24-أكتوبر-2022
احتجاجات مستمرة في إيران والنظام يواصل سياسة الإنكار (Getty)

احتجاجات مستمرة في إيران والنظام يواصل سياسة الإنكار (Getty)

دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها السادس استنكارًا لمقتل الشابة مهسا أميني بعد تعرضها للضرب في أحد مراكز الاحتجاز من قبل أفراد يتبعون لـ"شرطة الأخلاق" الإيرانية. فقد خرجت مظاهرات في مدينة زاهدان جنوب شرقي إيران التي تشهد توترًا عاليًا بعد ثلاثة أسابيع من مقتل العشرات في المدينة خلال احتجاجات ما أسموها بـ "الجمعة الدامية"، وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خروج متظاهرين في شوارع مدينة زاهدان، رددوا هتافات "الموت للديكتاتور"، و"الموت للباسيج".

دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها السادس استنكارًا لمقتل الشابة مهسا أميني بعد تعرضها للضرب في أحد مراكز الاحتجاز من قبل أفراد يتبعون لـ"شرطة الأخلاق"

يذكر أن احتجاجات شهدتها المدينة قبل ثلاثة أسابيع تسببت بمقتل العشرات من المتظاهرين، وبحسب بيان لمنظمة العفو الدولية فإن قوات الأمن الايرانية "قتلت 66 على الأقل في حملة قمع أعقبت صلاة الجمعة في زاهدان يوم 30 أيلول/ سبتمبر"، إلا أن وسائل إعلام رسمية ألقت باللوم في أحداث العنف على "مسلحين مجهولين فتحوا النار على مركز للشرطة، مما دفع قوات الأمن إلى الرد بإطلاق النار".

من جهته اتهم الحرس الثوري الإيراني شيخًا سنيًا بارزًا بـ "التحريض على الجمهورية الإسلامية"، وحذره في بيان مقتضب على موقع "سباه نيوز" الإخباري الرسمي للحرس الثوري بأن "تشجيع الشباب وتحريضهم ضد جمهورية إيران الإسلامية المقدسة قد يكلفك ثمنًا باهظًا، هذا هو التحذير الأخير". وكان الشيخ السني البارز في مدينة زاهدان مولوي عبد الحميد، قد قال خلال خطبة يوم الجمعة، إن "مسؤولين من بينهم خامنئي، مسؤولون أمام الله عن القتلى الذين سقطوا يوم 30 أيلول/ سبتمبر الماضي"، ووصف قتلهم بأنه مذبحة، قائلًا إن "الرصاص أطلق على الرؤوس والصدور".

هذا وشهد عدد من المدن الإيرانية الأخرى، من بينها مدن سنندج وأراك، ومهاباد غربي البلاد، ومدينة دزفول في الجنوب الغربي، تجمعات ليلية رفع خلالها المحتجون شعارات مناهضة للنظام، في حين لبى طلاب الجامعات الإيرانية الدعوات للخروج احتجاجًا على اعتقال الأمن طلابًا جامعيين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات. ورفع الطلاب شعارات مناوئة للحكومة، كما رفعوا شعارات مؤيدة لحقوق المرأة، في حين ردت قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، واشتبك الطلاب مع قوات الباسيج داخل حرم جامعة "شريف" الصناعية.

وعم الإضراب عددًا من المدن الايرانية، وشارك فيه تجار وعمال مصانع، في إطار الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وتجمع عشرات العمال أمام مصنع شوكولا في مدينة تبريز عاصمة إقليم أذربيجان شرقي البلاد. كما دعت إحدى نقابات المعلمين إلى اعتصام وطني يومي الأحد والاثنين، للتنديد بحملة "القمع التي أودت بحياة 23 طفلًا على الأقل"، بحسب بيانات لمنظمات حقوقية دولية. فقد أصدر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين بيانًا قال فيه إن "الاعتصام سيكون ردًا على القمع المنهجي الذي تمارسه القوات الأمنية في المدارس". وذكر البيان أسماء أربعة مراهقين قال "إنهم قُتلوا خلال حملة القمع، وهم نيكا شاهكرامي، وسارينا إسماعيل زاده، وأبو الفضل أدين زاده، وأسرا بناهي"، كما أشار إلى توقيف عدد كبير من المعلمين.

من جانبه، استمر النظام الإيراني بالتعامل مع الاحتجاجات باعتبارها تدخلات خارجية. وتحدث وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني محمد مهدي إسماعيلي عن أن بلاده هي "ضحية للمعلومات المضللة والتشويهات والأكاذيب في وسائل الإعلام". وأضاف إسماعيلي خلال تصريح لوكالة "الأناضول" التركية: "لقد حولوا قضية طبيعية تمامًا إلى ذريعة لخلق مناخ إعلامي قاس ضد إيران". ودعا الوزير الإيراني خلال مشاركته في اجتماع لوزراء الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي بمدينة إسطنبول إلى "التضامن بين دول المنظمة"، قائلًا إن "الدول الإسلامية يجب أن تقف إلى جانب بعضها"، محذرًا من أن "أي دولة أخرى يمكن أن تواجه هذه المشكلة غدًا".

خارجيًا، انطلقت في عدد من العواصم الغربية مظاهرات مؤيدة للاحتجاجات في إيران. ففي ألمانيا، احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة برلين، معلنين عن تضامنهم مع المناهضين للحكومة الإيرانية، ورفعوا الأعلام الإيرانية، ولافتات كتب عليها "إيران حرة"، و"لا للديكتاتورية"، و"المرأة، الحياة، الحرية"، و"تسقط الحكومة الثيوقراطية".

كما شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن ومدن أمريكية أخرى مظاهرات دعمًا للمحتجين في داخل إيران شارك فيها أمريكيون من أصول إيرانية وإيرانيون مقيمون في الولايات المتحدة، منددين بالتعامل القاسي لقوات الأمن مع المتظاهرين واعتقالهم وقتل عدد منهم.

شهد عدد من المدن الإيرانية، من بينها مدن سنندج وأراك، ومهاباد غربي البلاد، ومدينة دزفول في الجنوب الغربي، تجمعات ليلية رفع خلالها المحتجون شعارات مناهضة للنظام

كما شهدت مدن سيدني وملبورن في أستراليا، وتورنتو ومونتريال في كندا، مظاهرات نظمها إيرانيون مقيمون في تلك المدن تضامنًا مع المحتجين. وأدت حملات القمع ضد الاحتجاجات التي تعد الأوسع في إيران إلى مقتل العشرات بينهم أطفال، وفق تقديرات لمنظمة حقوقية إيرانية متواجدة في الخارج.