22-ديسمبر-2023
الجوع في غزة

قال تقرير صادر عن الأمم المتحدة ووكالات الأمن الغذائي، إن أربع من كل خمس أسر في شمال غزة، ونصف النازحين في الجنوب، يعيشون أيامًا دون أي طعام (Getty)

تقدر الأمم المتحدة، بأن قطاع غزة يواجه أزمة "جوع كارثية وذات أبعاد غير مسبوقة"، إذ قد يواجه كل شخص في القطاع المحاصر انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي في الأسابيع المقبلة.

وقال تقرير صادر عن الأمم المتحدة ووكالات الأمن الغذائي، إن أربع من كل خمس أسر في شمال غزة، ونصف النازحين في الجنوب، يعيشون أيامًا دون أي طعام.

أصدر نظام الأمم المتحدة لمراقبة الجوع، التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ويقول إن "السيناريو الأكثر ترجيحًا" في غزة هو أنه بحلول 7 شباط/فبراير "سيكون جميع السكان في قطاع غزة [حوالي 2.2 مليون شخص] في حالة أزمة أو ما هو أسوأ من مستويات الجوع"

وقالت رئيسة قسم الطوارئ في منظمة العمل ضد الجوع نويليا مونج: "كل ما نقوم به غير كافٍ لتلبية احتياجات مليوني شخص. ومن الصعب العثور على الدقيق والأرز، ويضطر الناس إلى الانتظار لساعات للوصول إلى المراحيض والاغتسال. نحن نواجه حالة طوارئ لم أرها من قبل".

وأصدر نظام الأمم المتحدة لمراقبة الجوع، التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، ويقول إن "السيناريو الأكثر ترجيحًا" في غزة هو أنه بحلول 7 شباط/فبراير "سيكون جميع السكان في قطاع غزة [حوالي 2.2 مليون شخص] في حالة أزمة أو ما هو أسوأ من مستويات الجوع".

وأضاف التقرير "هذه هي أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد التي صنفتها مبادرة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي على الإطلاق في أي منطقة أو بلد معين".

وحذر من أنه بحلول 7 شباط/فبراير، من المتوقع أن يكون حوالي 50% من السكان في مرحلة "الطوارئ"، والتي تُعرف بأنها حالة من سوء التغذية الحاد المرتفع للغاية والوفيات الزائدة.

ولدى التصنيف الدولي للأغذية نظام من خمس مراحل لتقييم الأزمات الغذائية، وذكر تقريره أنه في غزة "واحدة على الأقل من كل أربع أسر"، أي أكثر من نصف مليون شخص، ستواجه المرحلة الخامسة من الظروف الكارثية.

getty

وأضاف: "على الرغم من أن مستويات سوء التغذية الحاد والوفيات غير المرتبطة الحرب ربما لم تتجاوز بعد عتبة المجاعة، إلا أن هذه عادة ما تكون نتيجة للفجوات الطويلة والشديدة في استهلاك الغذاء".

وتؤدي المجاعة إلى تفاقم التهديدات الناجمة عن الأمراض والتعرض للمرض مع حلول فصل الشتاء في وقت تم فيه تهجير حوالي 90% من سكان غزة بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي على القطاع.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال غزة، وأن تسعة مستشفيات فقط تعمل جزئيا في الجنوب.

وقال ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة: "لم تعد هناك في الواقع مستشفيات عاملة في الشمال. كان المستشفى العربي الأهلي هو الأخير، لكنه الآن يعمل بشكل بسيط، ولا يزال يعالج المرضى ولكن لا يستقبل مرضى جدد".

وقال إن المستشفى العربي الأهلي (المعمداني) كان بمثابة "هيكل مستشفى"، يشبه دار العجزة التي تقدم رعاية محدودة للغاية. مضيفًا: "حتى قبل يومين، كان هذا المستشفى هو المستشفى الوحيد الذي يمكن للجرحى إجراء العمليات الجراحية فيه في شمال غزة، وكان مكتظًا بالمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة. لم تعد هناك غرف عمليات بسبب نقص الوقود والطاقة والإمدادات الطبية والعاملين الصحيين، بما في ذلك الجراحون وغيرهم من المتخصصين".

وقال بيبيركورن إن الجثث اصطفت في فناء المستشفى لأنه لم يكن من الممكن دفنها بطريقة آمنة وكريمة.

قالت منظمة الصحة العالمية إنه لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال غزة، وأن تسعة مستشفيات فقط تعمل جزئيا في الجنوب

وكان بعض المرضى في الأهلي ينتظرون إجراء العمليات الجراحية منذ أسابيع، ومن خضعوا للعمليات الجراحية كانوا معرضين لخطر العدوى بسبب نقص المضادات الحيوية والأدوية الأخرى. وقال: "جميع هؤلاء المرضى لا يستطيعون الحركة ويحتاجون إلى النقل بشكل عاجل حتى تتاح لهم فرصة البقاء على قيد الحياة".

وقال بيبركورن إن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ضروري "لتعزيز وإعادة تزويد المرافق الصحية المتبقية، وتقديم الخدمات الطبية التي يحتاجها آلاف الجرحى وأولئك الذين يحتاجون إلى رعاية أساسية أخرى، وقبل كل شيء لوقف إراقة الدماء والموت".