11-ديسمبر-2021

مصير غامض للأموال التي نهبها القذافي (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الحكومة الليبية قدمت طلب استدعاء أمام القضاء الأمريكي للحصول على معلومات من 6 بنوك كبرى تقول إن الأموال التي نهبها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي وعائلته والتي تقدر بـ 100 مليار دولار مودعة فيها.

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الحكومة الليبية قدمت طلب استدعاء أمام القضاء الأمريكي للحصول على معلومات من 6 بنوك كبرى عن الأموال التي نهبها معمر القذافي 

وقال مكتب إدارة استرداد الأصول والأموال الليبية في الخارج أنه قدم طلب استدعاء أمام محكمة "مانهاتن" الفيدرالية الأمريكية حول الأموال التي سرقها القذافي وعائلته وشركاؤه وتم تحويلها من خلال عدة بنوك كبرى هي: "أوف أمريكا كورب" و"يو بي إس غروب إيه جي" و"إتش إس بي سي هولدنغز بي إل سي" و"كريدي سويس غروب إيه جي"، و"نيويورك ميلون غورب" و"دوتش بنك إي جي"، و"جيه بي مورغان تشيس وشركاؤه" و"سيتي غروب"، وأضاف المكتب أن ما لا يقل عن عشرات المليارات من الدولارات من الأصول المملوكة للشعب الليبي لاتزال مفقودة، وقال محامو المكتب في بيان لهم الخميس إن هذا الجهد قد يصبح أكبر استرداد دولي للأصول في التاريخ.

اقرأ/ي أيضًا: ساركوزي في عهدة التحقيق.. فرنسا تحاكم "أيتام" القذافي

وتأسس مكتب إدارة استرداد الأصول والأموال الليبية في الخارج  LARMO في 2017 بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لاستعادة الأصول المسروقة من الدولة الليبية في فترة حكم القذافي والتي امتدت لأربعة عقود من خلال الصفقات التجارية الفاسدة واختلاس الأموال الحكومية.

وكانت  قناة "أر تي أو"  ARTE الفرنسية الألمانية قد بثت تحقيقًا وثائقيًا في بداية العام بعنوان أين هي ملايير القذافي؟ ظهرت فيه شخصية غامضة تدعى إسكندر، الذي يتحرى عن ثروة العقيد معمر القذافي الضخمة المزعومة والمقدرة بنحو 400 مليار دولار والتي اختفت في ظروف غريبة عقب سقوطه.

مجلة جون أفريك نشرت في عدد شهر تموز/يوليو مقالًا عن الشخصية التونسية الغامضة التي تقتفي أثر أموال القذافي وظهرت في تحقيق قناة "أر تي أو"، وأشارت المجلة إلى أن الرجل يبلغ من العمر 54 عامًا ويمتلك أراضي عائلية شاسعة في مسقط رأسه في مدينة تالة على الحدود الجزائرية، وقدم نفسه تحت اسم إيريك جويد إلى السلطات التونسية والليبية وأنه مسوق مواد وتجهيزات طبية وشبه طبية ليصبح بعد فترة وجيزة مستشارًا لإحدى الشركات المهمة في التوغو ونيجيريا. ومع مرور الوقت أصبح إيريك موردًا حصريًا في السوق الليبية لجهاز الضغط المضاد للحروق المصنوع في أفريقيا، ومن ثم وجد موطئ قدم له في عاصمة جنوب أفريقيا بريتوريا وهو موقع مثالي سمح له بالحفاظ على شبكة اتصالات جيدة خلال أوقات الحظر الدولي على ليبيا. فقد جمعت إيريك علاقة قوية برموز السلطة والنفوذ في ليبيا خلال حقبة القذافي خاصة مع محمد تاج أحد الضابط البارزين والمؤثرين في الجيش الليبي.

بعد سقوط نظام القذافي اتصلت السلطات الانتقالية الليبية بإسكندر أو إيريك جويد في العام 2012 لإبرام صفقة أسلحة مع جنوب أفريقيا وحصل على عمولته قبل أن يبدأ في الجزء الغامض من مهمته بحسب المجلة وهى تعقب أموال القذافي التي قدرها بحوالي 400 مليار دولار. وشاءت الصدف أن يعود صديقه محمد تاج للعمل في العام 2014 ويتسلم منصب رئيس لجنة استرداد الأصول التي أنشأتها الحكومة الليبية، فيما سعى الرجل التونسي إلى الاستفادة من تلك العودة  لكن المحاولات والمفاوضات بخصوص استعادة الأموال تعثرت بسبب العراقيل التي وضعتها جهات مرتبطة بالسلطة في جنوب إفريقيا والتي ربطتها علاقات مالية وعسكرية قوية بالقذافي. وحدث هذا التعثر أيضًا بعد اغتيال أحد العملاء السابقين لجهاز المخابرات في جنوب إفريقيا ببلغراد بعد وقت قصير من وعده بالكشف عن مصير أموال القذافي للراغبين في ذلك.

وتحدثت المجلة أن القذافي لجأ إلى المخابئ بدل البنوك لنقل الأموال لكن بعد مرور عشر سنوات على مقتله لا يزال من الصعب تحديد البلدان التي تبعثرت فيها الأموال الطائلة. وأوردت المجلة أحد  قصص الاستعادة وكشفت عن عملية  كان من المقرر فيها نقل 560 مليون دولار من فئات 100 دولار مخزنة في صناديق فولاذية إلى طرابلس لكن العملية فشلت في بوركينا فاسو أو غانا. ويقال إن الأموال المخزنة في صناديق كانت تحمل شعار اللجنة الدولية لحماية حقوق الإنسان ونقلت إلى مكان آخر.

 وبحسب المجلة كشف فريق الخبراء الأممي المعني بليبيا عن عمليات كبرى لنقل الأموال الليبية في العام 2018 استمرارًا لمسلسل البحث عن ثروة القذافي الضخمة وأموال الدولة التي اختفت في ظروف غامضة. ونقلت المجلة الفرنسية تأكيد الفريق أن عمليات كبرى لنقل الأموال تتم من شركة في مالطا يشتبه أنها كانت واجهة للمعتصم نجل القذافي. وأبرز الخبراء في تقرير لمجلس الأمن أن السلطات المالطية قدمت تفاصيل عن تلك الأصول ومبالغ كبيرة جرى تحويلها من حساب الشركة واسمها "مونكادا" في مصرف "فاليتا"، وأشار التقرير إلى إصدار حوالتين أجنبيتين باسم مدير "مونكادا" بقيمة مليون يورو لكل واحدة منهما في حزيران/ يونيو 2011، وتم تقديم الحوالتين للتحصيل خارج مالطا في مكان مجهول.

وفي آذار/مارس 2018 أبلغت السلطات المالية الخبراء بأنها تتابع أموال حولت من حساب "مونكادا" بين 26 شباط/ فبراير و14 تموز/يوليو 2011.

وختمت المجلة مقالها بتسليط الضوء على من يوصف بخزنة أسرار القذافي وهو مدير مكتبه وحامل أختامه البنكية بشير صالح بشير، وتساءلت عن سر بقائه في جنوب إفريقيا وهو الذي تعرض لمحاولة اغتيال في جوهانسبورغ.

بعد مقتل القذافي خلال الثورة التي اندلعت في شباط/ فبراير 2011 اختفت أموال طائلة تعود ملكيتها للشعب الليبي، قيل إن القذافي كان قد أودعها في بنوك عالمية أو هرب كميات ضخمة منها جوًا 

وبعد مقتل القذافي خلال الثورة التي اندلعت في شباط/ فبراير 2011 اختفت أموال طائلة تعود ملكيتها للشعب الليبي، قيل إن القذافي كان قد أودعها في بنوك عالمية أو هرب كميات ضخمة منها جوًا خارج البلاد. وتذهب الكثير من التقديرات إلى أن قيمة الأموال الليبية في الخارج تزيد على الـ200 مليار دولار على شكل أصول وأسهم وودائع وحسابات بنكية في دول أبرزها أمريكا وإيطاليا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا والنمسا.