21-يوليو-2021

صورة تعبيرية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أطلق مجلس مدينة برشلونة في إسبانيا خدمة جديدة لمساعدة الأشخاص المعوقين على قضاء أوقات ممتعة على الشواطئ، وتشمل الخدمة المستحدثة الكراسي البرمائية، وتجهيز غرف تبديل الملابس المصممة لهذا الغرض، وتوفير رافعة لنقل المعدات الثقيلة التي يحتاجها الأشخاص المعوقين وكذلك وضع مجلس المدينة تسعة رجال إنقاذ مدربين خصيصًا لمساندة الأشخاص المعوقين على الوصول إلى المياه والاستمتاع بالأمواج، وقد ساعدت هذه الخدمات الآلاف من مرتادي الشواطئ من الأشخاص المعوقين، بحسب ما أوردت وكالة رويترز.

 يعتبر الكثير من مقدمي الخدمات أن الثقافة والرياضة والفنون والترفيه مجالات من المرتبة الثانية، وليست مجالات حيوية تأتي في المرتبة الأولى فيما يتعلق بقضايا الإعاقة

ماكس سيغي، طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، وقد بدت على وجهه ابتسامة كبيرة بينما كان يحمله والده إلى شاطئ نوفا إيكاريا في برشلونة بعد أن استمتع بمياه البحر. سيغي مصاب بالشلل الدماغي ويستخدم كرسيًا متحركًا، مما يجعل الرحلات الشاطئية صعبة عليه، لكنه اليوم وبفعل الخدمات المقدمة من قبل مجلس المدينة أصبح بإمكانه المشاركة في الأنشطة الشاطئية مع العديد من أقرانه من ذوي الإعاقة. وقال سيغي "الأن يمكنني السباحة واللعب. فهناك مستلزمات خاصة تساعدني على السباحة، وأعطوني سترة نجاة، وعوامة مع أنبوب"، وأضاف "الناس الذين لا يستطيعون المشي يأتون دائمًا إلى هنا" بحسب ما نقل موقع نيويورك بوست.

اقرأ/ي أيضًا: استقبال عيد الأضحى عربيًا.. تغريدات متنوعة عن مشاكل كثيرة

أما ناتي جينيس، 58 عامًا، والتي تستخدم طرفًا اصطناعيًا لكامل ساقها وتحتاج إلى كرسي مدولب من أجل التنقل، قالت "هذه الخدمة تساعدنا كثيرًا، فبدون هذه الخدمة لما كان بمقدوري النزول للسباحة بمفردي"، وأشارت إلى كونها تستطيع السباحة بمفردها حالما تصل إلى المياه، وتابعت حديثها بالقول "بهذه الطريقة يجعلون الأمر سهلًا للغاية بالنسبة لنا. إنهم مقدمو خدمة لطفاء ويقظون جدًا أثناء تأدية واجباتهم". وبدوره قال لويس فيرير، 74 عامًا، والذي يستخدم العكازات أثناء السير "أريد أن أشعر أنني أستطيع القيام بأشياء لم أكن أعتقد أنه يمكنني القيام بها مطلقًا، وهذا يشعرني بتحسن كبير"، وأضاف "لا يسعني إلا أن أتحدث عن عجائب يصنعها الأشخاص الذين يساعدوننا"، كما جاء في تقرير وكالة رويترز.

وصرحت منسقة فريق الدعم والمساندة وعاملة الإنقاذ، جيزيلا أوكامبوس، 36 عامًا،  كما نقل عن موقع ياهو "بالنسبة لفريقنا، فإنه عمل ممتع للغاية لأنه لولا وجود هذه الخدمة المتاحة للأشخاص المعوقين  لما كان بإمكانهم المشاركة في أي أنشطة على الشاطئ، وحينها لن يتمكن هؤلاء الأشخاص من الاقتراب من مياه البحر، ولظلوا جالسين بعيدًا يحدقون في البحر دون أي إمكانية على السباحة"، وأضافت "إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى وجوههم السعيدة عندما يذهبون صوب المياه، إما باستخدام الكرسي البرمائي أو بجهاز العوم". وأشارت إلى أنه بالنسبة للفريق، فإن مساعدة الناس على الاستمتاع بالمياه المنعشة للجسم في البحر أمر مجز للغاية ومريح لنا، وخاصة حين نرى منظر السعادة عندما يقتربون من شاطئ البحر، وختمت بالقول "إنها مسألة تستحق العناء وجديرة بالاهتمام".

ويشكل دمج الأشخاص المعوقين في كافة المجالات من التعليم إلى العمل تحديًا كبيرًا للعديد من الحكومات حول العالم. غير أن دمج هؤلاء الناس في الثقافة والفن والرياضة والترفيه يعد أمرًا بعيد المدى عن غالبية الدول حول العالم، فيما عدا بعض الدول المتقدمة وذات الإمكانيات الضخمة. ويعتبر الوصول إلى المجالات المذكورة حق من حقوق الأشخاص المعوقين كما تنص عليه شرعة حقوق الإنسان.

وفي ندوة نظمها مركز الإعاقة والقانون والسياسات في إيرلندا، وتحدث فيها كل من أبيغايل ريكاس ونيدهي غويال وسينايد بيركن، وتم بثها مباشرة عبر الصفحة الرئيسية لمركز الإعاقة والقانون والسياسات في يوتيوب، تحدث المجتمعون عن المعيقات والتحديات والفرص المتاحة والآليات التي يمكن أن تسمح بمشاركة ودمج الأشخاص المعوقين في مجالات الرياضة والثقافة والفن والترفيه.

واعتبرت أبيغايل ريكاس أن "تشعب الإعاقات يؤدي إلى صعوبة في وصول الأشخاص المعوقين على اختلاف إعاقاتهم إلى المشاركة في هذه المجالات الحيوية". ومن جهتها أشارت الناشطة الحقوقية نيدهي غويال إلى أن "صانعي السياسات ومقدمي الخدمات يعتبرون أن الثقافة والرياضة والفنون والترفيه مجالات من المرتبة الثانية، وليست مجالات حيوية تأتي في المرتبة الأولى فيما يتعلق بقضايا الإعاقة"، وأضافت "بالنسبة لصانعي السياسات ومقدمي الخدمات فإنهم يتبعون هرم ماسلو للحاجات معتبرين أن الأولوية تكون للحاجات الفيزيولوجية كالأكل والشرب والمسكن". بينما أوردت المدافعة الحقوقية وكاتبة قصص الأطفال سينياد بيركن في خطابها أن "من العوائق يأتي التنميط والأحكام المسبقة والإقصاء stigma، فإذا كنت شخص لديه إعاقة بصرية فإن أقصى ما يمكن إشراكه فيه هو الغناء. وإذا كنت شخص معوق حركيًا على الكرسي فإنك لا تستطيع أن تشارك في مباريات كرة القدم"، بحسب ما جاء في الندوة.

وضرب المجتمعون في خطاباتهم عشرات الأمثلة التي تمثل نقاط إيجابية وأخرى سلبية، وصوبوا نحو مكامن الخلل والنقص في كيفية إدارة هذه القضية كي لا يحرم الأشخاص المعوقون من حقوقهم في الاستمتاع بالأنشطة كسائر الناس، وأنهوا خطاباتهم بالقول "يجب العمل على إعادة تشكيل ليس فقط العقول وإنما القلوب في المجتمعات، فالقلوب، أي العاطفة، تعطي دافع للإرادة والنية والجهد".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجنس مقابل المياه.. قصة عن المهاجرات المحتجزات في مخيمات ليبيا

غضب في مصر عبر وسم "السيسي باع النيل" بعد إعلان إثيوبيا إتمام الملء الثاني