21-مارس-2018

ساركوزي رفقة القذافي في الإيليزيه (Getty)

سبق وأن وصفه الفيلسوف الماوي الفرنسي آلان باديو بـ"فأر" السياسة الفرنسية في كتابه الشهير "معنى ساركوزي"، وهذا تكثيفًا لطبائعه الانتهازية خطابيًا وتورطه في ملفات فساد متباينة ومتعددة الأوجه. اليوم تسعى السلطات الفرنسية للتحقيق في مسيرة فساد نيكولا ساركوزي، خاصة تلقيه تمويلات من العقيد الليبي معمر القذافي. المزيد من التفاصيل في التقرير التالي المترجم بتصرف عن صحيفة الاسبكتاتور البريطانية:  


وُضع الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، رهن الاحتجاز صبيحة الـ20 من آذار/مارس كجزء من تحقيق الشرطة في مزاعم بأنه تلقى ملايين اليوروهات على شكل تمويل غير قانوني خلال حملته الرئاسية لعام 2007 من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

يشتبه في تلقي ساركوزي عشرات الملايين من مصادر أجنبية، من بينها معمر القذافي الذي أغدق عليه في حملاته الانتخابية

ووفقًا لصحيفة لوموند، فإن ساركوزي، الذي نفى ارتكاب أي خطأ منذ بدء التحقيق في عام 2013، احتجز في مركز شرطة نانتير، غرب باريس. وقد يستمر احتجازه لمدة تصل إلى 48 ساعة، حتى يجيب على أسئلة حول تمويل حملته الرئاسية لعام 2007، والتي هزم فيها المرشحة الاشتراكية سيجولين رويال. تتعارض المدفوعات المزعومة مع الحد الأقصى للتمويل البالغ 21 مليون يورو، كما تنتهك القواعد التي تحظر تلقي التمويل الأجنبي وتتطلب الإعلان عن مصدر أموال الحملة.

اقرأ/ي أيضًا: مجلة ساركوزي المفضلة تتغزل بالقاتل
على الرغم من أنها المرة الأولى التي يتم فيها استجواب ساركوزي رسميًا بشأن حملته لعام 2007، من المقرر أن يحاكم الرئيس السابق في وقت لاحق من هذا العام بسبب مزاعم بأن حزبه، "الاتحاد من أجل حركة شعبية" المنتمي إلى يمين الوسط، قام بتزوير حسابات لإخفاء مبلغ 18 مليون يورو/15 مليون جنيه استرليني من الإنفاق الزائد عن الحد المسموح خلال حملته الرئاسية غير الناجحة عام 2012، مما يعرف بفضيحة بيغماليون.

بدأ تحقيق القذافي يتسارع عام 2016 عندما نقل موقع التحقيق الفرنسي على الإنترنت Mediapart عن رجل الأعمال الفرنسي-اللبناني زياد تقي الدين، الذي وصف كيفية قيامه في أواخر عام 2006 وأوائل عام 2007 بتسليم حقائب في ثلاث مناسبات من ليبيا تحتوي على خمسة ملايين يورو نقدًا إلى ساركوزي ورئيس فريق عمله السابق كلود غيان. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتورط فيها تقي الدين في تعاملات مشبوهة، مع ادعاءات بأنه قدم أموالاً غير قانونية لإدوارد بالادور خلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 1995.

اقرأ/ي أيضًا: ماهي أكبر الفضائح السياسية في تاريخ فرنسا؟

يخضع غيان، المدان بالفعل بتهم منفصلة حول اختلاس الأموال العامة، للتحقيق الرسمي بشأن دوره في هذا التمويل. والأن أحكم الخناق حول عنق ساركوزي منذ اعتقال ألكسندر جوهري، وهو رجل أعمال فرنسي اعتقلته الشرطة في مطار هيثرو في كانون الثاني/يناير الماضي بناء على مذكرة اعتقال أوروبية أصدرتها فرنسا.

يمثل ساركوزي نموذج الفساد السياسي في الديمقراطية الغربية، سواء بتلقي التمويل غير المشروع أو بالتواطؤ في صفقات سياسية واقتصادية كارثية

ويسعى المحققون الفرنسيون الآن إلى ترحيل الجوهري لأنهم يريدون استجوابه بشأن تمويل حملة ساركوزي. على وجه الخصوص، يريدون معرفة المزيد عن صفقة عقارية تمت في عام 2008، زعم فيها أن عائلة القذافي دفعت 10 ملايين يورو ثمنًا لفيلا متداعية في جنوب شرق فرنسا. ويزعم أن الجوهري كان يمتلك العقار، الذي كانت قيمته تبلغ 4.5 مليون يورو تقريبًا، ويشتبه المحققون في أن الأرباح التي حققتها عملية البيع كانت في طريقها إلى صندوق حملة ساركوزي.

اقرأ/ي أيضًا:

ماكرون ليس وحده.. إليك 7 من أغرب حكايات ماكياج وتجميل الرؤساء

أين ينتصر الشعبويون في العالم؟..ولماذا؟