22-يوليو-2021

مشهد عام من ليفربول (Getty)

ذكرت وكالة رويترز أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - يونسكو قررت شطب مدينة ليفربول من قائمتها للائحة التراث العالمي، بسبب المباني الجديدة التي شُيّدت في المدينة، والتي قوّضت جاذبية أرصفتها العائدة للعصر الفيكتوري بحسب المنظّمة، لتكون الموقع الثالث فقط الذي يُشطب  من القائمة، وكانت ليفربول قد انضمت إلى القائمة في العام 2004، لتنضم إلى مجموعة كبيرة من المدن والمواقع التي تُصنف كجزء من التراث العالمي، كسور الصين العظيم، برج بيزا في إيطاليا، وتاج محل في الهند، ويُذكر أن الموقعين الآخرين الّذين تمّ شطبهما في السابق هما محمية للحياة البرّية في سلطنة عمان، بسبب الصيد الجائر فيها، ووادي إالبه درسدن في ألمانيا.

 قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - يونسكو شطب مدينة ليفربول الإنجليزية من قائمتها للائحة التراث العالمي، بسبب المباني الجديدة التي شُيّدت في المدينة، والتي قوّضت جاذبية أرصفتها العائدة للعصر الفيكتوري بحسب المنظّمة

وبحسب هيئة البث البريطانية بي بي سي، فإن قرار شطب ليفربول من قائمة التراث العالمي، اتّخذ بعد اقتراع سري للجنة اليونسكو في اجتماع لها في الصين، واعتبرت المنظّمة أن الإنشاءات الجديدة في المدينة، ومن بينها ملعب نادي إيفرتون لكرة القدم الجديد، أدّت إلى تدهور خطير في المواقع  التاريخية. وفي أول التعليقات حول الموضوع، نقلت بي بي سي عن عمدة المدينة جوان أندرسون، اعتبارها أن القرار الجديد غير مفهوم، وقالت إنه صدر في وقت لم يكن الحال في المدينة أفضل ممّا هو عليه اليوم قط، بعد الاستفادة من مشاريع بمليارات الجنيهات الاسترلينية، لترميم وتحسين عشرات المباني المدرجة كتراث، وأكّدت أنها ستبحث مع الحكومة البريطانية إمكانية تقديم طعن بالقرار، متسلّحة بذريعة عدم قيام اللجنة بزيارة المدينة منذ أكثر من عقد. 

اقرأ/ي أيضًا:  حرية الصحافة تتأرجح في كوبا بين الرقابة والقمع

فيما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، عن مسؤول محطات المترو في مدينة ليفربول ستيف روثرام، وصفه لقرار اليونسكو بـ"الخطوة إلى الوراء"، وانتقد قيام أشخاص في الجانب الآخر من العالم، لا يبدو أنهم يفهمون طبيعة النهضة التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة بالتقرير حول مصيرها،  واعتبر أنه من غير المقبول وضع مدينة كليفربول أمام خيارين هما الحفاظ على التراث، أو النهضة والعمران وتجديد الوظائف، وأشارت مجموعات التراث في المدينة، بحسب الغارديان دائمًا، إلى أن القرار يشكّل عارًا بالنسبة للمملكة المتحدة، وظهرت انتقادات  لتقاعس الحكومة البريطانية وعدم قيامها بما يلزم لحماية  ليفربول، عندما هدّدت اليونسكو بشطب المدينة من لائحة التراث العالمي. 

وفي أبرز التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال المصوّر المتخصّص بأرشفة تاريخ ليفربول منذ سبعينات القرن الماضي برنارد روز، إن المدينة خسرت ربما موقعها في التراث العالمي، لكنها ستبقى مدينة عظيمة، ويجب على أهلها أن يظلّوا فخورين بمدينتهم، فيما اعتبر الناشط مارك توماس، أن مدينة ليفربول كانت وستبقى مدينة حيّة، غنية بالثقافة والتنوّع، وهي جزء من التراث العالمي، وأن الناس، الموسيقى والرياضة هي من تحدّد قيمة المدينة وأهميتها، وليس مجرّد قرار من اليونسكو. 

وضمن السياق نفسه، أشار الكاتب جويل جيلين إلى أنه يمتلك خبرة عمل لأكثر من 25 سنة في ليفربول، وبالتالي يمكنه التأكيد بأن قرار اليونسكو لم يكن منطقيًا، فهي مدينة غنية ثقافيًا، وتشتهر بالحفلات وبكرة القدم، وتأتي دائمًا في صدارة المدن المقصودة للسياحة، وأنها المدينة الثانية بعد لندن التي تضم مبانِ تراثية، ويتميّز معظم سكانها بالروعة والكرم، فيما ذكر الكاتب بيتر غاي أن مدينة ليفربول حوّلت مكبّ نفايات إلى ملعب كرة قدم يوفّر أكثر من ثمانية آلاف فرصة عمل، وبنت مدرج هيدروليكي، وحافظت على جدران الأرصفة التراثية، وعلى قنوات المياه، وبثّت حياة جديدة في خطوط القطارات القديمة، وسأل باستنكار: هل هذا ما ترفضه اليونسكو؟.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خدمات لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على التمتع بالسباحة البحرية في برشلونة

استقبال عيد الأضحى عربيًا.. تغريدات متنوعة عن مشاكل كثيرة