30-نوفمبر-2023
كيسنجر ونتنياهو

حضور هنري كيسنجر، ترافق مع "الطفرة"، الأمريكية في العلاقة مع تل أبيب (Getty)

مع وفاة هنري كيسنجر، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق بـ"الصديق العظيم"، مشيرًا إلى لقاء جمعه وكيسنجر قبل شهرين في نيويورك. وبينما يوصف وزير الخارجية الذي عاش 100 عام، باعتباره الأكثر تأثيرًا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن هناك علاقة جمعته في إسرائيل، خلال لحظات محورية وحاسمة.

المختلف مع إسرائيل، أن حضور هنري كيسنجر، ترافق مع "الطفرة"، الأمريكية في العلاقة بتل أبيب، إذ تعمق وارتفع هذا الدعم ما بعد حرب 1967، كما كان يتواجد في لحظات حاسمة، مثل حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، التي ساهم خلالها في فتح جسر جوي لنقل الأسلحة إلى إسرائيل. كما كانت أول زيارة لرئيس أمريكي إلى إسرائيل، من قبل نيسكون عام 1974، في فترة تواجد كيسنجر في الإدارة الأمريكية، وللمفارقة فقد شارك الرئيس الأمريكي جو بايدن في هذه الزيارة.

ويعرف هنري كيسنجر، بدوره الذي يسعى إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم، وسياسته الواقعية، التي تتجاوز القيم والأخلاق، مما أدى إلى وصفه بـ"مجرم حرب"، نتيجة التواطؤ الصريح مع الديكتاتوريات العسكرية، والحروب التي دعمتها الولايات المتحدة.

أمّا على مستوى إسرائيل، فقد كان حضوره حاسمًا، في لحظة حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، ومدى مساهمته في تطبيعها بالمنطقة، وفرض خيار التطبيع المنفرد مع إسرائيل.

حضر هنري كيسنجر في لحظات حاسمة بالنسبة لإسرائيل، ودعا إلى سحق الانتفاضة الفلسطينية الأولى

أسلحة دفعها كيسنجر

مع بداية حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، كان هدف هنري كيسنجر الأول، "ضمان بقاء إسرائيل"، ومن ثم "منع أي إذلال عسكري لها". مع حساب التوازن المطلوب، مع الدول العربية، بهدف عدم اقترابها أكثر من الاتحاد السوفيتي، خصم الولايات المتحدة "البارد".

وهذه النقطة تحديدًا، شكلت اللحظة الأكثر إشكالية من ناحية تاريخية في علاقة كيسنجر مع إسرائيل، إذ طلبت تل أبيب إرسال جسر جوي طارئ للأسلحة والمعدات الأمريكية، وهو ما تحقق. فيما تشير قراءة تاريخية إلى رغبة عارمة من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيسكون بذلك، مع خشية كيسنجر من فعل ذلك، وذلك يعود إلى قلقه من أن "تؤدي جهود الإنقاذ الأمريكية الواضحة نيابة عن إسرائيل إلى تحطيم الانفراج الذي حصل عليه بشق الأنفس مع الاتحاد السوفيتي، الذي كان يعيد إمداد العرب بالأسلحة"، خاصةً مع تهديد موسكو بإرسال قوات لإنقاذ الجيش المصري الثالث المحاصر، مما دفع كيسنجر إلى إصدار "إنذار للقوات النووية الأمريكية، دون إبلاغ نيكسون".

بالطبع النقاش حول كيسنجر ودوره في الجسر الجوري من الأسلحة لإسرائيل، امتد على طوال سنوات، سواء في واشنطن أو تل أبيب، ورغم تعدد الروايات، إلّا أنّه من الصعب التشكيك في دوره الحاسم بالمجمل في دعم إسرائيل، وتحديدًا في الجسر "المنقذ".

في 9 تشرين الأول/أكتوبر 1973، وصل سفير إسرائيل في واشنطن سيمحا دينيتز واللواء في جيش الاحتلال موتا غور إلى الولايات المتحدة للقاء كيسنجر. وخلال اللقاء، استعرض الجانبان الوضع الصعب الذي تواجهه إسرائيل على الجبهة المصرية، وأشارا إلى أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير ترغب في القدوم إلى واشنطن لطلب مساعدة عاجلة من الرئيس الأمريكي نيكسون. وبحنكة سياسي قلق على إسرائيل، عارض كيسنجر وصول مئير، بحجة أن ذلك سيفسر على أنه ضعف من جانب إسرائيل.

وفي مقابلة مع حديثة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قال هنري كيسنجر: "في نهاية يوم من القتال، عندما اقترب وقت الظهر من يوم الأحد، كان من الواضح أن الجيشين المهاجمين قد أحرزا تقدمًا كبيرًا. لكننا صممنا منذ البداية على منع النصر العربي الذي كنا ننظر إليه على أنه انتصار سوفيتي. لقد كنا على قناعة تامة، منذ اللحظة الأولى، بأننا سنعيد الوضع إلى ما كان عليه، ولكن بنهاية اليوم الأول، كان من الواضح أن الجيوش المهاجمة قد حققت تقدمًا واسعًا".

getty

ومع خسائر إسرائيل الكبيرة في الحرب، مثل خسارة 49 طائرة وتدمير 500 دبابة في سيناء، ونقص كبير في القذائف والمعدات، كانت هناك حاجة لدعم أمريكي كبير. في الوقت نفسه، كان وزير الأمن الإسرائيلي موشيه دايان، ورئيسة الوزراء مئير على وشك الانهيار. والنقاش يدور حول "تعمد" كيسنجر تأخير إجابته على الطلب الإسرائيلي بإقامة جسر جوي لنقل الأسلحة.

وتعود أهمية هنري كيسنجر، إلى كونه أدار السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بشكلٍ كامل تقريبًا، في ظل انخراط نيسكون في فضيحة ووترغيت. ومع ذلك، بعد ثلاثة أعوام من الحرب، سيقول أميرال في البحرية الأمريكية إن كيسنجر تعمد تأخير إجابته، بالقول: "لا يزال الإسرائيليون بحاجة إلى نزف المزيد".

وفي مقابلة، هذا العام مع القناة 12 الإسرائيلية، قال هنري كيسنجر: "هذا هراء، ولم يحدث أي شيء مثل هذا. إن إحضار الجسر الجوي لدولة ما، والذي سيكون متاحًا في منتصف الحرب، ليس شيئًا يحدث عادةً. والحقيقة أنه لم يحدث أبدًا. لقد كان أيضًا الأسبوع الذي استقال فيه نائب الرئيس [الأمريكي]". متحدثًا عن أن أدائه في الحرب يستحق الترحيب الإسرائيلي وليس النقد، قائلًا: "السبب وراء تأجيل عملية ’عشب النيكل’ [اسم عملية نقل الأسلحة] لنقل الذخائر كان في المقام الأول بسبب الحكومة الإسرائيلية، كان قرار إرسال جسر جوي خطوة عملاقة أنقذت إسرائيل".

وأضاف كيسنجر: "حتى صباح الثلاثاء، قيل لنا إن إسرائيل تنتصر وتعبر القناة. لم يعود إلينا دينيتز [سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة] إلا بعد ظهر يوم الثلاثاء وأخبرنا بالوضع. ولم أتمكن من الاتصال بنيكسون إلا مساء الثلاثاء، الذي كان مشغولًا بتقاعد سبيرو أغنيو والاجتماع مع وزراء الخارجية العرب".

وبحسب كيسنجر فإن الإدارة الأميركية في ذلك الوقت لم تكن تؤيد الفكرة الإسرائيلية بالبدء بوقف إطلاق النار: "لقد فكر الإسرائيليون في البدء به، وقلنا لهم إننا سندعم أي شيء يفعلونه، لكنها قد تفسر على أنها فكرة سيئة بعد ذلك. لقد فقدتم الأرض".

أمّا التوتر الفعلي مع إسرائيل، فقد كان نتيجة رفض غولدا مئير مطلب الولايات المتحدة، بقيادة وزير الخارجية هنري كيسنجر، بأن تمتثل إسرائيل للقرار 339 الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 تشرين الأول/أكتوبر وتسحب قواتها منها. وكان من شأن هذا الانسحاب أن يزيل الحصار الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على الجيش المصري الثالث جنوب قناة السويس.

مما سبب في تدهور بالعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، بعد التعاون خلال الحرب، وطلب كيسنجر، جاء نتيجة مصلحة أمريكية، وضغط الاتحاد السوفيتي، إذ كانت خشية كيسنجر تدور حول إتاحة فرصة تدخل موسكو في الحرب بشكلٍ أكبر.

ورغم انتقاده المتكرر في إسرائيل، بسبب حديثه عن كونه أمريكيًا قبل أن يكون يهوديًا، إلّا أن البرقيات التي جاءت خلال حرب تشرين الأول/ أكتوبر، تكشف عن قوله: "لن أسمح بالتخلي عن إسرائيل".

getty

مقدمة التطبيع

كان هدف كيسنجر ما بعد حرب 1973، المساهمة في الحفاظ على المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967، والمساهمة في تراجع النفوذ السوفيتي في المنطقة، وكان يدرك أن مصر السادات هي الحلقة الضعيفة بذلك.

وقال المؤرخ المختص في العلاقات الخارجية الأمريكية سالم يعقوب: "إن الدور المحوري الذي لعبه كيسنجر كوسيط سمح له بالتظاهر بالحياد بينما يدعم الإسرائيليين سرًا، وتحويل مفاوضات السلام إلى سلسلة طويلة من خطوات بناء الثقة الصغيرة التي من شأنها أن تعطي مظهر التقدم الذي تحتاجه مصر للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل. لكنه سيسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بمعظم الأراضي السورية والفلسطينية التي احتلتها عام 1967".

ويظهر ذلك، خلال اجتماعه مع غولدا مائير في 6 أيار/مايو 1974، إذ قال لها: "لقد كان هناك شبه إجماع في مجموعتنا (أي فريق التفاوض الأمريكي) على أنه لا ينبغي مطالبة الإسرائيليين بالتخلي عن الجولان. لن تكون هذه قضية خلافية بين إسرائيل والولايات المتحدة". 

وفي المقابل، قال للعاهل السعودي الملك فيصل في 9 أيار/مايو 1974: "الولايات المتحدة لا تؤيد أي مطالبة لإسرائيل بمرتفعات الجولان".

وابتداءً من كانون الثاني/يناير 1974، ذهب هنري كيسنجر إلى الشرق الأوسط 11 مرة للترويج لاتفاقيات فض الاشتباك العسكري التي من شأنها تسهيل حقبة جديدة من مفاوضات السلام.

وكانت أكثر مهمات "الدبلوماسية المكوكية" شهرة هي الماراثون الذي استمر 34 يومًا في ذلك الربيع، حيث زار القدس 16 مرة ودمشق 15 مرة. وسافر إلى ستة بلدان أيضًا.

getty

لم تسفر هذه الماراثونات عن أي اتفاقيات سلام دائمة خلال فترة وجود كيسنجر في منصبه، لكنّها ساهمت في رفع الحظر النفطي العربي، وتوقيع اتفاقيات فض الاشتباك، واستعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، واعتبرتها الكثير من التقديرات، مقدمة لعملية التطبيع بين مصر وإسرائيل.

ووفق السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل والمبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية مارتن إنديك، فإن أول مفاوضات تطبيع بين دولة عربية وإسرائيل، "تدين بالكثير للعملية التي بدأها وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي هنري كيسنجر قبل خمس سنوات [أي قبل عام 1979]". معتبرًا أن الدبلوماسية المكوكية لكيسنجر وضعت "الأساس لعملية السلام العربية الإسرائيلية على مدى العقود الأربعة التالية"، وفق كتابه "سيد اللعبة: هنري كيسنجر وفن دبلوماسية الشرق الأوسط".

وأضاف المبعوث الأمريكي للمنطقة: "أن نجاح كيسنجر كان في إخراج مصر من الصراع مع إسرائيل. وعندما فعل ذلك من خلال الاتفاقيتين اللتين تفاوض عليهما بين إسرائيل ومصر، جعل من المستحيل على الدول العربية الأخرى أن تفكر في خوض حرب مع إسرائيل".

وكان هنري كيسنجر صاحب نهج سياسة تجزئة المفاوضات مع إسرائيل، معتبرًا أن النهج الشامل لن يصل إلى حل أي قضية.

لا يرى الفلسطيني

وبحسب التقديرات فإن موقف كيسنجر كان يدور حول "أن الفلسطينيين لم يكونوا مهمين، لم يكن يريد حتى ممارسة الضغط على إسرائيل لإعادة الأراضي التي احتلتها عام 1967. ولم يكن لديه ما يقترحه كحل لمسألة اللاجئين".

وفي مذكرة لكيسنجر بعنوان "عزل الفلسطينيين"، قال: "ما هي استراتيجيتنا في عام 1973؟ أولًا، سعينا إلى تفكيك الجبهة العربية الموحدة. كما أردنا التأكد من عدم مشاركة الأوروبيين واليابانيين في الدبلوماسية. وبطبيعة الحال، أردنا إبقاء السوفييت خارج الساحة الدبلوماسية. وأخيرًا، سعينا إلى إيجاد وضع يمكّن إسرائيل من التعامل بشكل منفصل مع كل من جيرانها. لقد قلنا للإسرائيليين إن بإمكانهم التوجه إلى الأوروبيين إذا أرادوا إصدار تصريحات، ولكن إذا أرادوا التقدم نحو السلام، فعليهم أن يأتوا إلينا. وهكذا بدأت العملية خطوة بخطوة".

وأضاف في موضع آخر: "لكنني تركت القضية الفلسطينية وشأنها من أجل العمل على المسائل الحدودية، على أمل عزل الفلسطينيين في نهاية المطاف".

وبحسب الوثائق، فقد وصل عدة أعضاء في الكونغرس إلى لبنان، من أجل لقاء ياسر عرفات، الذي أظهر الاستعداد للاعتراف بإسرائيل، وظهر بشكلٍ مهادن ومعتدل، وتم إبلاغ كيسنجر بكل ذلك، لكنه "لم يتأثر، وواصل العمل من أجل التوصل إلى اتفاق ثانٍ لفك الارتباط بين إسرائيل ومصر، متجاهلًا سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية. تم التوقيع على اتفاقية سيناء 2 في أيلول/سبتمبر، وكانت مصحوبة بمذكرة تفاهم سرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وافقت فيها واشنطن على عدم الاعتراف أو التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية طالما أنها لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود أو تقبل قراري مجلس الأمن رقم 242 و338".

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، في حزيران/يونيو 1988، نشرت مجلة هاربر، تحت عنوان "كيسنجر خلف الأبواب المغلقة"، مذكرة سرية غير عادية تصف اجتماع الإفطار الذي عقده زعماء اليهود الأمريكيين مع هنري كيسنجر في 31 كانون الثاني/يناير 1988 لمناقشة الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت قبل شهرين تقريبًا . المذكرة، التي كتبها يوليوس بيرمان، الرئيس السابق لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، وأرسلت إلى مجموعة من الأصدقاء، تسربت إلى الصحافة في مارس 1988. وبحسب هاربر، "كان رد فعل كيسنجر غاضبًا على التسريب، لكنه لم يطعن في التسريب".

وفي هذا اللقاء، نصح كيسنجر بسحق الانتفاضة الفلسطينية الأولى "على نحو وحشيّ وشامل وخاطف"، ودعا إلى عدم إيصال وسائل الإعلام إلى مناطق المواجهات "مهما بلغت محاذير ذلك الإجراء".

getty

وفي عام 1989، كتب المتحدث باسم عرفات ومستشاره بسام أبو شريف، مقالة في "الواشنطن بوست"، بعنوان "’حملة كيسنجر الصليبية’ ضد الفلسطينيين"، جاء في بدايتها: "عندما كان هنري كيسنجر وزيرًا للخارجية، بذل قصارى جهده لشيطنة منظمة التحرير الفلسطينية وعرقلة تسوية القضية الفلسطينية. ولكن من الواضح أنه لا يشعر بأنه فعل ما يكفي. ومن مكاتبه الخاصة في نيويورك، يطلق الآن وابلًا من الصواريخ على المنظمة ومفهوم الحقوق الفلسطينية"، وذلك في أعقاب مقالة لهنري كيسنجر تشكك في نية ياسر عرفات للتفاوض مع إسرائيل.

 من أكتوبر إلى أكتوبر.. بعد 50 عامًا

وقال كيسنجر عن عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، إنها "عمل عدواني صريح"، ويجب أن تقابل بـ "العقوبة". وعلى نطاق أوسع، قال كيسنجر، إن العدوان الروسي المستمر في أوكرانيا، إلى جانب عملية حماس على إسرائيل، تمثل "هجومًا أساسيًا على النظام الدولي".

أمّا عن المظاهرات الداعمة لفلسطين، وبالأخص في ألمانيا التي تعود جذور كيسنجر لها، قال: "لقد كان خطًأ فادحًا السماح لعدد كبير جدًا من الأشخاص من ثقافات وأديان ومفاهيم مختلفة تمامًا بالدخول، لأنه يخلق مجموعة ضغط داخل كل دولة تفعل ذلك"، وفق تعبيره.

دعم إسرائيل الثابت

تعرض كيسنجر إلى هجوم من منظمة غوش إيمونيم الاستيطانية الإسرائيلية، التي كانت تدعي أن كيسنجر ورغم "يهوديته، فإنه يقود تحركات تضر بإسرائيل".

ورغم الانتقادات الموجهة إلى كيسنجر من مصادر مختلفة في إسرائيل، ومن بينها تسريبات عن عدم اكتراثه في يهود الاتحاد السوفيتي. إلّا أنّه في عام 1984 حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة حيفا. وفي حزيران/ يونيو 2012، حصل على وسام رئيس الدولة من شمعون بيريز كدليل على تقديره لأنشطته من أجل إسرائيل. وزار كيسنجر إسرائيل عدة مرات، المرة الأولى كانت عام 1961، وآخر مرة عام 2023.

وتتحدث معظم المصادر، عن أن كيسنجر كان "وطنيًا أمريكيًا"، وهذا ما يتكرر في كل المواقف الصادرة عنه، أو عن من عملوا معه، لكنه كان داعمًا ومؤيدًا طوال الوقت لإسرائيل، ولعل نظرة فاحصة وشاملة على موقفه خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، تكشف الكثير عن ذلك.