أجمعت كافة آراء المستوى السياسي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، على "استمرار الحرب في قطاع غزة"، رغم قرار محكمة العدل الدولية، الذي طالب بمجموعة من التدابير المؤقتة التي على إسرائيل تنفيذها، لمنع انتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية.
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي: إن "إسرائيل تخوض حربًا عادلة. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية أنفسنا ومواطنينا، مع احترام القانون الدولي".
توعد قادة دولة الاحتلال الإسرائيلي، الاستمرار في الحرب رغم قرار محكمة العدل الدولية
وأضاف نتنياهو: "الادعاء بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين ليس كاذبًا فقط، بل إنه أمر شائن، واستعداد المحكمة لمناقشة الأمر، هو علامة عار لن تمحى لأجيال. نحن نقاتل حرب عادلة، وسنواصلها حتى النصر الكامل. وإلى أن نهزم حماس، سنعيد جميع المختطفين لدينا ونضمن أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدًا لإسرائيل"، وفق قوله.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لـ"يسرائيل هيوم": "لقد رفضت المحكمة طلب جنوب أفريقيا المركزي بوقف القتال في غزة، ومن وجهة النظر هذه، فهو نجاح كبير".
من جانبه، قال وزير الأمن يوآف غالانت: "دولة إسرائيل لا تحتاج إلى وعظ أخلاقي لفصل الإرهاب عن السكان المدنيين في غزة. لقد ذهبت محكمة العدل الدولية في لاهاي إلى أبعد من واجبها عندما قررت قبول طلب جنوب أفريقيا المعادي للسامية بمناقشة ادعاء الإبادة الجماعية في غزة"، وفق زعمه.
مدير عام مركز مدى الكرمل مهند مصطفى للعربي: قرار محكمة العدل الدولية نسف السردية الإسرائيلية وهذا ما أغضب تل أبيب وأحرجها @SihamBaba5 pic.twitter.com/2J8q3IjfgY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 26, 2024
وتابع غالانت، قائلًا: "سيواصل الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية العمل على تفكيك نظام حماس، والقضاء على قدراته العسكرية، وإعادة المختطفين إلى منازلهم"، بحسب ادعاءاته. وتصريحات غالانت، صدرت خلال تواجده في منشآت تدريبية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره، قال عضو المجلس الحربي الإسرائيلي بيني غانتس: "نحن نفي بوعدنا ونقوم بواجبنا الوطني والتاريخي، وفقًا للقانون الدولي والتراث اليهودي وقيم الجيش الإسرائيلي"، وفق زعمه.
كما كرر وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس، المزاعم بالتزام إسرائيل بـ"القانون الدولي".
وقال الوزير المتطرف إيتمار بن غفير: "يجب ألا نستمع إلى قرارات تعرض استمرار وجود دولة إسرائيل للخطر، ويجب علينا المواصلة حتى هزيمة العدو والنصر الكامل"، بحسب تعبيراته.
كما علق عضو الكنيست داني دانون على القرار، بالقول: "إن قرار المحكمة في لاهاي اليوم منفصل تمامًا عن أي واقع على الأرض ولن يمنعنا من تحقيق أهدافنا"، بحسب زعمه.
محكمة العدل الدولية ترفض طلب إسرائيل سحب دعوى جنوب إفريقيا ضدها وتفرض إجراءات طارئة عليها
تقرير: كامل لطفي pic.twitter.com/SEYUwkRUzb— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 26, 2024
كما نشر عضو الكنيست المتطرف تسفي سوكوت ردًا على القرار، قائلًا: "لا فيتوري ولا عميحاي إلياهو. يستشهدون بالرئيس ورئيس الوزراء ووزير الأمن"، وذلك بعد تكرار الانتقادات في إسرائيل لتصريحات نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي نسيم فيتوري التي طالب فيها بإبادة قطاع غزة، ووزير التراث إلياهو الذي طالب بإسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة. وأضاف سوكوت: "استمرار مباشر لمعاداة السامية في كل الأجيال - معاداة كاملة للسامية"، بحسب تعبيره.
وأعلنت محكمة العدل الدولية، يوم الجمعة، قرارها بشأن طلب جنوب إفريقيا فرض إجراءات احترازية طارئة تُلزم "إسرائيل" بوقف الحرب على قطاع غزة، إلى حين البت في قضية اتهامها بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في القطاع، خلال عدوانها المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وعلى عكس معظم التوقعات، امتنعت المحكمة عن إصدار قرار واضح وصريح لإلزام "إسرائيل" بوقف حربها على القطاع، وأعلنت بدلًا من ذلك عن مجموعة من التدابير المؤقتة التي على "إسرائيل" تنفيذها، لمنع انتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية.
