ألترا صوت - فريق التحرير
يطلّ عيد الأضحى هذا العام، في وقت تعيش فيه الشعوب العربية أزمات متعددة في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة، من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، إلى استمرار جائحة كوفيد -19، مرورًا بالحروب الداخلية، والخلافات الحادة بين الدول، وقيام بعضها بالتطبيع مع إسرائيل وتبادل السفارات معها، في غمرة عدوانها على قطاع غزة، وبالتزامن مع استمرار انتهاكات المحتل الإسرائيلي في القدس، ومحاولات تهجير الفلسطينيين المقدسين من بيوتهم بحجج واهية مختلفة، وقيامه بالنشاطات الاستفزازية داخل المسجد الأقصى وفي محيطه، فيما يمعن النظام السوري بمساعدة الروس بقصف المدنيين الأبرياء في إدلب، ولا يعطيهم أية هدنة حتى بمناسبة الأضحى.
استخدم الناشطون العرب وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن الحالة السيئة التي وصلت إليها بلدانهم والأمة العربية والإسلامية جمعاء، وكثرت التغريدات التي تشكو غياب مظاهر العيد لأسباب المختلفة
الناشطة سالي رشيد من لبنان قالت إن معظم الأطفال في لبنان لم يتمكنّوا هذا العام من شراء ثياب جديدة للعيد، وتمنّت من الأهل الميسورين الذين ابتاعوا الملابس الجديدة لأطفالهم، عدم التفاخر أمام الأطفال الفقراء احترامًا لمشاعرهم. علاء العبادي من العراق قال إن عيد الأضحى هذا العام في العراق تكلّل بالدماء، بعد التفجير الذي شهدته مدينة الصدر التي وصفها بمدينة الفقراء التي تدفع أثمان الصراعات السياسية في العراق.
أما الإعلامي في قناة الجزيرة عمار قصيرة، فقد دعا الّذين فقدوا فرصة تأدية مناسك الحج هذا العام، إلى الاستعاضة عنها بالطواف أمام بيوت الفقراء، حيث هناك الكثير من العائلات بدون أي دخل ولا تمتلك ثمن أضاحي العيد. ونشرت شبكة القدس الإخبارية مقطع فيديو لجنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يعتدون على فتيات فلسطينيات، ويحاولون إخلاء منطقة باب العامود من الفلسطينيين ليلة عيد الأضحى. وأكّد الناشط غازي بيدر أن أسواق غزة تشتكي من قلّة الزائرين ليلة الأضحى، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
الناشط جاهد من اليمن، قال إن الكثير من الموظفين في اليمن اليوم بلا رواتب وهم يتضوّرون جوعًا، والباطل لم يُرفع عنهم، ودعا إلى مساعدة الموظفين لتمكينهم من الاحتفال بالعيد، بينما أشار حساب "أسد ادلب" إلى وجود معتقلين في سجون الأسد، لا يعرفون حتى أن اليوم هو يوم عرفة، وأن غدًا الثلاثاء يصادف عيد الأضحى، وطلب بالدعاء لهم.
وذكر حساب "الراصد " أن روسيا وقوات الأسد ضربوا بعرض الحائط جميع مواثيق الأرض والسماء، وواصلوا مجازرهم بحق أهل إدلب ليلة العيد، كما عادتهم في ارتكاب المجازر في شهر رمضان وعيد الفطر، بدون إعطاء أية هدنة للسوريين.
الناشطة سلوى من لبنان، أشارت إلى المطلع الشهير لإحدى القصائد "عيد بأي حال عدت يا عيد " وقالت إن المتنبي كان يصوّر همومه يومها بعد هروبه من الملك كافور الأخشيدي، وسألت إن كان المتنبي عانى كما نعاني اليوم من غياب مصادر الطاقة، وجنون الأسعار وانقطاع الدواء من الأسواق في لبنان، فيما أشار الناشط حمدي الحربي من السعودية، إلى أن معظم الشباب السعودي يعجز اليوم عن توفير ثمن الأضحية بسبب الغلاء الفاحش، فيما تتقاعس المشيخة ومجمع الفتوى، عن إصدار فتوى تجيز للأخوة في البيت الواحد، الاكتفاء بأضحية واحدة.
اقرأ/ي أيضًا:
عيد الأضحى يحلّ على لبنان في زمن الانهيار والعتمة
تراجع حاد في أسواق أضاحي العيد أمام انهيار العملات في عدد من الدول العربية