04-أكتوبر-2022
احتجاجات مستمرة في إيران (Getty)

احتجاجات مستمرة في إيران (Getty)

ما تزال قضية مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني تتفاعل في إيران وخارجها، حيث علّق المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على مقتلها لأول مرة، في ظل استمرار الاحتجاجات داخل إيران وخارجها.

ما تزال قضية مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني تتفاعل في إيران وخارجها، حيث علّق المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على مقتلها لأول مرة

وفي تفاصيل تطورات القضية، علق علي خامنئي لأول مرة، الإثنين على حادثة مقتل الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا أثناء اعتقالها من طرف شرطة الأخلاق، دون أن يخرج عن الرواية الرسمية لدى السلطات الإيرانية، حيث قال "إن الاحتجاجات على وفاة شابة بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق كانت مزمعة ولم ينظمها "إيرانيون عاديون"، وفقًا لتعبيره، علمًا بأن تلك الاحتجاجات بدأت منذ الـ17 من أيلول/سبتمبر، وما تزال مستمرة بنفس الزخم، وهو ما اضطر المرشد نفسه إلى التعليق عليها والدخول على خط المشهد الآخذ في التأزم.

وأضفى المرشد الأعلى طابعًا عاطفيًا على تعليقه حين قال "إن وفاة مهسا أميني حطمت قلبي بشدة"، واصفًا الأمر بأنه "حادثة مريرة". وأضاف أن "بعض الناس تسببوا في انعدام الأمن في الشوارع"، معتبرًا تلك الاحتجاجات وما شابها من "شغب" مخطط لها حسب وصفه من طرف جهات أمريكية وصهيونية. ولم يفوت المرشد الفرصة للشد على يد قوات الأمن التي يتهمها المحتجون بالقتل والتعذيب، حيث قال "إنهم واجهوا إجحافًا خلال الاحتجاجات"، معربًا عن دعمه لهم.

على ذات النغمة عزف أيضًا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي خرج بتصريحات جديدة ندد فيها بما وصفها بـ"مؤامرات العدو" الهادف حسب تعبيره إلى تضليل الرأي العام وتدبير المؤامرات ومنع بلاده من التقدم في المجالات الاقتصادية والحضور الإقليمي والدولي.

وأكد في ذات السياق أنه "لا يمكن الوثوق بمواقف الأطراف الغربية التي تدّعي أنها تدافع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان؛ لأنها تصمت عند قتل عشرات الأفغانيات على أيدي الجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة" وفق قوله.

تواصل الاحتجاجات داخليًا وخارجيًا

في الأثناء يواصل الإيرانيون احتجاجاتهم على ممارسات السلطة من قمع وكبت للحريات وارتكاب للجرائم، وفي هذا الصدد أفادت مصادر متعددة باستعمال قوات الأمن الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لقمع محتجين داخل حرم جامعة شريف بالعاصمة طهران بعد رفعهم شعارات مناوئة للنظام الإيراني، وبحسب المصادر فقد ألقت قوات الأمن القبض على عدد من المحتجين.

كما شهدت جامعة طهران احتجاجات مشابهة، رفعت فيها شعارات سياسية مطالبة بالديمقراطية وإسقاط النظام الثيوقراطي في البلاد، ومن بين تلك الشعارات "الاستقلال والحرية والموت لخامنئي". يشار إلى أن منظمة "إيران هيومن رايتس" أكدت سقوط 92 شخصًا على الأقل جراء قمع المظاهرات في إيران.

خارجيًا، تواصل حراك الإيرانيين الداعم لاحتجاجات الداخل في أكثر من عاصمة غربية، من بينها العاصمة الفرنسية باريس التي شهدت مشاركة الآلاف في مظاهرة انطلقت من ساحة الجمهورية وانتهت في ساحة الأمة. ورفعت خلال المسيرة شعارات من نوع: "انضموا إلى أول ثورة نسائية"، و"الموت للجمهورية الإسلامية"، و"امرأة، حياة، حرية".

نظمت مظاهرات داعمة للحراك الاحتجاجي في تورونتو ولوس أنجلوس وواشنطن وأنقرة دعت لاحترام حقوق النساء في إيران ومحاسبة آلة القمع في البلاد

كما نظمت مظاهرات داعمة للحراك الاحتجاجي في تورونتو ولوس أنجلوس وواشنطن وأنقرة دعت لاحترام حقوق النساء في إيران ومحاسبة آلة القمع في البلاد.