06-مايو-2023
Getty

يترافق الحديث عن تأثير دول غربية مع انطلاق الانتخابات في خارج تركيا (Getty)

تتحول الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية، المنوي عقدها منتصف الشهر الجاري، إلى موضوع الاستقطاب الرئيسي بين تركيا والدول الغربية، ورغم عدم صدور تصريحات غربية واضحة بهذا السياق، إلاّ المستويات الرسمية في الدولة التركية، بداية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصولًا إلى الوزراء في حكومته، تغمز من هذه القناة، مشيرةً إلى علاقة مفترضة بين الغرب والمعارضة التركية.

ساهمت أغلفة مجالات غربية في ازدياد الحديث عن تأثير غربي على الانتخابات في تركيا

أمّا الانخراط الأبرز في الانتخابات التركية، فقد ظهر على أغلفة عدة صحف ومجلات غربية، تحدثت عن تفضيلها للمعارضة التركية ومرشحها كمال كليجدار أوغلو، أو نشرت عدة مقالات تنتقد رجب طيب أردوغان وسنوات حكم العدالة والتنمية.

ما سبق، ترافق مع اتهامات رسمية للمعارضة التركية، بإقامة علاقات مع دول غربية وأوروبية، مع حديث عن اجتماعات رسمية تجمع المعارضة التركية مع سفراء دول غربية.

.

وفي السياق نفسه، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، عبر تغريدة في حسابه الرسمي على تويتر، عن اجتماعات سرية لمرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو في الولايات المتحدة الأمريكية. 

وقال أردوغان: "يظهر تدريجيًا مع من يتعامل السيد كمال وما هي وعوده لقتلة الأطفال، وما هي الوعود التي قطعها للسفراء الغربيين، يتحدث كل يوم ويعلق على كل شيء في أسرع وقت ممكن، لكنه لا يقول ما هي الوعود التي قطعها للامتدادات السياسية للتنظيمات الانفصالية". 

وأشار أردوغان إلى أن كليجدار أوغلو "لم يشرح سبب دعم أباطرة الإرهاب في قنديل له [معقل حزب العمال الكردستاني]"، مضيفًا: "لماذا ينزعج السيد كمال من الكلام الذي نوجهه لإرهابيي الجبال ويعتبره موجهًا نحوه؟ دعوا السيد كمال يصمت ولا ينطق بالحقيقة لكن لا يمكن تغطية شمس الحقيقة بالغربال والطين". 

وعن الاجتماعات في الولايات المتحدة، قال أردوغان: "لا يتحدث السيد كمال عن مَن تساوم معه لمدة 8 ساعات في ولاية بنسلفانيا". كما أشار إلى ما يوصف بعدم ارتياح كليجدار أوغلو، للجهود التي تبذلها الحكومة في المشاريع والخدمات الحكومية، قائلًا: "لا يمكنه شرح سبب عدم زيارته لمصنع السيارات Togg".

وختم أردوغان تغريدته، قائلًا: "في يوم 14 أيار/مايو ستتم إزالة أقنعة الذين ينادون بالوطن واستقلاله في ولاية سامسون، ويطالبون بالحرية لصلاح الدين دميرطاش في ولاية فان"، مؤكدًا: "سننهي حفل التنكر ونسقط أقنعتهم".

ويدور الحديث في الأوساط السياسية التركية عن وجود تسجيلات مسربة ستُنشر قريبًا للاجتماعات التي عقدها مرشح المعارضة كليجدار أوغلو في الولايات المتحدة، والوعود التي قدمها.

وفي وقتٍ سابقٍ، تحدث وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، عن لقاء جرى بين أحزاب "الطاولة السداسية" المعارضة، وبين سفير دولة أوروبية، لطرح مسودة اتفاقهم، وأكد الوزير التركي امتلاكه تسجيلات لهذا اللقاء.

من جانبه، حذر مرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، من "تسجيلات مفبركة قد تنشر له خلال الأيام القادمة"، وذلك مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في تركيا.

الإعلام الغربي وأردوغان

ترافق مع ما سبق، موجة من أغلفة المجلات الغربية، وافتتاحيات بعض الصحف، التي تنتقد أردوغان، مما زاد من تناول القضية في سياق العلاقات التركية مع الغرب.

هذه الموجة، دفعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتعليق عليها، بالقول: "لن نسمح للقوى العالمية بتوجيه سياستنا الداخلية وتهديد الإرادة الوطنية بأغلفة المجلات التي تعد أدوات تشغيلية للقوى العالمية".

وأبرز المجلات العالمية، التي افتتحت موجة انتقاد أردوغان كانت "الإيكونوميست" البريطانية، حيث جاء في غلاف نسختها الجديدة انتقادات ومعارضة لأردوغان، ترافق ذلك مع تغيير صورة غلاف حسابها على "تويتر" إلى غلاف العدد والذي جاء فيها: "أهم انتخابات في عام 2023"، و"أنقذوا الديمقراطية"، و"أردوغان يجب أن يرحل". 

وجاء في المقال المصاحب للغلاف، أن هزيمة أردوغان "ستُظهر للديمقراطيين في كل مكان أن هزيمة الرجال الأقوياء أمر ممكن". وأشار المقال إلى أن "حكومة جديدة ستصلح العلاقات المتصدعة مع الغرب". 

وردًا على هجوم "الإيكونوميست"، انتقد وزير الخارجية التركي تشاوش أوغلو، تدخل المجلة في شؤون بلاده الداخلية، قائلًا: "لا أحد يستطيع اغتصاب إرادة الشعب التركي".

وتعليقًا على دعوات المجلة البريطانية للتصويت ضد أردوغان. قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تغريدة، إنه: "على دراية جيدة بسياق هذا الخطاب.. اصبروا، لقد ولت أيام إصدار الأوامر منذ زمن بعيد. الكلمة الأخيرة للشعب في صندوق الاقتراع".

من جانبه، انتقد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، وسائل الإعلام الغربية لخطابها المناهض لأردوغان، ولتجاهلها التام لمبدأ الحيادية، وفق تعبيره.

بدورها، نشرت هيئة تحرير "الواشنطن بوست" مقالًا يهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجاء تحت عنوان "شبح الاستبداد المتزايد يخيم على الانتخابات في تركيا". واتهمت هيئة التحرير، أردوغان بتقويض التحالف مع الغرب، عبر علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرةً أن انتخابات يوم 14 أيار/مايو، هى اختبار للتخلص من حكم الرجل الواحد المتزايد.

من جهة أخرى، حمل غلاف أسبوعية "الإكسبريس" الفرنسية، صورة مشوهةً للرئيس التركي، مع عنوان "أردوغان ، خطر الفوضى"، مع مقال للمراسل السابق للمجلة في نيويورك الصحفي كورينتين بيناركار، الذي جاء تحت عنوان "أردوغان – بوتين، ميثاق الحكام المستبدين"، مع اتهامات بإمكانية حصول تدخل روسي في الانتخابات القادمة لصالح أردوغان الذي وصفه المقال بـ"السلطان"، مع التأكيد على أن بوتين لا يفضل خسارة "حليفه" أردوغان للحكم، ومتحدثًا عن مكاسب أوروبا في حال رحيل أردوغان. 

وحول أغلفة المجلات، قال رجب طيب أردوغان: "لن نسمح للقوى العالمية بتوجيه سياستنا الداخلية وتهديد الإرادة الوطنية بأغلفة المجلات التي تعد أدوات تشغيلية للقوى العالمية"

وفي نفس السياق جاء مانشيت مجلة "لوبان" اليمينية الفرنسية، لهذا الأسبوع تحت عنوان، "أردوغان، بوتين آخر"، حيث يدور المقال حول تعبيرات "خطر الحرب التوسعية، والحقد تجاه الغرب"، مع مجموعة من المقالات في داخل العدد والتي تهاجم سياسة الرئيس التركي.