17-نوفمبر-2022
gettyimages

احتجاجات على الدعم الإيراني لروسيا في حربها على أوكرانيا | gettyimages

تتابعت إعلانات العقوبات الغربية والأمريكية على إيران خلال اليومين الماضيين بسبب انخراط طهران في الحرب الروسية على أوكرانيا عبر تزويد موسكو بالطائرات المُسيّرة لاستخدامها في الحرب على كييف. وفي هذا الصدد نقلت وكالة رويترز عن الخارجية الكندية في بيان لها صادر، يوم الأربعاء 16 تشرين الثاني/نوفمبر، أنها فرضت عقوبات جديدة على طهران، استهدفت أفرادا وشركات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان من جهة وتزويد روسيا بطائرات مُسيّرة لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا من جهة ثانية.

تتابعت إعلانات العقوبات الغربية والأمريكية على إيران خلال اليومين الماضيين بسبب انخراط طهران في الحرب الروسية على أوكرانيا

وتعد هذه الحزمة من العقوبات الكندية هي الخامسة التي تفرض من طرف كندا على إيران العام الحالي. في ذات الاتجاه فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الثلاثاء، حزمة عقوبات جديدة على شركات إيرانية على صلة بصناعة الطيران، والسبب مساعدة تلك الكيانات الإيرانية لروسيا في حربها على أوكرانيا. والقاسم المشترك في العقوبات، هو الطائرات الإيرانية المُسيّرة التي اشتكت منها أوكرانيا واعترفت إيران مؤخرًا بأنها زودت روسيا بها، بعد فترة من إنكارها.

إصرار أوكراني على الاتهام.. واعتراف إيراني

منذ شهرين تقريبا تزايدت الاتهامات الأوكرانية لإيران بتزويد روسيا بالطائرات المُسيّرة، فيما استمرت طهران بنفي تلك الاتهامات ويؤيدها في ذلك موسكو التي أكد الناطق باسم الكرملين فيها دميتري بيسكوف أن "لا معلومات لديه حول استخدام الجيش الروسي طائرات مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا". لكن مع تأكيد الاتحاد الأوروبي أنه  جمع "أدلة كافية" على تزويد طهران لروسيا بطائرات مُسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا، وتأكيد كييف أن بحوزتها أدلة على استعانة روسيا بمدربين إيرانيين على تشغيل طائرات بدون طيار استخدمت لضرب أهداف مدنية في أنحاء البلاد، دفع ذلك كلّه إيران إلى الاعتراف بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا، في أول اعتراف رسمي من الحكومة الإيرانية بالتهم الموجهة إليها في هذا الشأن، قائلةً إنها "زودت روسيا بطائرات مسيرة"، مشيرةً إلى أنها "أرسلتها قبل أشهر قليلة من بدء هجوم القوات الروسية على أوكرانيا في 24 من شباط/فبراير 2022".

وبحسب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، "تم إرسال عدد صغير من الطائرات المُسيّرة إلى روسيا قبل أشهر قليلة من غزو القوات الروسية لأوكرانيا"، مضيفًا أنه بعد ذلك التاريخ لم ترسل بلاده أي طائرات أخرى مُسيّرة إلى موسكو. علما بأنه في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي نقلت مصادر مختلفة عن مسؤولين إيرانيين قولهم "إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض أرض، بالإضافة إلى المزيد من الطائرات المسيرة".

ولعبت الطائرات المُسيّرة الإيرانية دورًا مؤثرًا لصالح روسيا في الفترة القليلة الماضية لا سيما في استهداف محطات الطاقة والسدود والبنية التحتية المدنية حسب الجهات الرسمية في أوكرانيا.

ويدور الحديث عن طرازين من الطائرات المُسيّرة الإيرانية المُستخدمة في أوكرانيا. والطراز الأول هو طائرة "شاهد 136" البالغ طولها 3,5 متر، وطول جناحيها 2,5 متر وتزن حوالي 200 كيلوغرام، وتتراوح قيمتها بين 20 و50 ألف دولار. وهذا الطراز، حسب الأوكرانيين، هو الأكثر استخدامًا من طرف الروس لضرب أهداف حيوية في المدن الأوكرانية مثل محطات توليد الكهرباء والمياه ومحطات تحويل الطاقة الكهربائية في الآونة الأخيرة.

أمّا الطراز الثاني فهو من نوع "طائرة مهاجر 6" التي تستخدم في مهام المراقبة والاستطلاع والتصوير والهجوم، ووزن هذه المسيرة 600 كيلو غرام وقادرة على البقاء في الجو لمدة 12 ساعة، وتحلق على ارتفاع حتى 5400 متر وسرعتها القصوى 200 كم، ومجهزة بكاميرا حرارية وبصرية وتحمل 4 قنابل ذكية دقيقة.

تفاصيل العقوبات الجديدة

شملت العقوبات الأمريكية والكندية الأخيرة أفرادًا وشركات إيرانية على صلة بصناعة المسيرات الإيرانية، وبحسب بيان وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على الشركات "المشاركة في إنتاج أو نقل الطائرات من دون طيار الإيرانية إلى روسيا، التي استخدمتها روسيا في هجمات مُدمرة ضد البنية التحتية المدنية في أوكرانيا"

ومن بين الهياكل المشمولة بالعقوبات "مركز شاهد لأبحاث صناعات الطيران"، وهو الشركة المسؤولة عن تصميم وإنتاج طائرات "شاهد" التي تستخدمها القوات الروسية في أوكرانيا. وشركات أخرى عملت على تسليم المُسيّرات إلى روسيا. ومن المتوقع أن تتوالى العقوبات من دول غربية أخرى على غرار بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

 أجزاء إسرائيلية في المُسيّرات الإيرانية؟

أظهرت تقارير استخبارية أجرتها أمريكا واليابان ودول غربية أخرى، أن أجزاءً تتواجد في الطائرات المُسيّرة الإيرانية، تتماثل مع أجهزة تنتجها شركات إسرائيلية أمنية، بحسب تحليلات أجرتها هذه الدول على أجزاءٍ من المُسيّرات التي تم إسقاطها في أوكرانيا، بحسب ما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال.

وذكر التقرير أن 75% من مكونات الطائرات الإيرانية تم إنتاجها في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ألمانيا والصين، وذلك بحسب نماذج وصلت من ساحات الحرب الروسية على أوكرانيا، من بينها طائرة مهاجر-6 التي تم اختراقها في الجو والحصول عليها سليمة.

75% من مكونات الطائرات الإيرانية تم إنتاجها في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ألمانيا والصين

وأشارت وول ستريت جورنال، إلى أن إيران استخدمت أجهزة مماثلة لتلك التي تنتجها شركة Ophir Optronics Solutions Ltd الإسرائيلية. والتي يحتمل أن تكون قد وصلت إلى إيران من خلال دول وسيطة.