر دعم السودان الذي تحتضنه العاصمة السعودية الرياض والذي يرمي إلى "حشد الدعم للبعثة الأممية في مسار عملية انتقال السلطة تحت قيادة مدنية".

في ذات السياق قام مبعوث الاتحاد الأفريقي أديوي بانكولي بعقد سلسلة اجتماعات في العاصمة الخرطوم، جمعته بعضويْ مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار والطاهر حجر، أكّد خلالها " أهمية استمرار الحوار للتوصل إلى أرضية مشتركة تجعل حل الأزمة ممكنًا".

على الصعيد الداخلي، وتفاعلًا مع المبادرة الأممية، أعلنت قوى الحرية والتغيير السودانية "قحت" موافقتها المشروطة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقب لقاء الممثل الأممي في الخرطوم الأحد. حيث أعلن وجدي صالح القيادي في الحرية والتغيير قرار "قحت" التعاطي إيجابًا مع المقترح الأممي على أساس إنهاء الحالة الانقلابية التي يعيشها السودان، وصياغة دستور جديد.

وشدّد القيادي في قوى الحرية والتغيير على رفض "قحت" القاطع لأي مفاوضات مع العسكريين. كما دعا على لسان "المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير" إلى توسيع المقترح الأممي، وأن يتم تحديد المشاورات وفق سقف زمني محدد، منوّهًا إلى استمرار الحراك الاحتجاجي في الشارع.

 قالت بعثة الأمم المتحدة في السودان المعروفة بـ"يونيتامس" إن الجهود السودانية الداخلية لم تنجح حتى الآن في مواجهة الأزمة"

إلى ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة في السودان المعروفة بـ"يونيتامس" إن الجهود السودانية الداخلية لم تنجح حتى الآن في مواجهة الأزمة". وأضاف بيان البعثة أنها "ستعقد لقاءات بشكل منفرد مع جميع القوى السياسية والأحزاب السودانية والفاعلين من المدنيين والعسكريين".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

فورين بوليسي.. لماذا يُحجم بايدن عن دعم الحراك الديمقراطي في السودان؟