08-مايو-2023
Getty

يعول العدالة والتنمية على المشاركة الخارجية، التي كانت في صالحه بالانتخابات الماضية (Getty)

تتواصل الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية في الخارج، وذلك في السفارات والقنصليات والمنافذ الحدودية والمطارات، حيث أدلى مليون ونصف من الناخبين الأتراك بأصواتهم في "الانتخابات المبكرة"، وذلك ضمن الانتخابات التركية التي ستعقد بشكلٍ كامل في 14 أيار/ مايو الحالي. 

الاقتراع في خارج تركيا، ينعكس بشكلٍ مباشر على الانتخابات الرئاسية التركية

وبحسب اللجنة العليا للانتخابات التركية يحق لأكثر من 3 ملايين ناخب تركي مغترب الانتخاب، من بينهم أكثر من 277 ألفًا يشاركون للمرة الأولى، وتستمر العملية الانتخابية في القنصليات والسفارات التركية، حتى يوم 9 أيار/ مايو المقبل، وفي المطارات والمنافذ الحدودية حتى يوم الاقتراع الرسمي في تركيا.

وكانت بداية مشاركة المغتربين في الانتخابات عام 1987، وذلك عبر وضع صناديق الاقتراع في المعابر الحدودية فقط. إلا أن التعديلات الدستورية لعام 2008، شرعت مشاركة الأتراك في خارج البلاد بالتصويت، وكانت البداية مع الانتخابات الرئاسية لعام 2014.

.

مشاركة واسعة

واختتمت في عدة دول، يوم الأحد، عملية التصويت للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، فقد أغلقت صناديق الاقتراع في كل من الصين، وباكستان، وكازخستان، وأوزباكستان، وأذربيجان، وإيران، وكوسوفو، ومقدونيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود، وصربيا، وفنلندا، وبريطانيا، وروسيا، مع استمرارها في سفارات تركية أخرى.

وبعد الانتهاء من عملية التصويت في 9 أيار/ مايو، تقوم ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية التركية، بنقل الصناديق الاقتراع الخارجي إلى تركيا. وعلى متن الطائرات، ستكون هناك "لجنة نقل حقائب أوراق التصويت"، وتتشكل من بعثات دبلوماسية وأخرى للمراقبة معينة من قبل اللجنة العليا للانتخابات، إلى جانب شخصيات تمثل الأحزاب التركية التي تشارك لمراقبة العملية.

من جهتها، قالت صحيفة "حرييت" التركية، أن مراكز الاقتراع  في الخارج شهدت مشاركةً كبيرًا، وبالأخص في ألمانيا وبريطانيا، حيث ظهرت أعداد كبيرة تنتظر حقها بالمشاركة أمام السفارات.

Getty

وتشكل ألمانيا النسبة الأكبر لعدد الناخبين الأتراك، حيث يبلغ عددهم 2,5 مليون، تليها فرنسا بعدد يقترب من 400 ألف، ثم هولندا في المرتبة الثالثة بحوالي 300 ألف، بينما احتلت بلجيكا المرتبة الرابعة بعدد يتجاوز 150 ألف.

وتشير التوقعات إلى أن نسبة المشاركة في ألمانيا ستكون الأكبر، مقارنة بالانتخابات الماضية التي بلغت نسبة المشاركة فيها 45%.

وبحسب الصحيفة التركية، فقد رفضت ألمانيا طلبًا تقدمت به تركيا من أجل إنشاء صناديق اقتراع إضافية في مدن لا توجد فيها قنصليات، ويعيش فيها الأتراك. حيث طُلب إنشاء صناديق اقتراع في 26 مدينة، بينما سمحت الحكومة الألمانية بإنشاء صناديق اقتراع في 13 مدينة فيها قنصليات عامة وثلاث مدن فيها قنصليات فخرية.

كيف تنعكس الأصوات على الانتخابات؟

أمّا عن تأثير الأصوات في الانتخابات التركية، فقد أشارت صحيفة "حريت"، إلى أنه في انتخابات عام 2018، فقد ساهمت الأصوات التركية في الخارج، والتي احتسبت على ولاية كهرمان مرعش، في انتزاع مقعد برلماني من حزب الجيد لصالح حزب الشعب الجمهوري.

Getty

ووفقًا لتحليل نشره موقع "أورو نيوز" النسخة التركية، فإن نسبة الناخبين في الخارج تقدر بـ 5.3%، وقد يلعبون دورًا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية. حيث تظهر استطلاعات الرأي الفارق الضئيل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، لكنها لا تأخذ في عين الاعتبار الأصوات التركية في الخارج، وبالأخص في أوروبا، وتحديدًا في ألمانيا، مشيرةً إلى أن هذه الأصوات تمتلك القدرة على حسم الانتخابات في جولتها الأولى.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2018، بلغ وزن المشاركة التركية الخارجية 5.1% من مجمل الأصوات المشاركة في الانتخابات التركية، كانت حصة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 59.4% من مجملها، في مقابل 25.8 لصالح المرشح المعارضة محرم إنجه، و3% لصالح زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار.

Getty

ويعول العدالة والتنمية على المشاركة الخارجية، التي كانت في صالحه بالانتخابات الماضية، حيث حصل أردوغان على 64% من الأصوات في ألمانيا، و63% في فرنسا، و72% في هولندا، و74 في بلجيكا، و71% في النمسا، وهي دول ذات الكثافة الأكبر للجالية التركية في الخارج.

الاقتراع في الخارج، قد يساهم في ترجيح كفة الانتخابات، وهو ما يعول عليه حزب العدالة والتنمية

أمّا عن كيفية احتساب الأصوات، يقول المهتم في شأن التركي سعيد الحاج إن أصوات الخارج في الانتخابات الرئاسية تحتسب بشكلٍ منفصل، وكأنها محافظة إضافية، وتجمع مع باقي الأصوات، مما يجعل تأثير أكبر في الانتخابات الرئاسية، من الانتخابات البرلمانية، التي توزع عليها أصوات الخارج، بحسب نسب الناخبين فيها.