16-أغسطس-2023
السودان

يعاني ملايين السودانيين الذين لم يغادروا مساكنهم في الخرطوم ومدن عدة بمنطقتي دارفور وكردفان من عمليات نهب على نطاق واسع وانقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتصالات والمياه (ألترا صوت)

تتأزم الأوضاع الانسانية يومًا بعد آخر بسبب استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أربعة أشهر، وفي هذا الصدد أعلنت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء عن خروج الوضع في السودان عن السيطرة. 

وكشفت إحصائيات المنظمة الأممية أن ما يزيد على مليون شخص فروا من البلاد إلى الدول المجاورة، فيما قدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد النازحين داخل السودان بثلاثة ملايين و433 ألفًا و25 شخصًا. وفوق ذلك كشف آخر تحديث للأمم المتحدة عن الوضع الإنساني في السودان عن معاناة المواطنين في الداخل من نفاد الغذاء ويموت بعضهم بسبب غياب الرعاية الصحية.

قالت إليزابيث ثروسل المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في إفادة في جنيف: "كثير من القتلى لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم"

ووفقًا لوكالة رويترز فقد تسبب الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إلحاق دمار كبير بالعاصمة السودانية الخرطوم، كما قاد الصراع إلى حدوث هجمات بدوافع عرقية في دارفور، الأمر الذي يهدد بإدخال السودان في حرب أهلية طويلة الأمد وزعزعة استقرار المنطقة، وهو سيناريو كارثي إن لم يتوصل الفرقاء السودانيين مدفوعين بإرادة دولية وإقليمية قوية إلى تسوية تُنهي الصراع.

أمن غذائي منعدم وشبح مجاعة

قالت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك صادر أمس الثلاثاء، إن: "الوقت ينفد أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم"، وأضاف بيان الوكالات الأممية أن "الإمدادات الطبية شحيحة" وبالمجمل توصّلت الوكالات الأممية إلى نتيجة مفادها أن "الوضع يخرج عن السيطرة"، في ظلّ اكتفاء الدول الفاعلة بالتّفرّج.

بودكاست مسموعة

وازداد الطين بلّة بإعلان الهيئة القومية للكهرباء في بيان لها "أنّ مساحات شاسعة في البلاد تعاني من انقطاع التيار منذ يوم الأحد 13 آب/أغسطس الجاري، وترافق معه أيضاً توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل".

ملايين النازحين واللاجئين 

وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تحديث أسبوعي، إن الحرب تسببت في فرار مليون و17 ألفًا و449 شخصًا من السودان إلى الدول المجاورة التي يعاني الكثير منها بالفعل من تأثير الصراعات أو الأزمات الاقتصادية، في حين يُقدر عدد النازحين داخل السودان بثلاثة ملايين و433 ألفًا و25 شخصًا.

ونبّهت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأمطار الموسمية، التي تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، دمرت منازل ما يصل إلى 13500 شخص أو ألحقت أضرارًا بها.

واقعٌ متردٍّ في مدن السودان الكبرى

يعاني ملايين السودانيين الذين لم يغادروا مساكنهم في الخرطوم ومدن عدة بمنطقتي دارفور وكردفان من عمليات نهب على نطاق واسع وانقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتصالات والمياه.

وفي مشهد مؤلم قالت إليزابيث ثروسل المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في إفادة في جنيف: "كثير من القتلى لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم". مضيفةً أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى "مقتل ما يزيد على أربعة آلاف شخص".

في الأثناء، قالت ليلى بكر المسؤولة في صندوق الأمم المتحدة للسكان إن التقارير حول الانتهاكات الجنسية زادت بمعدل 50% منذ اندلاع الصراع قبل 4 أشهر من الآن.

في الأثناء أشارت أكثر من منظمة إنسانية إلى صعوبات في تقديم الإغاثة بسبب انعدام الأمن والنهب والعقبات الإدارية.

زكي وزكية الصناعي

اتهامات متبادلة

أمام هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه السودان واصل طرفا الصراع تبادل الاتهامات، حيث اتهم قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في كلمة ألقاها مطلع الأسبوع الجاري قوات الدعم السريع "بالسعي إلى إعادة البلاد لعصر ما قبل الدولة الحديثة وارتكاب كل جريمة يمكن تخيلها".

وردًّا على كلمة البرهان اتهمت قوات الدعم السريع في المقابل الجيش السوداني "بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالكامل بتوجيه من الموالين للرئيس السابق عمر البشير".

قالت ليلى بكر المسؤولة في صندوق الأمم المتحدة للسكان إن التقارير حول الانتهاكات الجنسية زادت بمعدل 50% منذ اندلاع الصراع قبل 4 أشهر من الآن

وفيما اعتبره بعض المحللين تخفيفًا محتملاً لموقف الجيش من الصراع، قال نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار "في نهاية اليوم، ستنتهي هذه الحرب على طاولة مفاوضات"، مستشهدًا بالمصاعب التي تحملها أهالي السودان.

وأضاف عقار أن الظروف اقتضت تشكيل حكومة تصريف أعمال لتقديم الخدمات وإعادة البناء.