15-يونيو-2023
gettyimages

دول التطبيع العربية كانت حصتها 24% من صادرات الأسلحة الإسرائيلية (Getty)

كشفت وزارة الأمن الإسرائيلية، عن أرقام الصادرات العسكرية للعام الماضي، مشيرةً إلى أنها وصلت إلى مستويات قياسية وبلغت 12.556 مليار دولار، تشكل دول التطبيع العربية 24% من قيمة هذه الصادرات.

على مدار الأشهر الماضية ظهرت عدة أخبار تكشف عن إتمام صفقات عسكرية بين أوروبا ودولة الاحتلال، فقد أصبحت فنلندا أول دولة أوروبية تحصل على النظام الدفاعي مقلاع داود

وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية إن أرقام عام 2022 تمثل زيادة بنسبة 50% عن السنوات الثلاث السابقة ومضاعفة الحجم على مدى العقد الماضي، موضحةً أن الطائرات المُسيّرة شكلت 25% من صادرات 2022 والصواريخ أو أنظمة الدفاع الجوي 19%.

وأشارت الوزارة إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهندي بلغت حصتها 30% من الصادرات العسكرية الإسرائيلية، وأوروبا 29%، وأمريكا الشمالية 11%، إلى جانب دول التطبيع العربية التي حصلت على 24% من الصادرات.

زكي وزكية الصناعي

أوروبا سوق الأسلحة النامي

وعلى مدار الأشهر الماضية ظهرت عدة أخبار تكشف عن إتمام صفقات عسكرية بين أوروبا ودولة الاحتلال، فقد أصبحت فنلندا أول دولة أوروبية تحصل على النظام الدفاعي مقلاع داود، كما حصلت شركة إلبيت سيستيم الإسرائيلية على عقد بقيمة 305 مليون دولار مع هولندا؛ وتشتري إستونيا طائرات مُسيّرة إسرائيلية في صفقة تزيد قيمتها عن 100 مليون يورو.

وتُعد الصفقة الأبرز هذا العام، هي الصفقة الدفاعية الضخمة بين برلين وتل أبيب، والتي ستبيع فيها إسرائيل منظومة حيتس- 3 المضادة للصواريخ الباليستية، في صفقة تصل إلى حوالي 3.5 مليار يورو. 

getty

ومن المتوقع أن يوافق البرلمان الألماني على سلفة تبلغ حوالي 600 مليار يورو، حيث بدأت إسرائيل وألمانيا التفاوض على الصفقة في عام 2020، لكن المحادثات تسارعت ولم تؤت ثمارها إلا في الأشهر الأخيرة، بسبب الشعور بالإلحاح الذي خلقته الحرب في أوكرانيا.

وتظهر البيانات الإسرائيلية أن الصادرات العسكرية الإسرائيلية إلى أوروبا بلغت قيمة تقارب 3.6 مليار دولار.

وقال مصدر دبلوماسي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "لولا الحرب [بين روسيا وأوكرانيا]، لما حدثت هذه الصفقة الآن"، أي الصفقة مع ألمانيا.

وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن هذا الاتجاه مستمر بكامل قوته حتى الآن في عام 2023، وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا وأولويات الدفاع الأوروبية الجديدة، وأكدت مصادر أوروبية لـ"هآرتس" أن القارة ستزيد صفقاتها مع إسرائيل في العام المقبل.

وأضاف مسؤول إسرائيلي منخرط في العلاقة مع حلف الناتو لـ"هآرتس" أن التغير بدأ يظهر في الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أنه في عام 2014، عندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم، أعلن أعضاء الناتو أنهم سيخصصون 2% من الناتج المحلي الإجمالي لمتطلبات الدفاع، لكن هذه أصبحت سياسة ملموسة فقط الآن.

getty

سلاح فوق الحقوق الفلسطينية

تتزايد الاستثمارات الأوروبية في الأسلحة الإسرائيلية، في ظل حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل، تتصرف على عكس الموقف الأوروبي، المرتبط بحل الدولتين ورفض الاستيطان بالضفة الغربية.

وفي هذا السياق، قال دبلوماسي أوروبي من دولة أبرمت صفقة مهمة مع إسرائيل، لـ "هآرتس" إن "هذه المواضيع لا تختفي لأن إسرائيل تبيع أسلحتها إلى دولة معينة، لكن لها تأثير"، موضحًا: "لن تسحب أي حكومة أوروبية دعمها لحل الدولتين أو تبدأ في دعم المستوطنات بسبب صفقة دفاعية. لكن هذا يعني أنه عندما يتحدث القادة ويكون هناك حوار بين الفرق المهنية، فإن الاحتلال ليس بالضرورة الأول على جدول الأعمال".

من جانبه، قال سفير إسرائيل لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل حاييم ريغيف، إن "أوروبا أكثر انفتاحًا على حجج السياسة الواقعية والبراغماتية بعد [حرب] أوكرانيا. ليس الأمر أنهم توقفوا عن الحديث عن الفلسطينيين، ولكن هناك الآن المزيد من القضايا التي يجب مناقشتها، وهم يفهمون أنه في بعض هذه القضايا، نحن يمكن أن نساهم في أمنهم".

getty

وبحسب "هآرتس" فإن هذه التحولات تظهر في الدول القريبة من روسيا، مثل إستونيا التي غيرت نمط التصويت على القضايا المتعلقة بإسرائيل في الأمم المتحدة، حيث أكد وزير الخارجية الإستوني أنه في الحالات التي لا يوجد فيها طلب لأعضاء الاتحاد الأوروبي التصويت ككتلة واحدة، ستلتزم إستونيا بنمط التصويت المؤيد لإسرائيل. 

يشار إلى أن إستونيا وقعت مؤخرًا سلسلة من الصفقات مع إسرائيل، أصبحت ممكنة من خلال زيادة ميزانيتها الدفاعية من 400 مليون إلى 600 مليون يورو سنويًا.

في المقابل، تشير الدول الأوروبية إلى أن زيادة الصفقات الدفاعية لن توقف الانتقادات الأوروبية تجاه "حياد إسرائيل في حرب أوكرانيا"، وقال دبلوماسي أوروبي لـ "هآرتس" إن صبر الأوروبيين على الخوف من مواجهة إسرائيلية مع روسيا في سوريا آخذ في التلاشي، مشيرًا إلى أن حجة إسرائيل بالحياد غير مقنعة في ظل حديثها عن سحب موسكو لقواتها من روسيا.

وتلفت "هآرتس" النظر إلى دولة أخرى من دول البلطيق تتمتع بعلاقات وثيقة مع إسرائيل، وهي ليتوانيا التي زارت رئيسة وزرائها إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع والتقت برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. 

وقامت ليتوانيا بتنفيذ أكبر صفقة أسلحة في تاريخها، شملت شركة رافائيل الإسرائيلية، فيما كان أحد أسباب زيارة رئيسة الوزراء إنغريدا شيمونيتا الأخيرة لإسرائيل، فحص صفقات أسلحة إضافية.

getty

صفقات كبرى مع أوروبا

ولم تكشف إسرائيل عن تفاصيل الصفقات مع دول التطبيع العربية، وأشارت لها بشكلٍ عمومي، لكن التفصيلات تظهر مع أوروبا بشكلٍ أكبر.

فقد حصلت ألمانيا على نظام سلاح حيتس- 3 بقيمة 3.5 مليار دولار، ومنصات إطلاق صواريخ Spike لناقلات الجند المدرعة، وهي صفقة لم تدخل ضمن أرقام العام الماضي.

أمّا فنلندا، الوافد الجديد للناتو، فقد حصلت على منظومة مقلاع داود بصفقة بلغت 345 مليون دولار، بالإضافة إلى صواريخ Spike بقيمة 242 مليون دولار، وصواريخ بقيمة 75 مليون دولار.

وقامت رومانيا بشراء طائرات مُسيّرة في صفقة وصلت إلى 410 مليون دولار، أبراج المدرعات بصفقة وصلت إلى 120 مليون دولار، بالإضافة إلى قذائف هاون. فيما حصلت هولندا على قاذفات صواريخ PULS في صفقة وصلت إلى 305 مليون دولار.

كما حصلت اليونان على صواريخ Spike ومُسيّرات في صفقة تبلغ 440 مليون دولار، بالإضافة إلى محطات أسلحة للسفن ذاتية القيادة، وأجهزة مراقبة بطائرات الهليكوبتر.

بودكاست مسموعة

واشترت الدنمارك من إسرائيل مدفع أتموس وصواريخ PULS في صفقة تصل إلى 252 مليون دولار. وحصلت إستونيا على مُسيّرات انتحارية بـ 100 مليون دولار وصواريخ Spike.

أمّا بريطانيا، فقد قامت بشراء جهاز محاكاة دبابات تشالنجر بقيمة 71 مليون دولار، ونظارات للرؤية الليلية بقيمة 19 مليون دولار، و90 نظام رادار أرضي. 

تشير الدول الأوروبية إلى أن زيادة الصفقات الدفاعية لن توقف الانتقادات الأوروبية تجاه "حياد إسرائيل في حرب أوكرانيا"

وحصلت بولندا على قاذفات صواريخ Spike ونظام الدفاع عن الدبابات "Windbreaker". أمّا السويد التي تخطط إسرائيل لاستهدافها بشكلٍ أكبر مع قرب انضمامها للناتو، فقد قامت بشراء محطات اتصالات بقيمة 48 مليون دولار، ونظام إنذار صاروخي، فيما حصلت سلوفاكيا على 142 ناقلة جنود مدرعة، ونظام دفاع ومنصات إطلاق صواريخ Spike، كما حصلت كرواتيا على قاذفات صواريخ Spike بـ12 مليون دولار، أمّا إيطاليا فقد قامت بشراء مُسيّرات انتحارية وقذائف دبابات بـ16 مليون دولار.