18-نوفمبر-2022
gettyimages

من التظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران في شهر أيلول/ سبتمبر |gettyimages

بعد مرور أكثر من 60 يومًا على اندلاعها في إيران، لم تَخمد جذوة الاحتجاجات مع مرور الوقت، كما لم يُفلح القمع الذي واجهت به الشرطة الإيرانية المتظاهرين في ثنيِ المحتجّين عن النزول إلى الشارع في مظاهرات شملت عدة مدن إيرانية لليوم الثالث على التوالي استجابةً لدعوة أطلقها نشطاء "للاحتجاج والإضراب عن العمل طيلة ثلاثة أيام" بدأت من يوم 15 شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري وتبلغ ذروتها يوم 17 من نفس الشهر ، وتزامنت الموجة الحالية للاحتجاجات مع ذكرى احتجاجات 2019 التي اندلعت على خلفية رفع السلطات لأسعار الوقود والتي شهدت حملة قمع دامية.

بعد مرور أكثر من 60 يومًا على اندلاع الاحتجاجات في إيران، لم تَخمد جذوة الاحتجاجات فيها مع مرور الوقت

ومنحت الدعوة  لإحياء ذكرى قتلى احتجاجات 2019 زخمًا جديدًا للاحتجاجات الجارية في إيران منذ نحو شهرين على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني، إثر توقيفها 3 أيام من جانب شرطة الأخلاق بدعوى إخلالها ورفيقاتها بقواعد اللباس في شوارع إيران.

وشملت خارطة الاحتجاجات الجارية منذ يوم الثلاثاء 15 تشرين الثاني/نوفمبر  عدة مدن إيرانية بينها العاصمة طهران ومدن كرمان ومهاباد ورشت وشيراز ويزد والأهواز وأصفهان ومشهد وتبريز، بحسب ما تناقلته كاميرات المحتجين والمقاطع المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

getty

وانطلقت الاحتجاجات من نقاط مختلفة وسط كل مدينة، ففي النداء الذي نشره منظمو الاحتجاجات أعلنوا أنهم "سيبدؤون من المدارس الثانوية والجامعات والأسواق وسيواصلون التجمعات التي تركز على الأحياء للانتقال إلى الساحات الرئيسية في المدن". وإثر تلك النداءات ونزول المحتجين، ذكرت مصادر إيرانية مختلفة، أن "المتاجر في البازار الكبير الشهير في طهران أغلقت أبوابها وكذلك في مدن كرمان ومهاباد ورشت وشيراز ويزد".

وخلال الاحتجاجات الجديدة رفعت شعارات مختلفة من طرف المتظاهرين من بينها شعار "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن جمعية هنكاو لحقوق الإنسان ومقرها أوسلو، أن "الإضراب عن العمل سُجّل في معظم أنحاء إقليم كردستان، مسقط رأس الشابة مهسا أميني، في غرب إيران، ومن بينها بانيه وديفاندريه وكامياران وماريفان ومدينة سنندج". وجابهت الشرطة المحتجين بالقمع مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى خاصةً في مدينة إيذه بمحافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، وكذلك في مدينة أصفهان وسط البلاد.

وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية، بينها وكالة فارس للأنباء، ادعت أن الاحتجاجات في طهران وأصفهان وإيذه تتجه إلى مرحلة مسلحة، متهمة "الانفصاليين" بالعمل على جر البلاد إلى "حرب أهلية"، وهو ما اعتبره نشطاء معارضون تمهيدًا لاستخدام العنف المميت ضد المتظاهرين ثم إلقاء التهم على الانفصاليين أو طرف ثالث دأبت السلطات الإيرانية على اتهامه بإشعال نار الفتنة.

وحكمت محكمة الثورة في طهران على 3 أشخاص بالإعدام على خلفية الاحتجاجات الحالية وفقًا لما نقلته وكالة الأناضول أمس الأربعاء، واتهمت المحكمة الإيرانية أحدهم بدهس عناصر شرطة بسيارته ما تسبب في مقتل أحدهم، فيما أدين الثاني "بإلحاق أضرارٍ بممتلكات عامة، وزعزعة الأمن"، أما الثالث فتهمته "شن الحرب على الدولة".

حكمت محكمة الثورة في طهران على 3 أشخاص بالإعدام على خلفية الاحتجاجات الحالية

وبهذا الحكم الجديد يكون عدد المحكوم عليهم بالإعدام من طرف القضاء الإيراني ممن شاركوا في الاحتجاجات المندلعة منذ شهرين 5 أشخاص حتى الآن. ويشار إلى أن مصادر إيرانية أكّدت أن "محاكمة المتمردين ومن يخل بالنظام العام مستمرة" في إشارة إلى المشاركين في الاحتجاجات.