15-يونيو-2023
gettyimages

برلين هي العاصمة الوحيدة التي انحازت تمامًا إلى جانب بايدن (Getty)

أفادت صحيفة نيويورك تايمز بتعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لضغوط من الحلفاء في الناتو بشأن تسريع انضمام أوكرانيا للحلف، وربطت نيويورك تايمز هذه المعلومة باللقاء الذي جمع بايدن في البيت الأبيض  مع ينس ستولتنبرغ  الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الثلاثاء الماضي. 

ما يزال الرئيس بايدن حسب الصحيفة على موقفه المتمثل في الحفاظ على الوضع الراهن المتمثل في وعد غامض بأن أوكرانيا، ستنضم في النهاية لحلف شمال الأطلسي

وما يزال الرئيس بايدن حسب الصحيفة على موقفه المتمثل في الحفاظ على الوضع الراهن المتمثل في وعد غامض بأن أوكرانيا، ستنضم في النهاية لحلف شمال الأطلسي، ولكن بدون جدول زمني محدد. وذلك خوفًا من إقحام الحلف في صراع مباشر مع موسكو من جهة، بالإضافة إلى رغبته في تفادي أي انقسام داخل الحلف من جهة ثانية نظرا لتباين المواقف من ضم أوكرانيا.

ويعكس تحفظ بايدن إزاء تحديد موعد زمني لانضمام أوكرانيا للناتو حذرًا أمريكيًا حقيقيًا، على الرغم من أن بايدن كان ينتهز كل فرصة على مدار الـ 16 شهرًا الماضية، حسب نيويورك تايمز، للإشادة بوحدة  كلمة الناتو بشأن أوكرانيا. ولكن في موضوع رئيسي واحد، يجد الرئيس بايدن نفسه منعزلاً إلى حد ما داخل التحالف ألا وهو: متى وكيف ستنضم كييف؟

زكي وزكية الصناعي

الملاحظ مؤخرًا، حسب الصحيفة الأمريكية، هو احتدام النقاش بين الحلفاء، وأخذ ذلك النقاش طابع ضغط على بايدن لدعم مسار أسرع لنيل أوكرانيا عضوية الناتو. 

وفي هذا الصدد نقلت نيويورك تايمز عن بعض ممثلي إدارة بايدن، أن عددًا من أعضاء الحلف يرون أنه من الضروري وضع جدول زمني وتحديد أهداف محددة لدخول أوكرانيا إلى الناتو، ولكن فقط بعد انتهاء الصراع مع روسيا، حيث يريد عدد من الدول الأعضاء في "الناتو" أن يظهر الحلف موقفه الثابت بشأن انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" خلال قمة الحلف في فيلنوس، فيما تشير الصحيفة إلى أن ألمانيا تتخذ موقفًا حذرًا بشأن هذه القضية، وتعرب بعض الدول الأخرى عن شكوكها بشأن استعداد أوكرانيا الانضمام إلى "الناتو".

وبالنسبة إلى بايدن، تنطوي جميع الخيارات على مخاطر كبيرة، قد تفضي في أسوأ السيناريوهات لحرب عالمية ثالثة يحرص بايدن على تجنبها قدر المستطاع في تعليماته التي يوجهها إلى الموظفين معه حسب نيويورك تايمز، وبدرجة أقل "سوءًا" قد يفضي خيار ضم أوكرانيا إلى انشقاقات داخل الحلف.

وبحسب نيويورك تايمز فإن بعض الحلفاء وخاصة من الدول المتاخمة لروسيا (بولندا وليتوانيا ودول البلطيق)، تبدو أكثر إصرارًا على منح أوكرانيا التزامًا سياسيًا قويًا بشأن العضوية قبل قمة الناتو الشهر المقبل في فيلنيوس بليتوانيا. 

getty

وفي هذا السياق، يجادل كريسجانيس كارينز، رئيس وزراء لاتفيا الأمريكي المولد، بأن "الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام في أوروبا هي عندما تكون أوكرانيا في الناتو". وفي حديثه يوم الأربعاء في مؤتمر استراتيجي في ريغا، قال إن أي نتيجة أخرى تعني حتمًا "عودة روسيا".

حيث يراهن أنصار تسريع انضمام أوكرانيا للناتو على أنه بمجرد أن تصبح أوكرانيا عضوًا كامل العضوية في الحلف، لن تجرؤ روسيا على محاولة الإطاحة بالحكومة في كييف لأن هجومًا على إحدى دول الناتو يعتبر هجومًا عليها جميعًا حسب البند الخامس في اتفاقية الحلف. 

وبحسب مصادر نيويورك تايمز فإن برلين هي العاصمة الوحيدة التي انحازت تمامًا إلى جانب بايدن، على الرغم من أن بعض الحلفاء الـ 29 الآخرين لديهم شكوكهم لكن غير المعلنة، حول استعداد أوكرانيا للانضمام بشكل كامل إلى الحلف.

يشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسية للغزو الروسي لأوكرانيا هو سعي كييف للانضمام لحلف شمال الأطلسي الذي ترى فيه موسكو عدوًا استراتيجيًا لا يمكن بحال من الأحوال أن تقبل بوجوده على حدودها.

وفي السياق نفسه، كشفت وكالة رويترز، عن مصادر أمريكية وأوروبية العمل على إكمال خطة لتقديم دعم طويل الأجل لأوكرانيا، مع محاولة ضمان أمن كييف حتى تتمكن من الانضمام إلى التحالف العسكري.

ومع بقاء شهر على انقعاد قمة الناتو في فيلنيوس، هناك اتفاق على أن أوكرانيا لا يمكنها الانضمام إلى الحلف بينما لا يزال القتال جاريا ضد القوات الروسية، وهو الموقف الذي قبله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أوائل حزيران/ يونيو بعد أشهر من محاولة الحصول على قبول عاجل.

getty

ويقترب أعضاء الحلف من الاتفاق على خطوات تدريجية لتعزيز العلاقات مع أوكرانيا، بما في ذلك تحسين كيفية تعاون الناتو وكييف وبرنامج متعدد السنوات لمساعدة أوكرانيا على جلب قواتها الأمنية إلى معايير الناتو التشغيلية والفنية.

وقال مصدر كبير في الحلف لـ"رويترز" إن هناك "بحثًا لإيجاد آلية تقرب أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي دون ضمها إلى الناتو".

وقال دبلوماسي بارز من أوروبا الشرقية: "لا أحد يريد المجازفة بظهور الشقاق علانية".

وفي الوقت الذي تطرح فيه بولندا وعدة دول من أوروبا الشرقية خطوات واضحة للعضوية النهائية للحلف، تظهر ألمانيا والولايات المتحدة ترددًا في هذا الاتجاه. فيما يتفق كافة أعضاء الحلف على ضرورة تعزيز أمن أوكرانيا، حتى انضمامها بشكلٍ رسمي.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يوم الأربعاء "يجب أن نضمن أنه عندما تنتهي هذه الحرب، وجود ترتيبات موثوقة لأمن أوكرانيا، حتى لا يعيد التاريخ نفسه".

بودكاست مسموعة

وقال مصادر من الحلف، إن الخيارات قيد المناقشة تشمل استمرار الإمدادات من الأسلحة والذخيرة والمعدات المتطورة، والتي بلغت بالفعل عشرات المليارات من الدولارات.

واقترح البعض اعتماد ذلك بشكل فضفاض بناءً على الترتيبات الأمريكية مع إسرائيل، حيث تقدم دول الناتو مساعدة عسكرية ثنائية ثابتة لفترة طويلة من الزمن.

يراهن أنصار تسريع انضمام أوكرانيا للناتو على أنه بمجرد أن تصبح أوكرانيا عضوًا كامل العضوية في الحلف، لن تجرؤ روسيا على محاولة الإطاحة بالحكومة في كييف

وقال ستولتنبرغ إنه يتوقع أن تتم ترقية مفوضية الناتو وأوكرانيا، وهي منتدى للتعاون، لتصبح مجلس الناتو وأوكرانيا، حيث سيتم قبول كييف كشريك على قدم المساواة، مضيفًا أن الناتو سيعزز برنامج المساعدة غير الفتاكة لقوات الأمن الأوكرانية لمساعدتها على الانتقال من الحقبة السوفيتية إلى معايير الناتو.