29-يونيو-2023
يهدد تصويت قضاة المحكمة العليا في إنهاء مستقبل بولسونارو السياسي (GETTY)

يهدد تصويت قضاة المحكمة العليا في إنهاء مستقبل بولسونارو السياسي (GETTY)

في ضربة ستهدد المستقبل السياسي للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، صوت أحد القضاة السبعة فؤ المحكمة الانتخابية العليا في البرازيل، لصالح منع بولسونارو من الترشح لانتخابات 2026، وذلك خلال النظر في أولى القضايا الـ16 المرفوعة ضد الرئيس اليميني المتطرف السابق والمتعلقة بتشكيكه وطعنه في الانتخابات وموثوقية التصويت الإلكتروني الذي تستخدمه البلاد منذ أكثر من 20 عامًا وذلك دون دليل.

قال كبير القضاة في القضية، بينيديتو غونكالفيس، إن "بولسونارو لجأ إلى خطاب العنف والأكاذيب التي عرّضت مصداقية العدالة الانتخابية إلى الخطر

وكان بولسونارو قد فشل في الفوز بولاية ثانية بعد خسارته في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر الماضي أمام الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

من

في انتظار قرار باقي القضاة

وفي تصريحات عقب الإدلاء بصوته مساء الثلاثاء، قال كبير القضاة في القضية بينيديتو غونكالفيس، إن "بولسونارو لجأ إلى خطاب العنف والأكاذيب التي عرّضت مصداقية العدالة الانتخابية إلى الخطر ".

وسيصوت باقي القضاة في المحكمة، اليوم الخميس، لتحديد مصير الرئيس البرازيلي السابق، في القضايا الـ16 المرفوعة ضده، والمتعلقة بتشكيكه وطعنه في الانتخابات وموثوقية التصويت الإلكتروني الذي تستخدمه البلاد منذ أكثر من 20 عامًا وذلك دون دليل.

قضاة المحكمة العليا

وأبلغ محامي بولسونارو، أن موكله "ينتظر القرار باحترام"، معتبًرا أن الأدلة "هشة بالنسبة لعقوبة بهذا الحجم"، ووعد المحامي في استئناف الحكم أمام المحكمة العليا، في حال تمت إدانة الرئيس السابق.

وتحاكم المحكمة الانتخابية العليا الرئيس السابق على خلفية اجتماع عقده مع سفراء أجانب في تموز/يوليو 2022، قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات، وتحدث خلال الاجتماع الذي بثه التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة، عن مشاكل أمنية في نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل، لكن من دون تقديم إثباتات على ادعاءاته، مشيرًا إلى أنه طلب تدخل القوات المسلحة البرازيلية.

ولكي يتم اعتبار بولسونارو "غير مؤهل" يجب إدانته من قبل 4 قضاة على الأقل، أما في حال طلب أي من القضاة مراجعة القضية، فيجب على بقية القضاة إعادة الملف لاستئناف المحاكمة في غضون 30 يومًا، قابلة للتجديد لمدة 30 أخرى، بدءًا من تاريخ الجلسة التي تم فيها تقديم طلب المراجعة، علمًا أن المحكمة العليا تدخل في عطلة خلال شهر تموز/يوليو من كل عام، وهو ما يعني أن ملف الاستئناف سينتظر لمدة 90 يومًا.

اعتراف بالخروج من المشهد

بدوره، اعترف بولسونارو في مقابلة أجرتها معه صحيفة "Folha de Sao Paulo" البرازيلية واسعة الانتشار، بأن هناك إمكانية أن يصبح غير مؤهل لممارسة السياسة، وتحدث فقط عن مشاعره حول الموقف، وقال إنه ينوي الاستمرار في الحياة العامة، حتى خارج صناديق الاقتراع.

وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس البرازيلي السابق، أن "الجميع يقول إني سأكون غير مؤهل. لكني لن أفقد الأمل، وسأستمر في القيام بدوري، فأنا غير قابل للكسر"، وفق تعبيره.

getty

ودافع عن نزول أنصاره إلى شوارع والاحتجاج على نتائج الانتخابات، زاعمًا إنقاذ الديمقراطية في البرازيل، ومتهمًا المحكمة العليا بعدم النزاهة، فهي بحسبه تتغير بمرور الوقت، وبحسب الحكومات التي تعين الأعضاء فيها.

خلفاء بولسونارو

وفي بلد لا يزال يغلب عليه الانقسام السياسي الحاد، ما يزال الرئيس السابق يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط قوى اليمين المتطرف، لكن في حال تمت إدانته وهو ما يعني حرمانه من العمل السياسي، تتجه الأنظار للشخصيات المحتلة لقيادات معسكر اليمين المتطرف في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، خاصة أن الانتخابات البلدية على الأبواب في السنة القادمة، ويبرز اسم حاكم ساو باولو ووزير البنية التحتية السابق في حكومة بولسونارو، تارسيسيو دي فريتاس، بالإضافة لزوجة الرئيس السابق ميشيل بولسونارو.

getty

وخلال المقابلة مع صحيفة "Folha de Sao Paulo"، تجنب بولسونارو، دعم تارسيسيو دي فريتاس، رغم الثناء الذي وجهه له. في حين قال، إن ميشيل يمكن أن تكون مرشحة لمنصب الرئيس، مضيفًا أن زوجته تفتقد للخبرة، قائلًا: "ليس سهلًا في بلد كالبرازيل أن تكون عمدة بلدية فما بالك بالتعامل مع 594 نائبًا وعضوًا في مجلس الشيوخ. رغم المجهود الرائع الذي تقوم به في الفترة الأخيرة"، والإشارة الأخيرة قد تكون تمليح بولسونارو إلى عمل زوجته من أجل الترشح للانتخابات.

ميشيل تشق طريقها

وفي هذا الإطار، سلطت مجلة "ليكسبريس" الأسبوعية الفرنسية، الضوء على زوجة الرئيس السابق، وقالت في حين كان نجم ميشيل مرتبط بالوقوف إلى زوجها، برزت في الفترة الأخيرة بشكل متزايد وهي تحمل طموحاتها الشخصية.

وتشير الصحيفة الفرنسية، إلى أن ميشيل يمكنها أن تلعب دورًا حاسمًا في معسكر الرئيس السابق، كما يمكنها أن تكون مرشحة في الانتخابات الرئاسية لعام 2026.

getty

وفي مواجهة التكهنات حول مستقبلها السياسي، تقول ميشيل: "أنا هنا لمساعدة زوجي، لذلك لا يوجد دور سياسي في الأفق"، وتعلق المجلة الفرنسية "ليكسبريس" على ما سبق، بالقول: "ومع ذلك، لا أحد ينخدع. ميشيل لديها طموحات طويلة المدى".

وعلى سبيل المثال، تفاخرت ميشيل بأنها "الوحيدة في العائلة" التي تم تطعيمها بلقاح ضد "كوفيد-19"، وهي طريقة للقول إنها لا تشارك زوجها قناعاته بأن الوباء كان مؤامرةً.

وتخبرنا الصحيفة الفرنسية، أن قصة ميشيل دي باولا فيرمينو رينالدو هي قصة ملايين النساء البرازيليات، ابنة حقيقية للشعب، والدها سائق حافلة، نشأت في إحدى ضواحي برازيليا المحرومة، أصبحت أمًا في سن مبكرة جدًا، وقامت بتربية ابنتها بمفردها، مثل عدد لا يحصى من ربات العائلات ذات المعيل الواحد.

Getty

وتستمر المجلة الفرنسية "ليكسبريس"، بالقول: "تابعت ميشيل مسارها في وجه الصعوبات، وتتقاطع طريق ميشيل الإنجيلية مع طريق جاير بولسونارو في برلمان برازيليا، حيث حصلت الشابة على وظيفة هناك كسكرتيرة، وتزوجت الجندي السابق الذي أصبح نائبًا، واشتهر بتجاوزاته اللفظية ضد النساء والسود والفقراء واليسار والمثليين.

ولمدة أربع سنوات، جابت ميشيل المناطق الفقيرة للترويج للسياسات الاجتماعية للحكومة، وعندما دخلت الحملة جنبًا إلى جنب مع بولسونارو، حصلت بالفعل على دعم من جمهور كانت غالبيته إنجيلية أو من النساء.

وفي مواجهة التكهنات حول مستقبلها السياسي، تقول ميشيل: "أنا هنا لمساعدة زوجي، لذلك لا يوجد دور سياسي في الأفق"، وتعلق المجلة الفرنسية "ليكسبريس" على ما سبق، بالقول: "ومع ذلك، لا أحد ينخدع. ميشيل لديها طموحات طويلة المدى"

وتقول "ليكسبريس"، إن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، أدرك خطر ميشيل بولسونارو المتصاعد، وهو السبب الذي جعله يساهم في إعداد زوجته جانجا التقدمية بشكلٍ متكتم، من أجل مواجهة ميشيل المحافظة.