21-أغسطس-2023
gettyimages

القتال يتواصل في مدن العاصمة السودانية مع استخدام الطائرات المُسيّرة فيه (Getty)

شهدت مدن العاصمة السودانية الثلاثة معارك تعتبر هي الأعنف منذ بداية القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع، مع تواصل المعارك في مدينتي نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، والفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، فيما حشد الدعم السريع، قواته خارج مدينة النهود الواقعة شمال ولاية كردفان.

واندلعت معارك في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، حيث استعملت الأسلحة الثقيلة، وسلاح المسيّرات.

قالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسل: إن الوضع في السودان يخرج عن السيطرة

وفي محيط معسكر "سلاح المدرعات" جنوبي العاصمة، شاركت مُسيّرات الجيش السوداني، في قصف مواقع الدعم السريع، ووفقًا لشهود، تشهد أحياء الشجرة، والرميلة، وجبرة والصحافة، والسلمة، وسوبا القريبة من المعسكر، ترديًا خطيرًا للأوضاع الإنسانية، بسبب قطع خدمات الكهرباء والمياه، الناتج عن استمرار الاشتباكات في المنطقة.

وفي أم درمان، قصف الجيش السوداني، بالمدفعية والطائرات المُسيّرة مواقع الدعم السريع، في غرب ووسط المدينة، حيث دارت اشتباكات بأسلحة مختلفة بين الطرفين، وتركزت الاشتباكات في محيط معسكر "سلاح المهندسين"، إذ تمكنت قوات العمل الخاص في الجيش السوداني من دحر أفراد الدعم السريع من المنطقة، والقيام بعمليات تمشيط واسعة.

بودكاست مسموعة

وأصدر الجيش السوداني بيانًا، أكد فيه صد الهجوم على معسكر "سلاح المدرعات" ومجمع "الذخيرة"، وتكبيد القوات المهاجمة خسائر في الأرواح والعتاد، وأشار البيان إلى مواصلة قوات العمل الخاص، تمشيط المنطقة.

هروب جماعي من نيالا

وفي مدينة نيالا، اتهمت قوات الدعم السريع، أفراد الفرقة "16" بالجيش السوداني، بنهب فرع البنك المركزي، وكافة أفرع البنوك في الولاية.

بالإضافة لعمليات نهب واسعة بالمدينة طالت ممتلكات المواطنين، كما اتهم الدعم السريع، الفرقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من عبر عمليات قصف عشوائي طالت المناطق المأهولة بالسكان في أرجاء المدينة.

وتحدث الفارون من المدينة، عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، جراء الاشتباكات المستمرة في أغلب أحياء نيالا، وهو ما تسبب في موجة نزوح واسعة خارج المدينة.

ثلاث قوى تتصارع في المدينة 

ويشترك في الصراع حول الولاية، قوات الدعم السريع التي تسيطر على مدينة مدينة الدبيبات الاستراتيجية، والتي تربط جنوب كردفان ببقية مدن السودان عبر شبكة من الطرق والسكك الحديدية، فيما يحاول الجيش السوداني إغلاق الطرق التي تربط كادغلي، والدلنج في محاولة لمنع  تقدم الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بالولاية.

وتحاول الحركة الشعبية السيطرة على ولاية غرب كردفان منذ الشهر الماضي، وتنشط عدة ميليشيات وحركات مسلحة في المناطق الجنوبية والغربية المضطربة في السودان.

ويثير تقدم الحركة الشعبية لتحرير السودان المخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق.

زكي وزكية الصناعي

واستولت الحركة  على حوالي 10 قواعد عسكرية للجيش السوداني حول بلدات كادغلي والدلنج، دون أن تواجه مقاومة تذكر، ووفقًا لمصادر بالولاية، وسعت الحركة الشعبية من سيطرتها في الولاية لتصل إلى   60%.

انقطاع واسع للكهرباء ووضع إنساني صعب

إلى ذلك، قالت الهيئة القومية للكهرباء في بيان، إن "مساحات شاسعة في البلاد تعاني من انقطاع التيار منذ يوم الأحد، ترافق معه توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل". 

قالت الهيئة القومية للكهرباء في بيان، إن "مساحات شاسعة في البلاد تعاني من انقطاع التيار منذ يوم الأحد، ترافق معه توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل"

وتشهد مناطق الاشتباكات في العاصمة الخرطوم وباقي المدن السودانية، انقطاعًا متزايدًا للكهرباء والمياه، فيما تستمر عمليات النهب على نطاق واسع.

على الصعيد الإنساني، قالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسل: إن الوضع في السودان يخرج عن السيطرة، وأضافت  "الكثير من القتلى لم يتم جمع رفاتهم، أو التعرف عليهم أو دفنهم".