30-نوفمبر-2023
نهاية الهدنة واستئناف الحرب على غزة

تجمع التحليلات الإسرائيلية على أن حماس لم تتعرض لهزيمة عسكرية وقادرة على مواصلة القتال (Getty)

شهدت الليلة الماضية، ساعات طويلة من المفاوضات من أجل تمديد الهدنة في قطاع غزة، وهو ما تحقق لمدة يوم واحد، قبل أقل من نصف ساعة على انتهاء موعد الهدنة.

وفي ظل التوصل إلى اتفاق جديدة لمدة 24 ساعة، يمنع خلالها استئناف الحرب، إلّا أنّ التصريحات التي تصدر من إسرائيل، تكرر حديثها عن ضرورة استمرار العدوان على غزة.

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن "التقدير في إسرائيل بأن جولة أخرى وأخيرة من إطلاق سراح الرهائن لدى حماس ستتم غدًا قبل استئناف القتال"، يوم السبت المقبل.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مكالمتهما الهاتفية يوم الأحد، إنه يشعر بقلق بالغ بشأن العمل العسكري الإسرائيلي المحتمل في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء وقف إطلاق النار، فيما أبلغ نتنياهو الرئيس الأمريكي أنه لا يستطيع إلا أن يأمر بـ"العمل في جنوب قطاع غزة - لأن ذلك ضروري لتحقيق أهداف العملية الإسرائيلية ولأن الرأي العام في إسرائيل لن يقبل وقف العمليات العسكرية الآن".

إجماع إسرائيلي من قبل حكومة الحرب الإسرائيلية، على ضرورة استئناف العدوان على غزة، وتوسيعه إلى الجنوب

خطط الحرب وإجماع إسرائيلي

وفي السياق، وافق رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي اليوم يوم أمس الأربعاء، على خطة مواصلة القتال في القيادة الجنوبية.

بدوره، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: "في الأسبوع الماضي حققنا إنجازًا عظيمًا للغاية- عودة العشرات من المختطفين. قبل أسبوع كان الأمر يبدو خياليًا، لكننا حققناه. لكن في الأيام القليلة الماضية سمعت سؤالًا- بعد الانتهاء من هذه المرحلة من عودة مختطفينا هل ستعود إسرائيل للقتال؟ جوابي هو نعم لا لبس فيه"، وفق تعبيره.

وأضاف نتنياهو: "من المستحيل ألا نعود إلى القتال حتى النهاية. هذه هي سياستي، الحكومة بأكملها تقف خلفها، الحكومة بأكملها تقف خلفها، الجنود يقفون خلفها، الشعب يقف خلفها. وهذا بالضبط ما سنفعله".

وكرر وزير في حكومة الإسرائيلية بيني غانتس، الموقف ذاته، بالقول: "نحن في لحظات معقدة، وفي نافذة زمنية كجزء من الخطوط العريضة لعودة مختطفينا. وسنعمل على استنفادها قدر الإمكان. وفي الوقت نفسه، نحن مستعدون للعودة إلى القتال، في أي لحظة، بما في ذلك هذه اللحظات"، على حدِّ تعبيره.

وأجرى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، يوم أمس تقييمًا خاصًا للوضع فيما يتعلق بالجهود المبذولة لإعادة المختطفين، بالتعاون مع رئيس أركان جيش الاحتلال، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الشاباك، ورئيس شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال. وتحدث عن استمرار العدوان على غزة، قائلًا: "نحن نبذل كل محاولة لإعادة جميع المختطفين واستغلال التحرك الحالي إلى أقصى حد لإعادة كافة المختطفين من النساء والأطفال في غزة. إن قوات الجيش الإسرائيلي في الجو والبر والبحر مستعدة لاستئناف القتال على الفور"، وفق وصفه.

غزة والجيش الإسرائيلي

استئناف العدوان بقواعد أمريكية

يشير المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" طال ليف رام، إلى أن "حكومة الحرب بأكملها متحدة في موقف استئناف الحرب وأنه لا يوجد خيار آخر".

وأضاف: "أن الولايات المتحدة ترسم الحدود لإسرائيل في هذه الحرب، وهناك قواعد تختلف عما حصل في الشمال".

يتوافق ذلك، مع إبلاغ الخارجية الأمريكية، بعد وصول أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، نتنياهو بضرورة "حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة إذا ما استؤنف القتال".

من جانبه، قال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إنه "على مدى الأيام القليلة الماضية، كانت هناك تقارير، أغلبها تخمينية، حول طرح صفقة "الجميع مقابل الجميع" على الطاولة"، وأضاف: "لكن حتى لو تم مناقشة هذه القضية، فلا يبدو أنها عملية في الوقت الحالي، لأنها على الأرجح لن تحظى بدعم شعبي واسع في إسرائيل".

وحول ذلك، قال: "ليس مستبعدًا أن تكون التسريبات حول هذا الاقتراح تهدف في الواقع إلى خدمة نتنياهو الذي يسعى إلى تصوير نفسه على أنه يقف في وجه الضغوط الخارجية". متابعًا:

"أن وقف إطلاق النار الدائم، دون تدمير حماس كحكومة وقوة عسكرية، لن يحقق أهداف الحرب المعلنة ومن المرجح أن يحسم مصير نتنياهو السياسي"، وفق قوله.

ومع اقتراب الهدنة، بحسب الاتفاق الحالي من الانتهاء، أوضح هارئيل: "الجيش الإسرائيلي سوف يستأنف عملياته المكثفة"، وفي تقييم الحرب تابع، بالقول: "لقد تكبدت حماس الخسائر... لكن يبدو أنها ما زالت بعيدة عن الهزيمة عسكريًا".

أمّا عن موقف الإدارة الأمريكية، فقد قال: "إذا استؤنف القتال، فإن الإدارة الأمريكية تفضل أن تركز إسرائيل أولًا على المزيد من العمليات في شمال غزة، بدلاً من بدء العمليات في الجنوب المكتظ بالسكان. كما تطلب من الجيش الإسرائيلي توخي الحذر في استخدام الأسلحة الدقيقة وممارسة الحذر الشديد عند القتال في المناطق المزدحمة".

وختم مقالته، بالقول: "يبدو أن لحظة اتخاذ القرار تقترب. لقد تم بالفعل عرض خطط الجيش الإسرائيلي للهجوم على جنوب غزة على مجلس الحرب، بما في ذلك الجهود المبذولة للتعامل مع التحدي الهائل المتمثل في نقل السكان المدنيين الفلسطينيين إلى منطقة أجبر نصف السكان الموجودين فيها الآن على الانتقال مرة واحدة، عندما طالبت إسرائيل الشهر الماضي بانتقالهم من شمال غزة إلى جنوبها".

وفي السياق نفسه، قال الصحفي آفي يسخاروف: "يبدو أن مسألة استمرار الحرب ليست "إذا"، بل "متى". حكومة نتنياهو لن تنجو من انسحاب القوات من القطاع في الوضع الحالي. إن القيادة العليا للجيش الإسرائيلي تريد أن تستمر الحرب، والأهم من ذلك أن الجمهور الإسرائيلي ليس مستعدًا للتوقف الآن، مع كل الاحترام الواجب للضغوط الأميركية"، وفق تعبيره.

التحليلات الإسرائيلية، تتحدث عن أن الولايات المتحدة، سيكون لها دور أكبر ما بعد استئناف الحرب على غزة

وعن حركة حماس، أضاف يسخاروف: "حماس، على الرغم من أنها فقدت السيطرة للحظة على في شمال القطاع، لا تظهر أي علامات على الاستسلام، بل على العكس من ذلك، فقد أظهرت سيطرة كاملة فيما يتعلق بصفقة تبادل الرهائن والأسرى، فهي تحافظ على انضباط عملياتي مثير للإعجاب فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وقدرتها على القيادة والسيطرة محفوظة، ولا تنوي التنازل عن السيطرة على قطاع غزة. واضح للجميع أن معركة خان يونس قادمة".

وفي تحليله للمشهد السياسي في إسرائيل، قال رئيس تحرير صحيفة هآرتس، إن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي ووزير الأمن يوآف غالانت، يرغبان في استئناف العدوان على غزة. فيما يدرك نتنياهو، أن استمرار الهدن، قد يعني الوصول إلى وقف إطلاق نار، ومن ثم انتخابات عامة، وهو ما لا يرغب به.

وأضاف ألوف بن: "لا يوجد ضغط داخلي في إسرائيل من أجل وقف إطلاق نار طويل، أو لتسوية مع حماس شبيهة بالجولات القتالية السابقة"، لكنه يشير إلى أن قرار استمرار وتوسيع الحرب، يرتبط في موافقة الولايات المتحدة.