17-أبريل-2023
Getty

البرهان ودقلو كانا على اتصال بإسرائيل حتى بداية الاشتباكات (Getty)

اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، صباح يوم السبت، ومنذ ذلك الحين صدرت عشرات ردود الأفعال حول القضية، والتي كانت في غالبيتها تطالب بالتهدئة والتوقف عن القتال والعودة إلى التفاوض. 

أمّا دولة الاحتلال، وبعد صمت لثلاثة أيام، فقد قال المتحدث باسم وزارة خارجيتها "نتابع بقلق الأحداث في السودان. إسرائيل تريد الاستقرار والأمن للسودان. وتطالب إسرائيل كافة الأطراف بالامتناع عن العنف والعودة إلى مسار المصالحة الداخلية لإنهاء عملية الانتقال بإجماع كبير"، على حدِّ قول بيان الوزارة المقتضب.

ووفق محللين، تسعى إسرائيل لاستغلال الأزمة الحالية في السودان من أجل تعزيز نفوذها فيها، وذلك من خلال إقحام نفسها كـ"وسيط" من أجل التهدئة، وذلك بحسب ما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، التي أشارت إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية على اتصال بالجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقد أكد الموقع على وجود تواصل مسبق، مع عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي). أما الهدف الإسرائيلي من هذه الوساطة، فهو الدفع قدمًا نحو إعلان تطبيع كامل للعلاقات بين تل أبيب والخرطوم، خاصةً أن إسرائيل غير معنيّة بما لو وصلت حكومة مدنية للحكم في البلاد أو استمر المكون العسكري بالسيطرة على مقاليد الأمور فيها، إذ جلّ ما تسعى إليه هو الدفع بالاتفاقية مع أي طرف، وذلك بخلاف رغبة الولايات المتحدة التي تفضل إعلان التطبيع مع إسرائيل، عبر حكومة مدنية.

ويوضح موقع يديعوت أحرونوت، أن التواصل الإسرائيلي مع الأطراف السودانية، يحصل عبر وزارة الخارجية والمدير العام لها رونان ليفي (ماعوز)، والذي يُعد من ضمن خبراء السودان في إسرائيل، وليفي على تواصل مع العسكر في السودان، منذ خدمته في الموساد سابقًا.

وأكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" على الأنباء السابقة، مشيرةً إلى أن البرهان ودقلو، كانا على اتصال بإسرائيل حتى آخر يوم قبل اندلاع الاشتباكات.

أما خلاصة أيام الاشتباكات في السودان، من وجهة نظر إسرائيلية، وكما تنقلها "يسرائيل هيوم"، فمفادها أنه لن يتوصل إلى اتفاق تطبيع كامل بين إسرائيل والسودان، في الفترة القريبة، وذلك بعد تقديرات إسرائيلية سابقة بأن هذه العملية ستحصل خلال الأشهر القريبة.

وكان آخر لقاء إسرائيلي سوداني علني، قد جمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، مطلع شهر شباط/فبراير من العام الجاري، وقدمت خلاله مسودة اتفاقية تطبيع العلاقات بشكلٍ كامل. وهنا يشار إلى أن السودان قد وقع بالفعل على اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، ولكنه لم يتوصل إلى اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

وتحدثت التقديرات الإسرائيلية، عن أنه ومنذ الانقلاب انحصر التواصل بين إسرائيل والبرهان عبر قناة الموساد، وهي طريقة تواصل أزعجت البرهان، مما دفعت كوهين لزيارته.

Getty

وفي وقت سابق، تحدثت مصادر إسرائيلية عن أن وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي، مهتم بشكلٍ كبير بالسودان، وبناءً على ذلك أقدم على تعيين الخبير في شؤون السودان رونان ليفي (ماعوز)، مديرًا عامًا لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وكانت تقديرات إسرائيلية سابقة قد تحدثت عن اختيار ليفي للمنصب من أجل دفع عملية التواصل مع السودان

إسرائيليًا، تعززت العلاقة بالبرهان خلال الفترة الماضية بشكلٍ أكبر، مع تحوله للداعم الرئيسي للتطبيع مع إسرائيل في السودان. وهكذا، وفي آخر زيارة لوزير الخارجية الإسرائيلية في شهر شباط/ فبراير فإنه قد قابل البرهان وحسب، فيما خرج حميدتي في حينه معلنًا عدم معرفته بحصول تلك الزيارة. وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن البرهان قد استفاد من السلاح والمشورة الإسرائيلية. إلا أن حميدتي قد كان من جهة أخرى هو الشخص المفضل للحوار من قبل المستويات العسكرية الإسرائيلية، وبالأخص في جهاز الموساد.