29-أغسطس-2023
gettyimages

لم تعرف حتى الآن الطريقة التي خرج بها البرهان من مقر القيادة في الخرطوم متنقلًا إلى بورتسودان (Getty)

طرحت بعض الأوساط السياسية السودانية فكرة تشكيل حكومة طوارئ أو حكومة تصريف أعمال لإدارة شؤون البلاد في فترة الحرب الدائرة بين الجيش السوداني والدعم السريع. ويأتي ذلك في ظل جولة داخلية للبرهان وأخرى خارجية مرتقبة يزور خلالها مصر والسعودية والإمارات، وهي الأولى منذ اندلاع القتال منتصف شهر نيسان/ أبريل المنصرم.

وفي التفاصيل، دفعت جهات سودانية قائد الجيش البرهان لتشكيل حكومة تصريف أعمال أو حكومة طوارئ، وانقسمت الآراء بين مؤيد ورافض للفكرة.

دفعت جهات سودانية قائد الجيش البرهان لتشكيل حكومة تصريف أعمال أو حكومة طوارئ، وانقسمت الآراء بين مؤيد ورافض للفكرة

مع الإشارة إلى أنّ السودان يشهد فراغًا دستوريًا في السلطة، منذ نحو عام إثر الانقلاب الذي نفذه البرهان وحميدتي ضدّ حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. قبل أن تضطرب العلاقات بين الطرفين المسلحين وتقفز إلى الواجهة وتتطور إلى اندلاع حرب منتصف نيسان/أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وبسبب ظروف الحرب وعدم الحسم انتقلت الحكومة السودانية إلى مدينة بورت سودان الواقعة على ساحل البحر الأحمر، بينما بقيت قيادة الجيش بزعامة البرهان داخل مقر قيادة الجيش بوسط الخرطوم.

بودكاست مسموعة

وينطلق الداعمون لتشكيل حكومة طوارئ انتقالية تتكون من عسكريين ومدنيين، من منطلقين، الأول منهما: سد الفراغ التنفيذي، والثاني التصدي لتدهور الخدمات والأوضاع المعيشية، حيث شهد القطاع الصحي والكهرباء أزمة في توفيرها، كما عجزت الدولة عن صرف رواتب الموظفين، منذ نيسان/أبريل الماضي.

في حين ترى أطراف أخرى، بينها قوى التغيير، أن الأولوية هي وقف الحرب.

يشار إلى أنّ ضغوطات تمارس على البرهان لتشكيل حكومة جديدة تحت مسمى حكومة طوارئ أو تصريف أعمال، ووصلت تلك الضغوط إلى حد "مطالبته بتعيين ولاة عسكريين للولايات".

في الأثناء توجه عبد الفتاح البرهان، بخطاب عام الأمس الإثنين، ضمن فعاليات جولته الداخلية التي انطلقت من مقر قيادة الجيش مرورا بمدينة أم درمان وعطبرة والدامر، وصولًا إلى بورتسودان العاصمة الإدارية للسودان حاليًا، حيث يستعد للانطلاق منها في جولة خارجية تنطلق من القاهرة.

وبالعودة للخطاب، قال البرهان "إن العملية العسكرية التي شاركت فيها قوات بحرية وجوية مكنته من مغادرة مقر الجيش بالعاصمة الخرطوم بأمان"، معلنًا أن "شخصين قُتلا في العملية".

حيث تنتشر عناصر الدعم السريع بشكل واسع على المسافة بين الخرطوم وأم درمان، وتسيطر على عدد من الكباري والجسور الرابطة بين المدينتين، فضلًا عن أنها تحاصر مقر القيادة العسكرية بالخرطوم.

ولم تعرف حتى الآن الطريقة التي خرج بها البرهان من مقر القيادة في الخرطوم متنقلًا إلى بورتسودان. لكنّ البرهان أكّد في خطابه أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق "مع الخونة أو مع أي جهة خارج الشعب السوداني لتسهيل مغادرته العاصمة"، وفق قوله.

ونوّه البرهان بأن هذه الحرب بدأت بكذبة أن الجيش "فلول وكيزان"، مؤكدًا أنهم سيقاتلون حتى آخر جندي.

زكي وزكية الصناعي

وأعرب البرهان عن مواساته للمواطنين في "ما أصابهم من تشرد وفي النهب الذي تعرضت له بيوتهم". وقال البرهان: "نعمل على تنظيم الجيش وترتيبه وإعادة تموضعه في المناطق التي تمكنه من إنهاء التمرد"، مضيفًا "هذه الحرب ستنتهي بانتصار القوات المسلحة، وسيكون لنا كلام بعدها".

في الأثناء أعلن قائد الدعم السريع حميدتي عن مبادرة جديدة الأحد الماضي لاستئناف محادثات السلام بين الجانبين.

لم تعرف حتى الآن الطريقة التي خرج بها البرهان من مقر القيادة في الخرطوم متنقلًا إلى بورتسودان

وتدعو الخطة التي تتألف من 10 نقاط والتي تحمل عنوان "ولادة السودان من جديد" إلى وقف دائم لإطلاق النار وإجراء انتخابات ديمقراطية وتشكيل جيش موحد ونظام فيدرالي.

وأدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مقتل آلاف المدنيين، إلى جانب فرار أكثر من (4.5) مليون شخص من ديارهم وفقًا لتقارير الأمم المتحدة التي حذرت من استمرار  "المعدلات المقلقة" للنزوح في السودان.