19-ديسمبر-2023
بايدن والحرب على غزة

صورة إسرائيل أصبحت "أسوأ"، وفق الاستطلاع، إذ يقول ما يقرب من النصف أن إسرائيل تقتل المدنيين عمدًا (Getty)

تظهر استطلاعات الرأي الأمريكية، رفضًا واسع النطاق لإدارة الرئيس الأمريكي بايدن في تعاملها مع ملف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبحسب استطلاع نفذته صحيفة "نيويورك تايمز": "لا يوافق الناخبون على نطاق واسع على الطريقة التي يتعامل بها الرئيس بايدن مع الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد وجد أن الأمريكيين الأصغر سنًا أكثر انتقادًا بكثير من الناخبين الأكبر سنًا لكل من سلوك إسرائيل واستجابة الإدارة الأمريكية للحرب في غزة".

المجموعة الانتخابية التي تتراوح أعمارها بين 18 و29 عامًا، وهم تقليديًا من الفئة الديموغرافية ذات الأغلبية الديمقراطية، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباعهم لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع الحرب على غزة

وتقول الصحيفة الأمريكية: "تحمل نتائج الاستطلاع إشارات ليس فقط لبايدن مع دخوله عام إعادة انتخابه عام 2024، ولكن أيضًا للعلاقات طويلة الأمد بين إسرائيل وأقوى متبرع لها، الولايات المتحدة".

وتضيف: "تُظهر وجهات النظر المنقسمة حول الصراع بين مجموعات الناخبين الديمقراطيين التقليدية الصعوبة المستمرة التي يواجهها بايدن في الحفاظ على تماسك الائتلاف الذي بناه في عام 2020، وهو تحدٍ من المرجح أن يستمر حتى مع تزايد المؤشرات الاقتصادية الإيجابية ودوامة المشاكل القانونية حول مرشحه المتوقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

وفي التفاصيل، تشير "نيويورك تايمز" إلى أن المجموعة الانتخابية التي تتراوح أعمارها بين 18 و29 عامًا، وهم تقليديًا من الفئة الديموغرافية ذات الأغلبية الديمقراطية، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباعهم لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع الصراع في غزة.

أمّا عن مستقبل العدوان، فإن 44% يعتقدون أنه يتعين على إسرائيل وقف حملتها العسكرية للحماية من الخسائر في صفوف المدنيين. ورأى 39% مسارًا معاكسًا، بالقول: "يجب على إسرائيل مواصلة حملتها العسكرية حتى لو كان ذلك يعني ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة".

ولكن صورة إسرائيل أصبحت "أسوأ"، وفق الاستطلاع، إذ يقول ما يقرب من النصف أن إسرائيل تقتل المدنيين عمدًا. وما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين أن إسرائيل لا تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، وتعارض الأغلبية تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية لإسرائيل.

وفي المقابل، يتبنى جمهور الناخبين الأوسع وجهة نظر أكثر تأييدًا لإسرائيل، مما يشير إلى أن مشاكل صورة إسرائيل في نظر الناخبين الأميركيين ستكون أكثر حدة في الأفق السياسي. ومع ذلك، قال 48% من جميع الناخبين الذين شملهم الاستطلاع إنهم يعتقدون أن إسرائيل لا تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة.

ويتحدث الاستطلاع، عن أن  الذين عرفوا بأنهم مستخدمون منتظمون لـ TikTok كانوا الأكثر إصرارًا في انتقاداتهم.

getty

الانقسامات على إسرائيل قادمة

قال 76% من الجمهوريين إنهم يتعاطفون مع إسرائيل. أمّا بين المسيحيين الإنجيليين البيض، الذين يقع تركيزهم اللاهوتي على إسرائيل في قلب الدعم الذي لا جدال فيه من الحزب الجمهوري، فإن التعاطف مع إسرائيل أعلى من ذلك، حيث يصل إلى 80%. ولا يظهر الديمقراطيون مثل هذا الإجماع: قال 31% إنهم يتعاطفون أكثر مع إسرائيل، و34% مع الفلسطينيين، و16% قالوا إنهم يتعاطفون مع كليهما.

وكان الناخبون الأكبر سنًا أكثر تعاطفًا مع بايدن. إذ يوافق 52% من الناخبين المسجلين الذين يبلغون من العمر 65 عامًا فما فوق على تصرفات بايدن بشأن إسرائيل، أي أكثر بـ 12 نقطة مئوية من أولئك الذين لا يوافقون على ذلك.

وتقول نيويورك تايمز: "لا تزال إسرائيل تحتفظ بولاءات في الولايات المتحدة. لكن مستقبل مثل هذه المشاعر غير واضح. ومن بين الناخبين الشباب، فإن 46% يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، مقابل 27% يؤيدون إسرائيل".

وقال 28% فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، إن إسرائيل مهتمة جديًا بالتوصل إلى حل سلمي للصراع الأوسع؛ وقال نصفهم أن الفلسطينيين كذلك، وكان لدى الناخبين الأكبر سنا ثقة أكبر في نوايا إسرائيل وأقل ثقة في نوايا الفلسطينيين.

بايدن قلق

ووفق صحيفة "واشنطن بوست" فإن بايدن أظهر قلقًا من أرقام الاستطلاعات المنخفضة التي يحصل عليها، وقال لمجموعة من العاملين معه، إن "أرقام استطلاعاته منخفضة بشكل غير مقبول وأراد أن يعرف ما الذي يفعله فريقه وحملته حيال ذلك. واشتكى من أن رسالته الاقتصادية لم تفعل الكثير لتحريك الحالة، حتى مع نمو الاقتصاد وانخفاض البطالة".

تقول نيويورك تايمز: "لا تزال إسرائيل تحتفظ بولاءات في الولايات المتحدة. لكن مستقبل مثل هذه المشاعر غير واضح. ومن بين الناخبين الشباب، فإن 46% يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، مقابل 27% يؤيدون إسرائيل"

وتضيف الصحيفة الأمريكية: "على مدى أشهر، أخبر بايدن وزوجته جيل بايدن مساعديه وأصدقائه أنهما يشعران بالإحباط بسبب انخفاض نسبة تأييده واستطلاعات الرأي التي تظهر أنه يتخلف عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري، وفي الأسابيع الأخيرة، شعروا بالاستياء لأنهم لم يحرزوا المزيد من التقدم".

وتستمر معظم استطلاعات الرأي في إظهار أن بايدن يتخلف عن ترامب على المستوى الوطني، والأهم من ذلك، في الولايات الحاسمة الرئيسية. إن تراكم استطلاعات الرأي المثيرة للقلق لصالح بايدن جعل من الصعب على الديمقراطيين رفضها.